6 ـ ومن الانفتاح فى موقع (أهل القرآن) تعامله مع الشرائح المختلفة لمن يكتب فيه. الواجب على من يدخل موقعا علميا فكريا له اتجاه خاص أن يقرأ أولا (كل) المكتوب فى هذا الموقع حتى لا يقع فى الجهل حين يكتب أفكارا تم تجاوزها أو أصبحت مرفوضة ،أو ليست هناك طائل من النقاش حولها ، وأيضا حتى يضيف جديدا من الأفكار الجديدة و الجيدة التى يتم طرحها فى الموقع. ولكن بعض من يكتب يأتى ليجرب حظه عندنا فى الكتابة فيكون أشبه بالتلميذ الابتدائى الذى قرر الالتحاق بالجامعة مرة واحدة. صاحبنا هذا يظن أنه طالما امتلك القدرة على الدهشة من التناقض بين الاسلام واحوال المسلمين ، وطالما أن له رأيا يخالف السائد لدى الناس فيكفيه هذا مسوغا للاجتهاد، فيكتب دون استعداد ثقافى ومعرفى كلاما سطحيا فيأخذ مقاله ما يستحق من التعقيب و(التأنيب). ولقد كتبت من قبل سلسلة مقالات عن أخطاء (اهل القرآن) ودعوتهم أن يقرأوا أكثر مما يكتبون ، وأوضحت لهم مناهج البحث فى القرآن و التراث ، ولا زلت أدعو لاستيعاب ما سبقت كتابته للبناء عليها وليس للرجوع بالموقع وأصحابه الى الوراء.. وفي القلب غصة يارمضان .. | وسقطت ورقة الآس !. ولكن قلما تجد دعوتى استجابة بدليل أنه لا يزال الكثير مما ينشر فى الموقع أقل من المستوى اللائق به وبى ، ولكن أتسامح تدعيما لهامش الحرية المتاح وأملا فى أن يتحسن الأداء..
7 ـ ومن ملامح الحرية فى الموقع تلك الاختلافات التى تموج فيه ، وهى خلافات منهجية وخلافات فى الرؤى.
وفي القلب غصة لا يعلمها الا الله للاطفال
والحال الموازية في الكنيسة الأنطاكية والتي هي محط تلاق وتلاقح بين الفكر اليوناني الهليني والحضارة والمدى السرياني. في رومانيا محط تلاق بين الغرب لغةً والشرق انتماء إيمانياً ومن هنا تسميتها عند كثيرين latinitas orientalis أي اللاتينية المشرقية، ومن هنا كان للكنيسة الرومانية دورها الأساس في الحوار الأرثوذكسي الكاثوليكي، وهي التي لم تلبث جسر تواصلٍ بين الغرب والشرق المسيحيين ولم تفقد لا بل صانت وحفظت هويتها المشرقية وبذور إيمانها وسقتها ونمّتها في أديارٍ ورهبنةٍ وآباء روحيين ورعاةٍ فاح ذكر أفضالهم حتى إلى كنيسة أنطاكية. وفي القلب غصة لا يعلمها الا الله العظيم الحليم. وفي أنطاكية أيضاً تزاوج فكري ما بين الهلنستية والسريانية. ومحط التلاقي هذا انجلى في كثير من المجالات ومنها على سبيل المثال لا الحصر علم التسابيح الكنسية (الايمنوغرافي). فرومانوس ويوحنا الدمشقي وكوزما وأندراوس وكثير من قدّيسي كنيستنا الأرثوذكسية الأنطاكية هم أبناء المدى الأنطاكي الذين ترجموا لا بل زاوجوا بين الروح السريانية واليونانية، فخرجت صورهم الشعرية الروحية لتستوطن كتبنا الليتورجية إلى يومنا هذا، وتستوطن قلوب الأرثوذكس في كل العالم. وقد عرفت الكنيستان الرومانية والأنطاكية تلك العلاقة القوية التي لم يفصم عراها البعد الجغرافي ولا الأزمنة الصعبة.
سيقال إننى أتجاهل أن الذى يقيم المجزرة الان لغزة هم الاسرائيليون ، ويجب توجيه اللوم لديهم وليس لحماس ، وأقول ليست اسرائيل هى المطالبة بحماية الفلسطينيين فى غزة لأنهم ببساطة هم أعداء للمتحكمين فى غزة ، المطالب بحماية أهل غزة هم المتحكمون فى غزة ، والذين يجب أن يرسموا سياستهم على أساس حماية الحقوق الانسانية و السياسية لأهل غزة ، وأولها حق الحياة وحق الحياة الكريمة و الرفاهية،أى يجب على حماس أن ترسم سياستها ليعيش الفرد الفلسطينى داخل غزة و القطاع بنفس المستوى الذى يعيش فيه أخوه الفلسطينى داخل اسرائيل. بدلا من ذلك دخلت حماس فى خصومة مع الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير ، وانتهى الأمر بانقلابها على السلطة الشرعية التى أتاحت لها الوصول للوزارة ، ثم تفرغت حماس لتحقيق المستحيل: (إقامة دولة فلسطين من النهر الى البحر والقاء اسرائيل فى البحر) وكل أسلحتها هى مواجهة الترسانة الاسرائيلية بصواريخ بدائية ، لتعطى لاسرائيل الحجة لكى ترد بصواريخ حقيقية ، ويدفع الثمن ليس قادة حماس ولكن الغلابة من الناس. 3 ـ الكارثة ليست فقط فيما يحدث لأهل غزة ، ولكن فيما يحدث للعرب والمسلمين كلهم حين يسيطر عليهم الفكر السلفى العقيم فيجعلهم غير صالحين للممارسة الديمقراطية ، ولذلك تفشل فيهم الديمقراطية ليعود العسكر الى التحكم فيها ، وهو ما يحدث فى باكستان وبنجلاديش وموريتانيا و السودان من حكم ديمقراطى يعقبه حكم عسكرى، أوالعكس ،أو يصل المتطرفون للسلطة فى الجزائر فيطردهم منها العسكر ، أو يصل متطرفو حماس للسلطة فيحتكرون السلطة.