وثانياً أنه لو كان المراد من العبادة الامتثال والطاعة يتوجه على ابن عبد الوهاب سؤال أنه هل يجوز مثل تلك الطاعة لغير الله تعالى أم لا؟ فإن قلت: لا فقد أبطلت قول الله تعالى:"أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" وإن قلت: نعم؛ عبدت المخلوق وخالفت ربك فيما نهاك عنه. الدعاء عند قبر الرسول محمد. وإن قلت: لا تنفعك إطاعة الرسول وإطاعة أولي الأمر عن إطاعة الله. قلنا: ما الوجه في ذلك؟ هل هو بجعل من المخلوق أو بجعل من الخالق؟ فإن قلت بالأول، رجعت إلى عبادة الصالحين، وإن قلت: أنه بجعل من الله تعالى وإذنه ورضاه. قلنا: إن شفاعة الأنبياء وكونهم وسيلة إلى الله تعالى أيضاً بجعل من الله تعالى، فيكون الاستشفاع والتوسل بهم حقيقة عبارة عن الاستعانة بالله في طلب الحاجة منه بشفاعة عبده المقرب عنده.
الدعاء عند قبر الرسول في
لا يجوز سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم المغفرة أو الدعاء بعد موته ؛ لأنه –صلى الله عليه وسلم- قد انقطع عمله بانتقاله إلى دار الآخرة، فهو في حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله عز وجل، قوله سبحانه وتعالى " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا" تفيد جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم حال حياته فقط ، وقد انعقد إجماع الصحابة والتابعين على ذلك. يقول فضيلة الدكتور حسام عفانه –أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:
لا يجوز لأحد أن يقول: [يا رسول الله استغفر لي أو يا رسول الله ادع لي] سواء أكان ذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في أي مكان آخر ويعتبر هذا القول وسيلة من وسائل الشرك والعياذ بالله حيث إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انتقل من هذه الدنيا إلى دار الآخرة فهو صلى الله عليه وسلم في حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله عز وجل وقد قال سبحانه وتعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} -سورة الزمر الآية 30-. والرسول صلى الله عليه وسلم لا عمل له حيث انقطع عمله بوفاته صلى الله عليه وسلم.
أما ما يُروى عن الشافعي من القراءة له، فهذا ليس عليه دليل، فالقراءة لا تكون في المقابر، وإنما تكون في المساجد والبيوت، أما المقبرة فليست محلَّ قراءة، فهذا المنقول عن الشافعي في صحَّته نظر عنه، ولو صحَّ عنه رحمه الله فهذا من اجتهاده، وهو مخالفٌ للسنة، ولهذا قال ﷺ: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا، فإن الشيطان يفرّ من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة ، فدلَّ على أن القبور ما هي محل صلاة، ولا محل قراءة، البيوت هي محل الصلاة، ومحل القراءة، وهكذا المساجد، أما القبور إذا مرَّ بها أو زارها فإنه يُسلِّم عليهم، ويدعو لهم، وهكذا بعد الدفن يقف عليه، ويدعو له، أما القراءة فليست محل قراءة. الدعاء المأثور عند زيارة المقابر - إسلام ويب - مركز الفتوى. وفَّق الله الجميع. الأسئلة:
س: إذا علم من حال شخصٍ أنه لا يُصلِّي، هل يُصلِّي عليه إذا مات؟
ج: لا، لا يُصَلِّ عليه، فالذي لا يُصلِّي كافر. س: ويُنَبِّه الناس؟
ج: لا يُنبه الناس إلا إذا كان هناك شاهدان عدلان يشهدان أنه لا يُصلِّي. س: إذا دُفن الميت، فهل هناك مدَّة معينة للصلاة عليه؟
ج: المشهور شهر وما يُقاربه، فإذا مرَّ شهر وما يقاربه انتهى، هذا أكثر ما ورد عن النبي ﷺ، فإنه صلَّى على الميت بعد شهرٍ.