شرح فقرة: "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة،... ". السبت 27 يوليو 2019 - 11:13 بتوقيت طهران
إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة الأولى من شرح أدعية الإمام المهدي عليه السلام. نبدأ الآن بأدعية الامام المهديّ (عليه السلام)، حيث نستهلّ ذلك بأحد ادعيته الباديء بهذا النحو: (اللهم، ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وصدق النية،... الخ). شرح فقرة: "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، ...".. ان استهلال الدعاء بامثلة هذه العبارات، يظل مفصحاً عن طبيعة الممارسة العبادية التي أوكلها تعالى الى الانسان، وهي: الألتزام بمبادئ الطاعة، وبعدم المعصية، وقبل ذلك: صدق النية في الممارسة المذكورة. ان هذه العبارات الثلاث: (توفيق الطاعة) ، (بعد المعصية) ، (صدق النية) ، تحتاج الى القاء الاضاءة عليها حتى يتبين لقارئ الدعاء أهمية ذلك. العبارة الاولى تقول: (ارزقنا توفيق الطاعة). هذه العبارة تتضمن ثلاث مفردات (ارزقنا) و (توفيق) و (الطاعة).
توفيق الطاعه
اذن كم كان النص الذي استعمل الدعاء بعبارة (اللهم ارزقنا توفيق الطاعة) منطوياً على الاسرار التي. و أن عبارة (أرزقنا توفيق الطاعة) تتضمن مفردة(توفيق) حيث لم نعقبّ عليها، لذلك يجب ان نتذكر: ان المقصود من (الطاعة) هو: توفّرها بالنحو المطلوب، اي: نجاح العبد في ممارسة الطاعة بما هو احسن تبعاً لقوله تعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً». اذن(التوفيق) يعني: النجاح في ممارسة الطاعة. إما عبارة (بعد المعصية). دعاء مروي عن الامام المهدي ( عجل الله فرجه ) | مركز الإشعاع الإسلامي. وهنا السؤال لماذا قال (بعد المعصية) ولم يقل اية عبارة اخرى؟
الجواب: في تصورنا، ان (البعد) عن الشيء، يتسق تماماً مع الحذر من الشيء، فأنت اذا شاهدت النار مثلا سوف (تبتعد) عنها، كذلك المعصية، حيث يتعين عليك ان تبتعد عنها حتى لا يصيبك نار اذاها. اذن امكننا ان نتبين دلالة وطرافة هاتين العبارتين: (ارزقنا توفيق الطاعة) و (بعد المعصية) ،
sigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي" بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ" ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي
شرح فقرة: "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، ...".
شرح دعاء اللهم ارزقنا توفيق الطاعة (١) - YouTube
دعاء مروي عن الامام المهدي ( عجل الله فرجه ) | مركز الإشعاع الإسلامي
*بعد المعصية* بعدنا عن المعصية هو الذي الذي يجعلنا نتوفق للطاعة، وارتكابنا للمعاصي يمنعنا من التوفيق للطاعة، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل" ،ارتكابنا للذنوب يحرمنا من التوفيق للطاعة، ورد في كتاب مفتاح الفلاح للشيخ البهائي دعاء يحسن القنوت به وهو: ( اللهم إن كثرة الذنوب تكفُّ أيدينا عن انبساطها إليك بالسؤال والمداومة على المعاصي تمنعنا من التضرع والابتهال، والرجاء يحثنا على سؤالك يا ذا الجلال والإكرام، فإن لم يعطف السيدُ على عبده فممن يبتغي النوال، فلا ترد أكفنا المتضرعة إليك إلا ببلوغ الآمال، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين). *التوفيق للدعاء بحد ذاته فوز* إذا وفقك الله للدعاء فهذا فوز وإنجاز بحد ذاته، سواءً استجاب لك أو أخر الاستجابة أو لم يستجب، المهم أنك توفقت للدعاء، وقد ورد في الحديث عن الإمام علي: (من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة).
ب- البُعد عن المعصية: إنّ المعاصي موانع في السير إلى الله تعالى، وهي أهمّ عامل في سقوط الإنسان. ولذا، يجب على المنتظر الحقيقيّ لإمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف أن يطلب توفيقاً إلهيّاً لترك المعاصي، كما عليه أن يسعى إلى تحقيق هذا الأمر في نفسه. والجدير ذكره، أنّ الذنوب وإن وقع تقسيمها إلى صغيرةٍ وكبيرةٍ، إلّا أنّ كلّ عصيان لأمر الله معصية كبيرة؛ "وَبُعْدَ المَعْصِيَةِ". ج- النيّة الخالصة: إنّ إصلاح النيّة وخلوصها إلى أعلى قدر الإمكان يحول دون الوقوع في شائبة الشرك والرياء في سائر مراتبه، فلا يقوم العبد المنتظر إلّا بما يكون طاعة لله ورضى للحقّ تعالى، وهذه هي وظيفة أهل الانتظار؛ "وَصِدْقَ النِيَّةِ". د- معرفة ما حرّم الله: لا يمكن للعبد أن يترك المعاصي ما لم يعرف ما حرّم الله سبحانه على عباده ومعرفة حكمته البالغة من وراء ذلك. وإذا كان الحرام بمعنى ما لا يصحّ أن نقتحمه ونكشف عنه الستار، سواء أكان ذلك حقّاً أم ديناً أم قانوناً... فالمنتظر الذي يجهل المحرّمات الإلهيّة ولا يدرك حريمها، لن يأمن عدم الوقوع في ارتكابها. ومن هذا المنطلق، يلزم معرفة المحرّمات الإلهيّة؛ "وَعِرْفانَ الحُرْمَةِ".