تفسير السعدي - (1 / 812)
قال ابن كثير رحمه الله:
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} أي: إنما تنتفع بها القلوب المؤمنة. تفسير ابن كثير - (7 / 425)
قال عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911هـ)
وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال: من وجد للذكرى في قلبه موقعاً فليعلم أنه مؤمن قال الله { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. الدر المنثور - (9 / 303)
قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك، أن من أنواع البيان التي تضمنها أن يجعل الله شيئا لحكم متعددة، فيذكر بعض حكمه في بعض المواضع، فإنا نذكر بقية حكمه، والآيات الدالة عليها، وقد قدمنا أمثلة ذلك. و ذكر فان الذكري تنفع. ومن ذلك القبيل هذه الآية الكريمة، فإنها تضمنت واحدة من حكم التذكير وهي رجاء انتفاع المذكر به، لأن تعالى قال هنا: {وَذَكِّرْ} ، ورتب عليه قوله: {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}. ومن حكم ذلك أيضا خروج المذكر من عهدة التكليف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد جمع الله هاتين الحكمتين في قوله: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف:164].
- وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
- الذكرى السنوية الثانية لقانون الدفاع | مقالات مختارة | وكالة عمون الاخبارية
- نصائح نسائية في رمضان | موقع المسلم
- تفسير آية (وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين) - موضوع
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
وذلك كمن أخبر الله أنه لا يؤمن، كأبي لهب، فإنه بعد أن أنزل الله قوله: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 3]، فإنه لا يخص بتذكير بل يعرض عنه. وكذلك كل من لم يصغ إليه ولم يستمع لقوله، فإنه يعرض عنه، كما قال الله تعالى : {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُوم}ٍٍ [الذاريات: 54]، ثم قال تعالى:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] ، فهو إذا بلغ قومًا الرسالة فقامت الحجة عليهم، ثم امتنعوا من سماع كلامه أعرض عنهم. فإن الذكرى حينئذ لا تنفع أحدًا. وكذلك من أظهر أن الحجة قامت عليه وأنه لا يهتدى فإنه لا يكرر التبليغ عليه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
أما الوجه الثاني : أن الأمر بالتذكير أمر بالتذكير التام النافع، كما هو أمر بالتذكير المشترك. نصائح نسائية في رمضان | موقع المسلم. وهذا التام النافع يخص به المؤمنين المنتفعين. فهم إذا آمنوا ذكرهم بما أنزل، وكلما أنزل شيءٌ من القرآن ذكرهم به، ويذكرهم بمعانيه، ويذكرهم بما نزل قبل ذلك. بخلاف الذين قال الله فيهم: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} [المدثر: 49 ـ 51].
الذكرى السنوية الثانية لقانون الدفاع | مقالات مختارة | وكالة عمون الاخبارية
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 23/12/2018 ميلادي - 15/4/1440 هجري
الزيارات: 78389
﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
ومضامينها التربوية
قال الله تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]. قال السيوطي رحمه الله: أي: ذَكِّر بالقرآن، ثم قال: من وَجَد للذِّكْرى في قلبه موقعًا، فليعلـم أنه مؤمن [1]. تفسير آية (وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين) - موضوع. وقال السعدي رحمه الله: والتذكير نوعان:
النوع الأول: تذكير بما لم يُعرف تفصيله، مما عُرف مجمله بالفطر والعقول، فإن الله فَطر العقول على محبَّة الخير وإيثاره، وكراهية الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع فهو من التذكير، أن يذكر ما في المأمور من الخير والحسن، وما في المنهي عنه من المضار. النوع الثاني: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة، فيُذَكَّرُون بذلك، ويُكرَّر عليهم؛ ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعمـلوا بما تذكروه من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمَّةً، توجب لهم الانتفاع والارتفاع. ثم قال رحمه الله: وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين؛ لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع منهم الموعظة موضعًا كما قـال تعـالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴾ [الأعلى: 9 -11] [2].
نصائح نسائية في رمضان | موقع المسلم
والنوع الثانى من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ فى أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع. وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى}. وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التى لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
تفسير آية (وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين) - موضوع
الاحتمال الثاني: إصرار الكافر على كفره، لكن سينتفع مَن يستمعون كلام الداعية مِن المؤمنين الحاضرين للمجلس، بل وسيستفيد الدعاة ذاتهم ثمراتٍ كثيرة كالتدريب ورياضة النفس والحسنات، ورضوانٌ من الله أكبر مِن كل ذلك. المراجع ↑ سورة الذاريات، آية:55
↑ سورة الذاريات، آية:54
↑ الشوكاني، فتح القدير ، صفحة 110. ↑ ابن فارس، مقاييس اللغة ، صفحة 358. ↑ الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن ، صفحة 328. بتصرّف. ↑ الماوردي، النكت والعيون ، صفحة 374. ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. بتصرّف. ↑ سورة ق، آية:45
↑ سورة العصر، آية:3
↑ سورة ق، آية:37
↑ الزجَّاج، معاني القرآن ، صفحة 58. بتصرّف. ↑ سورة إبراهيم، آية:5
↑ برهان الدين البقاعي، نظم الدرر ، صفحة 480. بتصرّف. ↑ عبد الكريم القشيري، لطائف الإشارات ، صفحة 469. ↑ الزمخشري، الكشاف ، صفحة 405. ↑ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب ، صفحة 191. بتصرّف.
الذكرى السنوية الثانية لقانون الدفاع
د. ليث كمال نصراوين
يصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية لبدء العمل بقانون الدفاع رقم (12) لسنة 1993، حيث صدرت الإرادة الملكية السامية بتاريخ 17/3/2020 بالموافقة على قرار مجلس الوزراء تفعيل قانون الدفاع، وذلك في ضوء إعلان منظمة الصحة العالمية انتشار وباء كورونا، ولحماية السلامة العامة في جميع أنحاء المملكة. وقد أصدر رئيس الوزراء بالاستناد لهذا القانون (35) أمر دفاع خطياً والعديد من البلاغات اللازمة لتنفيذها، والتي تضمنت وقف العمل بالقوانين العادية بالقدر الكافي لموجهة خطر انتشار الوباء. وفي ضوء التصريحات الحكومية الأخيرة بأن جائحة كورونا قد أصبحت «خلفنا»، فقد ثار تساؤل مشروع يتعلق بمدى الحاجة إلى الإبقاء على قانون الدفاع، حيث يرى البعض ضرورة وقف العمل به بعد عودة كافة مظاهر الحياة إلى طبيعتها. إن وقف العمل بقانون الدفاع يُفترض أن يرتبط بزوال الأسباب التي استند إليها مجلس الوزراء في قرار تفعيله، والمتمثلة في اعتبار منظمة الصحة العالمية كورونا وباء منتشراً والمحافظة على السلامة العامة. فإن ثبت أن منظمة الصحة العالمية قد غيّرت موقفها من هذا الوباء، وأنه لم يعد يشكل خطراً على الصحة والسلامة العامة، فلا مفر من القول إن قانون الدفاع قد أصبح في غير ذي حاجة له.
ثانيًا: يعتري الإنسان حالات من الضعف البشري؛ كالنسيان، والغفلة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنما سمي الإنسان؛ لأنه عُهد إليـه فنسي [3]. وقال أحد الشعراء:
وما سُمِّي الإنسان إلا لنسيه *** ولا القلب إلا أنـه يتقلب
ولذلك فهو بحاجة إلى التذكير من أخيه الإنسان بصفة دائمة؛ بل هو واجبٌ وحقٌّ شرعيٌّ له مـن باب ((الدين النصيحة))، وفي هذه الأيام تشتدُّ الحاجة إلى التذكير؛ لكثرة المشاغل والمصارف الدنيوية التي أفرزتها الحياة المعاصرة، فكثيرٌ منَّا أصبح مشغولًا صباحًا ومساءً بأمور الدنيا، ونسينا وغفلنا عن كثير من الواجبات الشرعية التي تزيدنا قُرْبًا من الله تعالى. ولذلك كان لزامًا على الجميع دون استثناء تذكيرُ بعضنا بعضًا وعدم التقاعس أو التخلِّي عن هذا التوجيه المهم؛ لأن فيه صلاح الناس، وبصلاحهم يصلح المجتمع، وتصلُح الأُمَّة، ويحصل الخير، ويعـمُّ الأمــن والرخاء، ويصدق ذلك قول الله تعــــــــــــالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وقوله تعالى: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3]. ثالثًا: اختيار الوقت والمكان المناسبين للتذكير، وهذا أمر مهمٌّ جدًّا لكي يحقق التذكير الفائدة المرجوَّة منه، فالإمام الخطيب مثلًا: يجتهد في أن تكون خطبته في قضية من قضايا الساعة، فإذا هلَّ شهر رمضان، تناول ما يجب على الصائم فعله، وما يجب عليه تركه، وكذلك في أشهر الحج، وهكذا كل مناسبة يتناول ما يناسبها مــن التذكير والوعظ، فلكل مقامٍ مقالٌ، كما لا يفوته أيضًا التذكير بما يعين على الأخوَّة الإسلامية وتماسُك المجتمع، وما يُحقِّق للمجتمع والأُمَّة الخير والفائدة والتقدُّم والرُّقي.