إن البقاء على تسخير المظلومية في زمن السلطة لا يعني غير قدم في الثَّورة وأخرى في السلطة، وهذا ما يفعله العديد مِن الجماعات الدِّينية! وضحية هذه الازداوجية هم النَّاس، والأئمة أيضاً. نقلا عن الاتحاد
تنويه:
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط. اختيار المحررين
مولد الإمام الكاظم عليه السلام
3ـ مناظرته ( عليه السلام) مع علماء اليهود: قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ( عليه السلام) ليحاججوه في الإسلام ، فلمّا مثلوا بين يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة والدليل على نبوّة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله) ، قائلين: أي معجز يدل على نبوّة محمّد ؟ أجابهم ( عليه السلام): ( كتابه المهيمن ، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال والحرام وغيرهما ، ممّا لو ذكرناه لطال شرحه) ، فقالوا: كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟ فانطلق الإمام الكاظم ( عليه السلام) ، وكان آنذاك صبياً قائلاً لهم: ( وكيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟) قالوا: علمنا ذلك بنقل الصادقين. قال لهم: ( فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، ولا معرفة عن الناقلين) ، فبهروا وآمنوا بقول الإمام الكاظم الصبي ( عليه السلام) ، الذي هو المعجز بحق ، وهتفوا معلنين إسلامهم قائلين: نشهد أن لا اله إلاّ الله ، وإنّ محمّداً رسول الله ، وإنّكم الأئمّة الهادون ، والحجج من عند الله على خلقه. ولمّا أدلى الإمام ( عليه السلام) بهذه الحجّة وأسلم القوم على يده ، وثب إليه والده ( عليه السلام) فقبّل ما بين عينيه ، وقال له: ( أنت القائم من بعدي) ، ثمّ أمره بكسوة لهم وأوصلهم ، فانصرفوا وهم شاكرون.
ويجمع المترجمون له أنّه كان يرى أنّ أحسن صرف للمال هو ما يردّ به جوع جائع، أو يكسو به عارياً(6). من وصاياه (عليه السلام) 1ـ قال(عليه السلام): «وجدت علم الناس في أربع: أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك»(7). 2ـ قال(عليه السلام): «أي فلان! اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، أي فلان! اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك، فإنّ فيه هلاكك»(8). 3ـ قال(عليه السلام): «المؤمن مثل كفّتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه»(9). ـــــــــــــــــــــــــــ 1ـ سير أعلام النبلاء 6/271، وفيات الأعيان 5/308. 2ـ حياة الإمام الرضا 1/73. مولد الإمام الكاظم عليه السلام. 3ـ عيون أخبار الرضا 2/89. 4ـ اُنظر: حياة الإمام الرضا 1/74. 5ـ الكافي 2/134. 6ـ اُنظر: حياة الإمام الرضا 1/76. 7ـ بحار الأنوار 75/328. 8ـ تحف العقول: 408. 9ـ المصدر السابق.
قيل: أول ما نزل في شأن القتل، آية الإسراء: (وَمَن قُتِلَ مَظلومًا). قيل: أول ما نزل في الخمر، قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ). قيل: أول ما نزل في حكم الأطعمة بمكة قول الله تعالى: (قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا) ، وأول ما نزل في حكم الأطعمة بالمدينة المنورة قول الله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ). قيل: أول ما نزل من سورة التوبة قول الله تعالى: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ) ، وقيل: أول ما نزل من سورة التوبة، قوله تعالى: (انفِروا خِفافًا وَثِقالًا). قيل: أول ما نزل من سورة آل عمران قول الله تبارك وتعالى: (هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ). ترتيب سور جزء عم للحفظ. واختلف العلماء في آخر ما نزل من القرآن على عدة أقوال، وهي على النحو الآتي:
قال ابن عباس رضي الله عنه: آخر ما نزل قول الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ). رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- أن آخر ما نزل سورة المائدة. قيل: إن آخر ما نزل من القرآن قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ). قال السدي: آخر ما نزل من القرآن قول الله تعالى: (فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ).
ترتيب سور جزء عم مكتوبه
أول وآخر ما نزل من القرآن
اختلف أهل العلم في أول ما نزل من القرآن على عدّة أقوال، وهي على النحو الآتي:
قيل: أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ، وهذا القول مرويٌ عن عائشة رضي الله عنها. ذهب بعضهم إلى أن أول ما نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ، وهذا القول مرويٌ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. قيل: أول ما نزل سورة الفاتحة، قال الزمخشري في كتابه الكشاف: ذهب مجاهد وابن عباس إلى أن أول سورة نزلت هي سورة العلق، وأكثر المفسّرين على أن أول سورة نزلت سورة الفاتحة، وقال ابن حجر: الذي ذهب إليه أكثر الأئمة أن أول سورة نزلت هي سورة العلق. ترتيب سور جزء عمران. قال ابن النقيب في مقدمة تفسيره: أول ما نزل من القرآن قول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ورُوي هذا القول عن عكرمة والحسن البصري. ذهب بعض أهل العلم إلى أن أول ما نزل في القتال قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) ، وهذا القول مرويٌ عن ابن عباس، وقيل: أول ما نزل في القتال بالمدينة المنورة قول الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) ، وقيل: إن أول ما نزل في القتال قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم).
ترتيب سور جزء عم في قلب
سور جزء عم. قسّم أهل العلم القرآن الكريم إلى أربعة أقسام، وهذه الأقسام على النحو الآتي:
الطوال: يدخل في قسم الطوال سبع سور، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، واختلفوا في السابعة؛ فقيل: هي سورة الأنفال وسورة التوبة معاً لعدم الفصل بينهما بالبسملة، وقيل: هي سورة يونس. المِئين: وهي السور التي تزيد عدد آياتها على مئة أو تقاربها. المثاني: وهي السور التي تلي المئين في عدد الآيات، وقال الفراء: هي السور التي يكون عدد آياتها أقل من مئة؛ وسمّيت بذلك لأنها تُكرّر أكثر مما تُكرر الطوال والمِئون. المفصّل: سُمّيَ بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وقيل: لقلة المنسوخ منه، ولذلك يُسمّى بالمحكم، واختلف العلماء في تعيين أوّله على اثني عشر قولاً، فقيل: أول المفصل سورة ق، وصحّح النووي أن أوله سورة الحجرات، وينقسم المفصل إلى ثلاثة أقسام، وهي كالآتي:
طوال المفصّل: وهي من سورة الحجرات إلى سورة البروج. أوساط المفصّل: من سورة الطارق إلى سورة البيّنة. ترتيب سور جزء عم في قلب. قصار المفصّل: وهي من سورة الزلزلة إلى سورة الناس. يتألف الجزء الثلاثون المسمى بجزء عمَّ من سبعٍ وثلاثين سورة، وهي على النحو الآتي: النبأ، والنازعات، وعبس، والتكوير، والانفطار، والمطفّفين، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى ، والشرح، والتين، والعلق، والقدر، والبيّنة، والزلزلة، والعاديات، والقارعة، والتكاثر، والعصر، والهمزة، والفيل، وقريش، والماعون، والكوثر، والكافرون، والنَّصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس.
ترتيب سور جزء عمران
جزء عمَّ أنزل الله تعالى القرآن الكريم على النَّبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون معجزته الخالدةً ودستوراً منظِّماً لشؤون المسلمين وحاكماً لحياتهم أجمعين، وقد حوى القرآن الكريم مئةً وأربع عشرة سورةً في أجزائه الثلاثين، وغالباً ما يُعرف الجزء ويُشتهر باسم أول سورةٍ فيه أو مطلع أول سورةٍ فيه، كما في الجزء الثَّلاثين من القرآن الكريم المعروف باسم جزء عمَّ، وهو مطلع أول سورة فيه، سورة النَّبأ التي بدأت بآية: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ). عدد سور جزء عمَّ يضمّ جزء عمَّ سبعاً وثلاثين سورةً، تبدأ بسورة النَّبأ وتختم بسورة النَّاس آخر سور القرآن الكريم، وسور جزء عمَّ في غالبها سور مكيّة ما عدا سورتي البيِّنة والنَّصر فهما مدنيَّتان، وسور هذا الجزء من قصار السُّور على تفاوتٍ بينها في القِصر، وجميعها تشكِّل وحدةً متكاملةً ومتناسبةً في موضوعها ومضمونها، ففي سور هذا الجزء بمجملها تركيزٌ على النَّشأة الأولى للمخلوقات على الأرض، وذِكر وتذكير بالمشاهد والظَّواهر والآيات التي جعلها الله تعالى في هذا الكون، وحديث عن حقائق العقيدة والإيمان، وهذه السُّورة بحسب ترتيب المصحف الشريف، هي: النَّبأ. سور جزء عم - موقع نور الهدى الإسلامي الموسوعة الإسلامية. النَّازعات. عبس.
المعوذّتان المعوذّتان وهما سورتا الفلق والنَّاس، وسُمِّيتا بالمعوذّتين لبدايتهما بالاستعاذة، وهما آخر سورتين في ترتيب المصحف الشريف، وكلاهما سورٌ مكِّيَّةٌ، وورد أنَّهما قد نزلتا على النَّبي -صلى الله عليه وسلم- معاً، ولهما فضلٌ عظيمٌ، كما روي عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه لمّا مرض واشتد مرضه أتاه ملكان وأخبرانه بأنَّه مسحورٌ من قِبل شخصٍ اسمه لبيد بن الأعصم اليهودي، ودلَّ الملكان النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- على مكان السحر، فأخذ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالمعوذّتين حتى حُلَّت عُقد السحر. روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله: (مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضاً شديداً فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طب، قال: وما طب؟ قال: سحر قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية، فأتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر، فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة: { قل أعوذ برب الفلق}، { قل أعوذ برب الناس}).