وقيل: له والمراد أمته; قاله السدي. وقيل: " استقم " اطلب الإقامة على الدين من الله واسأله ذلك. فتكون السين سين السؤال ، كما تقول: أستغفر الله أطلب الغفران منه. والاستقامة الاستمرار في جهة واحدة من غير أخذ في جهة اليمين والشمال; فاستقم على امتثال أمر الله. وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك! قال: قل آمنت بالله ثم استقم. وروى الدارمي أبو محمد في مسنده عن عثمان بن حاضر الأزدي قال: دخلت على ابن عباس فقلت أوصني! فقال: نعم! عليك بتقوى الله والاستقامة ، اتبع ولا تبتدع. ومن تاب معك أي استقم أنت وهم; يريد أصحابه الذين تابوا من الشرك ومن بعده ممن اتبعه من أمته. قال ابن عباس ما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه ، ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له: لقد أسرع إليك الشيب! فقال: شيبتني هود وأخواتها. وقد تقدم في أول السورة. وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا علي السري يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله! روي عنك أنك قلت: شيبتني هود. فأستقم كما أمرت و من تاب معك. فقال: نعم فقلت له: ما الذي شيبك منها ؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم!
فاستقم كما امرت ومن تاب معك
وبعد:
قالَ هِرَقْلَ لأبي سفيانَ -رضيَ اللهُ عنه-: " وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟! فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ ". فاستقم كما امرت ومن تاب معك. هل رأيتُم كيف عرفَ ذلك الرجلُ الكافرُ هذه المعلومةَ البسيطةَ؟! فمن دخلَ في قلبِه الإيمانُ الخالصُ، ثبَتَ ثباتَ الجبالِ، وتمسّك بدينِه على جميعِ الأحوالِ، فيستحيلُ أن تُغيّرَه الأزمانُ، ولا يؤثرُ فيه المكانُ، ولكم في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ الذي خاطبَه ربُه تعالى بقولِه: ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، ولاحظوا قولَه: ( فَاسْتَمْسِكْ) التي تدلُ على شِدةِ المَسْكِ. عبادَ اللهِ: إن من أعظمِ وسائلِ الثباتِ والاستقامةِ هو الاعتصامُ باللهِ وحدَه، واللجوءِ إليه في المِحَنِ، والفِرارِ إليه في الفِتَنِ، فتأملوا قولَ ذلك النبيِ الكريمِ الذي لجأ إلى اللهِ تعالى في الفتنةِ ولم يعتمد على ما عندَه من إيمانٍ: ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ)، فماذا كانَ الجوابُ؟!
فأستقم كما أمرت و من تاب معك
يا أهلَ الإيمانِ: كُلنا يدعو في صلاتِه في كلِ يومٍ وليلةٍ: ( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، فما هو أثرُ هذا الدعاءِ على قلوبنِا وعلى سلوكِنا؟! بل دعوني أكن معكم أكثرَ صراحةٍ: ما هو السببُ في عدمِ استقامتِنا على الدينِ؟! هل هو ضَعفٌ أمامَ الشهواتِ؟! هل هو الشيطانُ وحبالُه والخُطُواتُ؟! هل هي الشُبُهاتُ؟! فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ-آيات قرآنية. هل هو الخوفُ من استهزاءِ الناسِ والغَمَزاتِ؟! هل هو مُصَادمةٌ للأعرافِ والعاداتِ؟! هل هي الدنيا والمناصبُ والجاه؟! أم هو عدمُ يقينٍ بربِ الأرضِ والسماواتِ؟! ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). ارفعْ رأسكَ -يا عبدَ اللهِ- فإنكَ مسلمٌ، واعتزَ بدينِك فإنكَ مؤمنٌ، واعلم أن ( لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ). أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ. الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي وفقَ من شاءَ برحمِته إلى طاعتِه، ويسرَ الهدايةَ لمن أحبَ من خلقِه، والصلاةُ والسلامُ على من جعلَه ربُه هادياً مهدياً، بشيراً ونذيراً، وعلى آلِه وصحبِه الطيبينَ الطاهرينَ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا
، ومن الدعاة من يدعي أنه عارف بكل ذلك ، لكن لو نظرت في إنتاجه المعرفي لم تقف له في هذه السبيل على كتاب أو رسالة ، بل على خاطرة أو فكرة. (وما أطيب العرسَ لولا النفقة)! ولله الأمر من قبل ومن بعد. (*) الآيتين: 112 ، 113 من سورة هود. (1) أخرجه مسلم. (2) انظر في ميزان التمحور حول المبدأ: العادات السبع للقادة الإداريين ، ص 120.
ومن هنا نفهم أنَّ الإسلام عقيدة وسلوك، إن صحت العقيدة صح السلوك، وإنْ فسدت العقيدة فسد السلوك، وإن اختلت العقيدة اختل السلوك، فأي عقيدة مغلوطة يعتقدها المرء فلابد من أن تُظهِر على سلوكه انحرافًا.
دعاء وداع شهر رمضان - علي حمادي - شهر رمضان1440ه - YouTube
دعاء وداع شهر رمضان للامام السجاد
دعاء وداع شهر رمضان مفاتيح الجنان، من الأدعية المهمة التي وردت في المذهب الشيعي والذي لها أهمية كبيرة لدى الكثير من الشيعيين في الوطن العربي، وهذه الأدعية لم يعرفها المسلمين في المذهب السني، وهذه الأدعية خاصة فقط لمسلمين الشيعة الذي في هذه الأيام يقوموا بالبحث عن جميعها في العشر الأواخر من رمضان حتى يغفر الله عز وجل لهم في حياتهم.
دعاء وداع شهر رمضان مرتضى
الفطر بعد غروب الشمس حتى نهاية الخطبة ، وفي الأضحى من أول شهر ذي الحجة حتى نهاية أيام التشريق ثلاثة عشر يوما ، من أول ذي الحجة إلى غروب الشمس. اليوم الثالث عشر ، متجر Zoom بأكمله. أما في أيام التشريق ، ويوم عرفات ويوم العيد ، فالتكبير المطلق والمحدود يتبع الصلاة ، ومطلق في جميع الأوقات ، وهذا عام. أما التكبير الجماعي فهو بدعة غير شرعية لأنهم يتحدثون بصوت واحد فهذا بدعة غير شرعية. المصدر: اندماج.
اللّـهُمَّ اسْمَعْ دُعائي وَارْحَمْ تَضَرُّعي وَتَذَلُّلي لَكَ وَاسْتِكانَتي وَتَوَكُّلي عَلَيْكَ وَأنَا لَكَ مُسَلِّمٌ لا أرْجُو نَجاحاً وَلا مُعافاةً وَلا تَشْريفاً وَلا تَبْليغاً إلا بِكَ وَمِنْكَ وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أسْماؤكَ بِتَبْليغي شَهْرَ رَمْضانَ وَأنَا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ مِنْ جَميعِ الْبَوائِقِ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي أعانَنا عَلى صِيامِ هذَا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتّى بَلَّغَني آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْه.