وقوله تعالى: {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، أَيْ: لا تنالون كامِلُ الجزاءِ على أعمالِكم -خيرِها وشرِّها- إلَّا يومِ القيامة، قوله: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، أي: فمَن نجّاه الله من النّارِ وجَنَّبه إيّاها، وأدخلَه الجنَّة، فقد ظَفِرَ برحمةِ الله تعالى ونجا من عذابه، قوله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}، أي: كلّ ما في هذه الحياةُ الدُّنيا مِن لذَّاتٍ وشهواتٍ مُجرَّد مُتْعٍ زائلةٍ خدّاعة لصاحبَها؛ فلا يَنبغي لعاقلٍ الرّكون إليها. اقرأ أيضا: معنى آية رب لا تذرني فردًا
معنى آية كل نفس ذائقة الموت في سورة الأنبياء
قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وقد جاء في تفسير الطّبري تأويل قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، أي: كل إنسان سيكابد غصص الموت ويتجرّع كأسه. وقوله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، أي: وسيختبركم الله تعالى أيّها النّاس بنزول الشّرّ والشّدّة بكم ومدى صبركم على ذلك، وبحلول الخير والرّخاء بكم والسّعة والعافية، ومدى شكركم لذلك.
كل نفس ذائقه الموت الشيخ احمد الوائلي
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) يخبر تعالى إخبارا عاما يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت ، كقوله: ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون ، وكذلك الملائكة وحملة العرش ، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء ، فيكون آخرا كما كان أولا.
كل نفس ذايقه الموت وانما توفون اجوركم
خطبة - كل نفس ذائقة الموت
1440/01/18 - 2018/09/28 08:32AM
خطبة - كل نفس ذائقة الموت. الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالنا، منْ يهده اللهُ فلا مضلَّ له؛ ومنْ يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فيا أيها الناس: أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] أيها المسلمون: إن هذه الدنيا دار ممر وليست دار مستقر ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻣﻦ ﺻﺤﺘﻪ ﻟﻤﺮﺿﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻤﻮﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﻏﻨﺎﻩ ﻟﻔﻘﺮﻩ. كل نفس ذائقه الموت ثم الينا ترجعون. ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻌﺘﺐ، ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺩاﺭ ﺇﻻ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ اﻟﻨﺎﺭ. قال الله تبارك وتعالى: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] عباد الله: يخبر الله تعالى في هذه الآية إخبارا عاما يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت ، كقوله: ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون ، وكذلك الملائكة وحملة العرش ، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء.
كل نفس ذائقه الموت ثم الينا ترجعون
أما بعد: إخوة الإسلام، فبحلول الموت يُختَم العمل، ولا تُقبَل التوبة؛ فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إن الله يَقبل توبة العبد ما لم يُغرغِر " أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني. عند الموت يتكشف للإنسان خطؤه وصوابُه، وتتضح له عاقبته، فالمؤمنون عند الموت تتنزَّل عليهم الملائكةُ ( أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصلت:30-32]. أيها المبارك: زيارتك المقبرة، أو تصوُّرك لحالك إذا حُملتَ على الأكتاف، ليس ليتنغص عيشك، ولا لهم قلبك؛ بل -واللهِ- ليطيبَ عيشُك، وتصلح حالك، فإن القائل: " أكثروا ذكر هاذم اللذات "، هو القائل: " حُبِّب إليَّ من دنياكم النساءُ والطِّيب "، وهو القائل أيضًا: " وفي بُضع أحدكم صدقة "، قالوا: أيأتي أحدُنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: " أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ".
في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 الهجرية (28/ 1/ 661 م)، قُتل بمسجد الكوفة أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين أبو الحسن عليّ بن أبي طالب؛ إبن عمّ الرسول (عليه الصلاة والسلام). من اعمال علي بن ابي طالب. ودامت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر. وُلد قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ (عليه أفضل الصلاة والسلام) في بيته،وهو أول من أسلم من الفتيان وقد أخفى إسلامه مدة خوفاً من أبيه، اتخذه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم صهراً له وزوجّه ابنته فاطمة الزهراء {رضي الله عنها}. ضربه الخارجي:عبد الرحمن بن ملجم بالسيف في أثناء خروجه إلى صلاة الفجر. تولى غسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، صلى عليه الحسن {عليه السلام} ودُفن سَحَراً، قيل قرب مسجد الكوفة، وقيل عند قصر الإمارة، وقيل بالنجف، والصحيح أنهم أخفوا قبره رضي الله عنه خوفاً على جثمانه من الخوارج.
من اعمال علي بن ابي طالب مع النجاشي
موضوعات متعلقة:
بالفيديو| مبروك عطية: العلاقة الحميمة بين الأزواج لها ضوابط وهذا الأمر محرم شرعًا
توفي زوجها أثناء العلاقة الحميمة فهل يبعث على ما مات عليه؟.. وهكذا رد مبروك عطية
نصيحة نبوية في العلاقة الحميمية بين الزوجين.. يوضحها مبروك عطية
محتوي مدفوع
من اعمال علي بن ابي طالب Video
( 2)
وكيفما كانَ سواءٌ قلنا بأنّ الولايةَ شرطُ الصحّةِ أم شرطُ القبولِ، فإنّ أعمالَ المخالفينَ غيرُ مقبولةٍ، والرّواياتُ بذلكَ مُتواترةٌ ، وإليكَ بعضَها:
1ـ روى الصّدوقُ وغيرُه بالإسنادِ عن أبي حمزةَ الثّمالي قالَ: قالَ لنا عليٌّ بنُ الحسين عليهما السّلام: أيُّ البقاعِ أفضل ؟ فقلنا: اللهُ ورسولهُ وإبنُ رسولِه أعلم ، فقالَ: أمّا أفضلُ البقاعِ ما بينَ الرّكنِ والمقامِ ، ولو أنَّ رجلاً عمّرَ ما عمّرَ نوحٌ عليه السّلام في قومِه – ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عاماً – يصومُ النّهارَ ويقومُ اللّيلَ في ذلكَ المكانِ ثمَّ لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ بغيرِ ولايتِنا لم ينفعهُ ذلكَ شيئاً. ( 3)
2ـ روى الكُلينيّ بالإسنادِ عَن حفصٍ بنِ غياث قالَ سمعتُ أبا عبدِ اللهِ يقولُ: إن قدرتَ أن لا تُعرفَ فافعَل وما عليكَ ألّا يُثنيَ عليكَ النّاسُ وما عليكَ أن تكونَ مذموماً عندَ النّاسِ إذا كنتَ محموداً عندَ اللهِ ، ثمَّ قال: قالَ أبي عليٌّ بنُ أبي طالب ( عليه السّلام): لا خيرَ في العيشِ إلّا لرجلينِ رجلٌ يزدادُ كلَّ يومٍ خيراً ورجلٌ يتداركُ منيّتَه بالتوبةِ وأنّى لهُ بالتّوبةِ واللهِ لو سجدَ حتّى ينقطعَ عُنقه ما قبلَ اللهُ تباركَ وتعالى منهُ إلّا بولايتِنا أهلَ البيت.
من اعمال علي بن ابي طالب
( 2)
وكيفما كانَ سواءٌ قلنا بأنّ الولايةَ شرطُ الصحّةِ أم شرطُ القبولِ، فإنّ أعمالَ المخالفينَ غيرُ مقبولةٍ، والرّواياتُ بذلكَ مُتواترةٌ ، وإليكَ بعضَها:
1ـ روى الصّدوقُ وغيرُه بالإسنادِ عن أبي حمزةَ الثّمالي قالَ: قالَ لنا عليٌّ بنُ الحسين عليهما السّلام: أيُّ البقاعِ أفضل ؟ فقلنا: اللهُ ورسولهُ وإبنُ رسولِه أعلم ، فقالَ: أمّا أفضلُ البقاعِ ما بينَ الرّكنِ والمقامِ ، ولو أنَّ رجلاً عمّرَ ما عمّرَ نوحٌ عليه السّلام في قومِه - ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عاماً - يصومُ النّهارَ ويقومُ اللّيلَ في ذلكَ المكانِ ثمَّ لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ بغيرِ ولايتِنا لم ينفعهُ ذلكَ شيئاً. ( 3)
2ـ روى الكُلينيّ بالإسنادِ عَن حفصٍ بنِ غياث قالَ سمعتُ أبا عبدِ اللهِ يقولُ: إن قدرتَ أن لا تُعرفَ فافعَل وما عليكَ ألّا يُثنيَ عليكَ النّاسُ وما عليكَ أن تكونَ مذموماً عندَ النّاسِ إذا كنتَ محموداً عندَ اللهِ ، ثمَّ قال: قالَ أبي عليٌّ بنُ أبي طالب ( عليه السّلام): لا خيرَ في العيشِ إلّا لرجلينِ رجلٌ يزدادُ كلَّ يومٍ خيراً ورجلٌ يتداركُ منيّتَه بالتوبةِ وأنّى لهُ بالتّوبةِ واللهِ لو سجدَ حتّى ينقطعَ عُنقه ما قبلَ اللهُ تباركَ وتعالى منهُ إلّا بولايتِنا أهلَ البيت.
( 4)
3ـ وروى الخزّارُ القمّي بالإسنادِ عن أبي هريرةَ عنِ النّبي (ص) – في حديثِ النصِّ على أسماءِ الأئمّةِ الإثني عشر – قالَ: والذي نفسُ محمّدٍ بيدِه لو أنَّ رجلاً عبدَ اللهَ ألفَ عامٍ ثمَّ ألفَ عامٍ ما بينَ الرّكنِ والمقامِ ثمَّ أتى جاحداً بولايتِهم لأكبّهُ اللهُ في النّارِ كائناً ما كان. ( 5)
4ـ وروى الكُليني بالإسنادِ عَن محمّدٍ بنِ مسلم ، قالَ: سمعتُ أبا جعفرٍ ( عليه السّلام) يقولُ: كلُّ مَن دانَ اللهَ عزَّ وجلَّ بعبادةٍ يُجهدُ فيها نفسَه ، ولا إمامَ لهُ منَ اللهِ ، فسعيُه غيرُ مقبولٍ ، وهوَ ضالٌّ متحيّرٌ ، واللهُ شانئٌ لأعمالِه – إلى أن قالَ – وإن ماتَ على هذهِ الحالِ ماتَ ميتةَ كفرٍ ونفاق ، واعلم يا محمّد أنَّ أئمّةَ الجورِ وأتباعَهم لمعزولونَ عن دينِ الله ، قد ضلّوا وأضلّوا ، فأعمالُهم التي يعملونَها كرمادٍ إشتدَّت بهِ الرّيحُ في يومٍ عاصفٍ ، لا يقدرونَ ممّا كسبوا على شيءٍ ذلكَ هوَ الضّلالُ البعيد.