ثم منهم من يعرف أنه من الشياطين; لكن يعظمه لهواه ويفضله على طريقة القرآن وهؤلاء كفار قال الله تعالى فيهم: { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} إلخ. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النساء - الآية 79. قال: وفي قوله تعالى { فمن نفسك} من الفوائد: أن العبد لا يطمئن إلى نفسه ولا يشتغل بملام الناس وذمهم; بل يسأل الله أن يعينه على طاعته; ولهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه دعاء الفاتحة وهو محتاج إلى الهدى كل لحظة ويدخل فيه من أنواع الحاجات ما لا يمكن حصره ويبينه أن الله سبحانه لم يقص علينا قصة في القرآن إلا لنعتبر وإنما يكون الاعتبار إذا قسنا الثاني بالأول; فلولا أن في النفوس ما في نفوس المكذبين للرسل لم يكن بنا حاجة إلى الاعتبار بمن لا نشبهه قط; ولكن الأمر كما قال تعالى: { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك} وقوله: { أتواصوا به} وقوله: { تشابهت قلوبهم} ولهذا في الحديث: { لتسلكن سنن من كان قبلكم}. وقد بين القرآن أن السيئات من النفس وأعظم السيئات جحود الخالق والشرك به وطلب أن يكون شريكا له وكلا هذين وقع. وقال بعضهم ما من نفس إلا وفيها ما في نفس فرعون وذلك أن الإنسان إذا اعتبر وتعرف أحوال الناس رأى ما يبغض نظيره وأتباعه حسدا كما فعلت اليهود لما بعث الله من يدعو إلى مثل ما دعا إليه موسى; ولهذا أخبر عنهم بنظير ما أخبر به عن فرعون.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة النساء - قوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله- الجزء رقم4
ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك - YouTube
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النساء - الآية 79
كأن المسألة قسمان: شيء لك فيه دخل، وشيء لا دخل لك فيه. ولابد أن تعتبره حسنة لأنه يقيم قضية عقدية في الكون. فالمؤمن بين لوم نفسه على مصيبة بما له فيه دخل، وثقة بحكمة من يجري ما لا دخل له فيه وهو الله سبحانه: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}. ومن هو الرسول؟. الرسول مبلغ عمن أرسله إلى من أرسل إليه. وما دام رسولًا مبلغًا عن الله فأي شيء يحدث منه فهو من الله. وعندما يقول الحق: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} أي لا يضرك يا محمد أن يقولوا: إن ما أصابهم من سيئة فمن عندك؛ لأنه يكفيك أن يكون الله في صفك؛ لأنهم لا يملكون على ما يقولون جزاء، وربك هو الذي يملك الجزاء وهو يشهد لك بأنك صادق في التبليغ عنه وأنّك لم تحدث منك سيئة كما قالوا: ومن بعد ذلك يقول الحق: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ... إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة النساء - قوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله- الجزء رقم4. }.
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك أي ما أصابك يا محمد من خصب ورخاء وصحة وسلامة فبفضل الله عليك وإحسانه إليك ، وما أصابك من جدب وشدة فبذنب أتيته عوقبت عليه. والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته. أي ما أصابكم يا معشر الناس من خصب واتساع رزق فمن تفضل الله عليكم ، وما أصابكم من جدب وضيق رزق فمن أنفسكم ؛ أي من أجل ذنوبكم وقع ذلك بكم. قاله الحسن والسدي وغيرهما ؛ كما قال تعالى: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء. وقد قيل: الخطاب للإنسان والمراد به الجنس ؛ كما قال تعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر أي إن الناس لفي خسر ، ألا تراه استثنى منهم فقال إلا الذين آمنوا ولا يستثنى إلا من جملة أو جماعة. وعلى هذا التأويل يكون قوله ما أصابك استئنافا. وقيل: في الكلام حذف تقديره يقولون ؛ وعليه يكون الكلام متصلا ؛ والمعنى فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا حتى يقولوا ما أصابك من حسنة فمن الله.
اقرأ أيضا للتعرف على: خطبة محفلية قصيرة عن العلم
خطبة محفلية عن الصبر على العلم قصيرة للغاية
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الأمي وعلى آلة وصحبه أجمعين، أما بعد الصبر كما نعلم جميعاً هو مفتاح لكل ما تمنيناه. قال الله تعالى في سورة الزمر الآية رقم ١٠، بسم الله الرحمن الرحيم (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) صدق الله العظيم. وقال الله تعالى في سورة الأنفال الآية رقم ٤٦، بسم الله الرحمن الرحيم (واصبروا إن الله مع الصابرين) صدق الله العظيم. الله دوماً يوفي الصابرين أعظم الأجور، ويرزقهم خير ومنفعة من حيث لا يحتسبوا، كل ما على الصابرين فعله هو أن يلقوا حملهم علي الله وأن يتوكلوا عليه، والله وحده قادر على تفريج الكروب، واستجابة الدعاء. وأعظم من يقتدى به هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ودعانا الله أيضاً أن نعلو من شأن العلم ونقدسه، والدليل على ذلك أن الله أقسم بالقلم في سورة القلم الآية من ١ إلى ٤. بسم الله الرحمن الرحيم (ن والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وإن لك لأجرا غير ممنون، وإنك لعلى خلق عظيم) صدق الله العظيم.
خطبة محفلية قصيرة عن الصبر يالمجمول
فطالب العلم الذي يستغل علمه بشكل إيجابي، دوماً يكون ناجح، ومستقبله يكون حافلاً بالتفوق والتقدم، وبالتحديد في هذا الآن الذي نحيا فيه، لأن كل شيء أصبح في زماننا هذا يقاس بالمال. وأصبح العلم مهمش ولا يعطيه أحداً قيمة، فطالب العلم يجب عليه أن يتمتع بالصبر وأن يسعى دوماً إلى تجنب الطريق الذي يجعله يقلل من قيمة العلم، وأن لا يقارن العلم بالمال، فالمال كثير وسهل المنال، ولكن العلم قليلاً ما يحظون به. وفي الختام أود أن أطلب من كل طالب علم، أن يجتهد دوماً ولا ييأس ويصبر ويتحمل صعاب طريق العلم، وأن يدعوا الله دوماً ويسأله التوفيق والصبر في كافة أمور حياته وليس العلم فقط. وأن يكون على يقين بأن العلم شرف كبير يضئ ويهدي صاحبة لكل ما هو صحيح، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. خطبة محفلية عن الصبر على الدعوة إلى الله
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد نبي الله، أما بعد أن ندعو فرد ما للدخول في الإسلام أو حتى يهتدي للصلاة، والبعد عن المنكر والفحشاء فرض وواجب على كل مسلم. قال الله تعالى في سورة يوسف الآية رقم ١٠٨، بسم الله الرحمن الرحيم (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) صدق الله العظيم.
اصبر على الضيق، فمهما كان الليل طويل، ستأتي ساعة وتشرق الشمس فيها، ويفك كربك، وييسر أمرك. قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله) صدق الله العظيم. اصبر يا رفيقي، فليس بيدنا شيء نفعله إلا الصبر، فبالله لا يبتلينا الله بشيء إلا ويجبر بخاطرنا ويسر قلوبنا. الحمد لله على نعمة الصبر والقدرة على التحمل، فلولا عطف ورحمه الله علينا ورفقه بنا ما كنا تحملنا مصاعب الحياة. لا يبتلي الله شخصاً بابتلاء، إلا على قدر تحملك وصبرك، فكن على يقين بأن الله لا يمتحنك بشيء أنت غير قادر على تخطيه، والصبر عليه، فاحمد الله دوماً واشكره على كل ما يصيبك. أجمل ما في الشمس أنها لا تشرق إلا في عتمة الظلام، وهذا ما يحدث معنا لا يأتي الفرج، إلا في أكثر وقت تضيق فيه الحياة علينا، تحلوا بالصبر واتركوا كافة أموركم علي الله، وحدة القادر على أن يدبر كل شيء.