بسم الله الرحمن الرحيم: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى: "يا أيتها النَّفسُ المطمئنَّة إِرجِعى إلى ربِّك راضيةً مرضية وأدخلى فى عبادى وادخلى جنَّتى". صدق الله العظيم. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا. بقلوبٍ مطمئنَّةٍ بقضاء الله وقدره، تنعى أُسرة الحسيناب وفاة عميد أسرة آل حسين الأُستاذ عبيد سيد أحمد حسين، والتى حدثت اليوم. ونحن إذ نُنْعِه لكم، نُنْعى فيه خصال المربى القويم والأخ الكريم والأب الرَّحيم. ألا رَحِمَ الله أُستاذ الأجيال عبيد سيد أحمد بقدر ما قدَّم لأبناء وطنه من تعليمٍ وتربيةٍ وخصالٍ حميدة. والله وحده نسأل أن يجعل ذلك فى مِيزانِ حسناتِه، وأن يُسكنه فسيحَ جنَّاته فى معيةِ حبيبنا محمَّد صلّى الله عليه وسلم، إنَّه ولىُّ ذلك والقادرُ عليه. ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلىِّ العظيم، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
- الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا
- الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا حسبنا الله
- وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا
- أمور لا تفسد الصيام
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا
الشافعية قالوا: يُكرَهُ فيما إذا أَظهَرَ فيه تبرُّمًا أو فَعَلَه مع الاجتماع له، أو الإكثار منه، أو أدَّى إلى تجديد الحزن. قال الشربيني: (ويُكرَهُ إرثاءُ الميِّت بذِكْرِ أيَّامِه وفضائِلِه؛ للنَّهيِ عن المراثي. والأَوْلى الاستغفارُ له، والأَوْجَهُ حَمْلُ النهيِ عن ذلك على ما يَظْهَرُ فيه تبرُّمٌ، أو على فِعْلِه مع الاجتماعِ له، أو على الإكثار منه، أو على ما يُجَدِّدُ الحُزْنَ دون ما عدا ذلك؛ فما زال كثيرٌ من الصحابة وغيرِهم من العلماء يفعلونَه). وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا. ((مغني المحتاج)) (1/356). ، وقولُ ابنِ باز [7381] ((مجموع فتاوى ابن باز)) (13/410). ، وابن عثيمينَ [7382] ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (17/411). ، وذلك لأنَّه فعلُ كثيرٍ من الصَّحابة ِوالعُلَماءِ [7383] ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/356). الفرع الثالِثُ: ما يَحْرُم على أقارِبِ الميِّت وغَيرِهم يَحرُمُ على أقارِبِ الميِّتِ وغيرِهم: النَّدْبُ والنِّياحَةُ والصُّراخُ، وشقُّ الثَّوبِ ولَطْمُ الخَدِّ، وذلك باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7384] ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/195)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 224). ويُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/310)، ((الجوهرة النيرة)) للحدادي (1/108).
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا حسبنا الله
قلت: هذا ثابت معناه في الصحيح ، خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. الثانية: خرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب. الثالثة: من أعظم المصائب المصيبة في الدين ، ذكر أبو عمر عن الفريابي قال حدثنا فطر بن خليفة حدثنا عطاء بن أبي رباح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب. أخرجه السمرقندي أبو محمد في مسنده ، أخبرنا أبو نعيم قال: أنبأنا فطر... بسم الله الرحمن الرحيم: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون". ، فذكر مثله سواء. وأسند مثله عن مكحول مرسلا. قال أبو عمر: وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم; لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة ، انقطع الوحي وماتت النبوة. وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك ، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه.
وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا
السادسة: قوله تعالى: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة هذه نعم من الله عز [ ص: 166] وجل على الصابرين المسترجعين. وصلاة الله على عبده: عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة. وقال الزجاج: الصلاة من الله عز وجل الغفران والثناء الحسن. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا حسبنا الله. ومن هذا الصلاة على الميت إنما هو الثناء عليه والدعاء له ، وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا وإشباعا للمعنى ، كما قال: من البينات والهدى ، وقوله أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم. وقال الشاعر: صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع
وقيل: أراد بالرحمة كشف الكربة وقضاء الحاجة. وفي البخاري وقال عمر رضي الله عنه: نعم العدلان ونعم العلاوة: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. أراد بالعدلين الصلاة والرحمة ، وبالعلاوة الاهتداء. قيل: إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر ، وقيل: إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن.
الفرع الأول: ما يُشْرَعُ فِعْلُه وقَوْلُه عند نزولِ مُصيبةِ الموت المسألة الأولى: الصَّبْر الصَّبْرُ المانِعُ من المُحَرَّمِ واجِبٌ. الأدلَّة: أوَّلًا: من الكتابِ قال الله تعالى: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: 46] ثانيًا: من الإجماع نَقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ تيميةَ [7364] قال ابن تيميةَ: (أنَّ الإنسانَ إذا ابتُلِيَ فعليه أن يصبِرَ ويَثْبُتَ ولا يتَّكِلَ؛ حتى يكونَ من الرجالِ المُوقنينَ القائمينَ بالواجبات. ولا بدَّ في جميع ذلك من الصَّبر؛ ولهذا كان الصبرُ واجبًا باتِّفاق المسلمين على أداء الواجباتِ وتَرْكِ المحظورات. ويدخُلُ في ذلك الصبرُ على المصائِبِ عن أن يَجْزَعَ فيها). ((مجموع الفتاوى)) (10/39). ، وابنُ القَيِّم [7365] قال ابن القيِّم: (ومِن منازِلِ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ منزلةُ الصَّبرِ. قال الإمامُ أحمد رحمه الله تعالى: الصبرُ في القرآن في نحوِ تسعينَ مَوْضِعًا. خمس آيات لقضاء الحوائج. وهو واجبٌ بإجماعِ الأمَّةِ). ((مدارج السالكين)) (2/151). المسألة الثانية: ما يقوله من مات له ميِّت يُسنُّ الاسترجاع [7366] الاسترجاع هو أن يقول:)إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ( كما في حديثِ أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ الله عنها.
والمصاب الإصابة, قال الشاعر: أسليم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم وصاب السهم القرطاس يصيب صيبا, لغة في أصابه. والمصيبة: النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت, وتستعمل في الشر, روى عكرمة أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " فقيل: أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال: ( نعم كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة). قلت: هذا ثابت معناه في الصحيح, خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته). الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . [ البقرة: 156]. خرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب). من أعظم المصائب المصيبة في الدين, ذكر أبو عمر عن الفريابي قال حدثنا فطر بن خليفة حدثنا عطاء بن أبي رباح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب).
تجنّبوا -رحمكم الله- تأخير الصلاة عن وقتها؛ فإن كثيرًا من الناس في هذه الأزمنة وللأسف الشديد ينامون عن صلاة الظهر وصلاة العصر، فيؤخرون صلاة الظهر حتى يخرج وقتها، ولا يؤدون صلاة العصر مع الجماعة، بل لا يؤدونها إلا آخر وقتها؛ وقت غروب الشمس، ولا شك أن ذلك كبيرة من كبائر الذنوب؛ تعمُّد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، بل ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن من تعمد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها لم تقبل منه الصلاة ولو قضاها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، أي: مردود عليه، وأداء الصلاة بعد خروج وقتها مع التعمد ليس عليه أمر النبي ولا هديه. أيها الأخ الصائم: إذا لم تحافظ على صلاتك في شهر الصوم، فمتى تحافظ عليها؟! من الأمور التي لا تفسد الصيام. إذا لم يدفعك صومك وشهرك المبارك إلى تعظيم حدود الله وأداء الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين فمتى تفعل ذلك. هذه الأمور المحرمة وغيرها من الأمور المحرمة وإن كانت محرمة في سائر شهور العام إلا أنها في رمضان أشد تحريمًا وأعظم إثمًا، وذلك لفضل الزمان وشرفه وحرمته. فاحرصوا -رحمكم الله- على حفظ جوارحكم، لا تطلقوا أبصاركم لمشاهدة الحرام ولا أذانكم لسماع الحرام ومن أعظم الحرام يا عباد الله مشاهدة وسماع ما فيه استهزاء بالدين واستهزاء بشعائر الإسلام أو سخرية من أهل الدين وحملته كما هو حال كثير من المسلسلات التي تبث في هذا الشهر الفضيل في التليفزيونات والقنوات الفضائية من قبل المنافقين أعداء الله وأعداء رسوله.
أمور لا تفسد الصيام
وفي الآخرة يحظى العبد المتقي لربه بالقرب من الرب الكريم العظيم في جنات النعيم والنجاة من العظيم المقيم ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) [القمر: 54- 55]. أمور لا تفسد الصيام. ألا فاتقوا الله عباد الله، واجعلوا من أيام شهر رمضان فرصة لتحقيق التقوى وتقويتها وترسيخها في نفوسكم وقلوبكم، فما شرع الله -عز وجل- الصيام وأوجبه على عباده إلا لتحقق التقوى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]. وفقنا الله جميعًا لتحقيق التقوى، وأعاننا على العمل بموجبها ومقتضاها، وجعلنا من أهلها في الدنيا والآخرة إنه سميع قريب. عباد الله: إن مما ينبغي أن يعلمه الصائم أن الواجب عليه أن يصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، لا يصومه رياء ولا سمعة، ولا تقليدًا للناس؛ أهله وأهل بلده ومجتمعه، وإنما يجب أن يكون حامله على الصوم ودافعه وباعثه إليه إيمانه بأن الله -عز وجل- قد فرض عليه ذلك واحتسابه الأجر من الله -سبحانه وتعالى- على ذلك. ولهذا جاء في الحديث الصحيح " من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ".
تجنَّبوا ذلك لا تجعلوا من ليالي الشهر مجالاً لكسب مزيد من السيئات والآثام وإنقاص أجر صومكم. نسأل الله -عز وجل- أن يأخذ بنواصينا جميعًا إلى البر والتقوى، وأن يعيننا على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا لاغتنام أيام شهرنا ولياليه إن رب سميع مجيب. هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله؛ فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صل وسلم وبارك...