آخر تحديث: سبتمبر 3, 2021
من هو القائد المسلم الذي فتح مدينة الديبل؟
من هو القائد المسلم الذي فتح مدينة الديبل؟ يكثر التاريخ الإسلامي بفتوحاته الكثيرة التي شارك فيها الكثير من المسلمين منذ بداية انتشار دين الإسلام. وشارك في تلك الفتوحات الكثير من القادة المسلمين الذين ضحوا بأرواحهم قبل أن يضحوا بأجسادهم رغبةً في نشر الإسلام في كثير من المدن، وسوف نوضح في هذا المقال بعض المعلومات عن القائد المسلم الذي فتح بلاد الديبل. أين تقع مدينة الديبل؟
تعتبر مدينة الديبل واحدة من المدن القديمة التي توجد في السند، جنوب باكستان تحديدًا. وكانت هي بداية دخول الدين الإسلامي إلى جنوب آسيا، وتسمى حاليًا باسم كراتشي. فهي تعتبر مركز تجاري ومالي لدولة باكستان بسبب الميناء الخاص بها. وتوجد مدينة الديبل على ساحل بحر العرب وشمال غرب نهر السند. وتعتبر مركز العمل في المنطقة وأساس النشاطات التقنية. وحاليًا تعتبر من أكثر الدول زيادة في السكان حيث يبلغ عدد السكان فيها ح والي 14 مليون نسمة. تم دخول الإسلام إلى مدينة الديبل وفتحها بواسطة القائد العظيم محمد بن القاسم الثقفي فهو أحد قادة جيوش المسلمين. فقد فتح الكثير من المدن وكتب في سجله الكثير من الفتوحات مثل بلاد السند.
محمد بن القاسم الثقفي .. أصغر فاتح في الإسلام
وأما محمد بن القاسم العلوي المذكور في (غيبة الطوسي ص259) والذي تشرف بلقاء مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه في مكة المكرمة؛ فرجل ثالث في زمان متأخر. والذي أوقع الاشتباه أن عامة الناس يسمون صاحب القبر الذي في النعمانية بمحمد بن القاسم العلوي، والحال أن النعمانية محل قبر الثقفي كما عرفت. ثم إن اسم صاحب الخبر الذي أشرتم إليه ليس أبا الجود؛ بل ابن أبي الجواد، كما ضُبط في (النجم الثاقب ج2 ص138). وهو شيخ يذكر لقاءه بصاحب الأمر صلوات الله عليه. وليس في خبره ذكر لمحمد بن القاسم أصلا، ولا لمجاورة الإمام عليه السلام لقبره ومقامه عنده. وعليه فلا يُعلم على وجه التحديد هل أن المقام المعروف في النعمانية هو نفسه هذا المقام المذكور في هذا الخبر أم لا؟ كما لا يُعلم على وجه التحديد لمن يكون القبر هناك، إذ لا يمكن القطع أنه للثقفي أو لغيره. والحاصل؛ أنه لم يثبت صلاح محمد بن القاسم المعروف بالصوفي ولا مقام صاحب الأمر صلوات الله عليه عند قبره، فقبره ليس في النعمانية أصلا. وفقكم الله لمراضيه.
محمد بن قاسم - المعرفة
وتوجه القائد الشاب يفتح البلدان التي في طريقه إلى السِّند، فمضى إلى مكران حيث انضم إليه ستة آلاف مقاتل آخر، ثم نحو مدينة (فنزبور) ففتحها وهزم جيوش الملك (داهر)، ثم إلى مدينة أرمائيل ثم إلى (الديبُل) أكبر مدن السند وأهمها. فنصب هناك منجنيقاً ضخماً (سماه العروس) وحاصر المدينة حصاراً طويلاً ثم قصف المدينة وتمكن من فتحها، وبنى فيها مسجداً، وترك بها حامية من أربعة آلاف جندي. وأصبحت الديبل أول مدينة إسلامية في الهند. ثم تمكن من قتل (داهر) أكبر ملوك السِّنْد وواصل فتوحاته حتى وصل إلى مدينة المُلتان وحاصرها ثم قطع عنها الماء حتى استسلمت. وكان هذا القائد أصغر فاتح إسلامي عرفه التاريخ!. وكان من شأنه أنه يحرص على تحقيق السلام والمحبة والسماحة، ما وسعه ذلك، وكان يحفظ وصية ابن عمه الحجاج: "إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس، سخياً في معاملة من أحسنوا إليك. ولْيعرف الناس شجاعتك، وأنك لا تخاف الحرب والقتال". وكأنه يقول له: اجعل الناس يحبونك ويرهبونك. وقد التزم محمد بن القاسم بهذه الوصية أكثر من التزام الحجاج الذي قدّمها له!. نهاية مأساوية
مات الحجاج بن يوسف ثم مات الوليد بن عبد الملك، وتولى الخلافة أخوه سليمان بن عبد الملك الذي ولّى على العرّاق صالح بن عبد الرحمن ليحل محل الحجاج، وكان الحجاج قد قتل أخا صالح لأنه يؤمن بفكر الخوارج، فانتقم صالح من أنصار الحجاج، وانصبّت نقمته على البطل محمد بن القاسم فأتى به مقيّداً وسجنه وعذّبه حتى مات تحت التعذيب سنة 95هـ، وعمره 23 سنة!.