وتبدو المرحلة السادسة أكثر أهمية كونها تعتبر مرحلة الانشاء والخلق، وهي فترة التصوير والتسوية وتهيئة نفخ الروح، وما بين الأسبوعين «9 و 12»، تبدأ احجام كل من الرأس والجسم والاطراف في التوزان والاعتدال وتتخذ ملامح الوجه المقاييس البشرية المألوفة ويشير الى ذلك قوله تعالى «الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك». وفي الأسبوع 12، يتحدد جنس الجنين بظهور الأعضاء التناسلية الخارجية وهي آخر مراحل تحديد الجنس، ثم يتطور بناء الهيكل العظمي من اللينة الى العظام الصلبة ويمكن رؤية الاظافر على الاصابع ويزداد الوزن وتبدأ الحركات الارادية في هذا الطور، وفي هذه المرحلة يتم نفخ الروح. خارج الرحم
في المرحلة السابعة القابلة للحياة، تبدأ فيها حياة الجنين خارج الرحم في الأسبوع 22 وتنتهي في الاسبوع 26 حينما يصبح الجهاز التنفسي مؤهلا للقيام بوظائفه. تفسير: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما). وقد خص الله سبحانه وتعالى الإنسان الذكر من سائر المخلوقات لكونه اية الإبداع في التصوير والحسن وتكريما له اذ هو اشرفهم «ولقد كرمنا بني ادم». والسبب في تسمية السورة بالعلق:، لأنّ المنيّ حينما يقذف في الرحم فأول طور من اطوار الانسان العلقة فهي تعلق بالرحم. وأول ما نزل من نور السماء الى الارض في قول معظم المفسرين، هذه الآيات الخمس التي ذكرت في اول البحث نزل بها الأمين جبريل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء يتعبد ربّه فقال الملك له «اقرأ باسم ربك الذي خلق» الآيات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ فغطّة غطّة شديدة حتى بلغ منه الجهد فعل معه ثلاث مرات بعد ارساله من الغطة الثالثة املى عليه هذه الآيات.
تفسير: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما)
وفي هذه المرحلة تطرأ عدّة تغيرات على جدار الرحم فيكبر من نصف ملم إلى سبعة مليمترات وتنمو غدده وأوعيته الدموية، يرافق ذلك نمو الغشاء المشيمي «الكوريون» من الخلايا القاضمة في العلقة. وينمو كذلك في هذه المرحلة ساق يوصل الجنين بالغشاء المشيمي يسمّى بالمعلاق وهذا المعلاق هو الذي يتكون منه الحبل السرّي، الذي يقوم بربط الجنين بالمشيمة التي تتكون هي الاُخرى من الغشاء المشيمي، والعلقة تمرّ بهذه المرحلة بعدة تعلقات في جدار الرحم مرّة مباشرة وثانية بعد تكوّن الغشاء المشيمي وتعلّق ثالث عن طريق المعلاق. فاللفظة القرآنية [علقة] جاءت منطبقة تمام الانطباق ومستوعبة لكل نشاطات هذه المرحلة، من حيث شكل التخليق أو من حيث الأنشطة التي تقوم بها أو من حيث التعلقات الثلاثة أو من حيث شبهها بدودة العلق أو شبهها بامتصاص دودة العلق للدم أو حتّى أنّها تشبه العلقة بمعنى الدم المتخثر. كل هذه المعاني أوجزها القرآن الكريم بلفظة واحدة وهي {العلقة} ثمّ لاحظ الحالة التي حددها القرآن لهذه المرحلة وهي بين النطفة وبين المضغة التي تبدأ بالاسبوع الرابع.
أما المرحلة الثانية العلقة، ويبدأ فيها العلوق في اليوم الخامس عشر، وفي هذه المرحلة يفقد الجنين شكله المستدير فيأخذ الشكل المستطيل، فبعد عملية الحرث تبدأ عملية تعلق الجنين بالمشيمة. ويطلق على المرحلة الثالثة «المضغة»، ويبدو تطور المضغة سريعاً في اليومين 25 و 26، وهذا التحول السريع من مرحلة العلقة الى مرحلة المضغة، ولهذا استخدم القرآن حرف العطف «فـ» الذي يفيد التتابع السريع في الاحداث، فتكون على هيئة خلايا متلاصقة وشكلها الخارجي يكون كقطعة لحم ممضوغة. تكون العظام
أما المرحلة الرابعة فيها تتكون العظام، حيث يتم الانتقال من شكل المضغة التي لا ترى فيها ملامح الصورة الادمية الى مرحلة جديدة يظهر فيها شكل الهيكل العظمي للإنسان «فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا». والمرحلة الخامسة، هي اكساء اللحم، وفي هذه المرحلة تبدأ الصورة الادمية بالاعتدال فترتبط اجزاء الجسم بعلاقات اكثر تناسقا، حيث يمكن للجنين ان يبدأ بالتحرك وتبدأ هذه المرحلة في نهاية الاسبوع السابع وتستمر الى نهاية الاسبوع الثامن «فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا». «ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ».
تفسير سورة الجاثية للناشئين
(الآيات 1 - 37)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (13) من سورة «الجاثية»:
﴿ حم ﴾: حرفان مقطَّعان؛ للتنبيه على إعجاز القرآن وتحديه للعرب. ﴿ لآيات ﴾: لعلامات دالة على كمال قدرة الله وحكمته. ﴿ يبث ﴾: ينشر ويفرق. دآبة: كل ما دبَّ على الأرض، ومنها الإنسان. ﴿ يوقنون ﴾: يُصدقون عن يقين بقدرة رب العالمين. ﴿ واختلاف الليل والنهار ﴾: وتعاقبهما ليل مظلم بعد نهار مضيء، ونهار بعد ليل بنظام محكم دقيق. ﴿ رزق ﴾: مطر وضوء وحرارة؛ لأنها من أسباب الرزق. ﴿ وتصريف الرِّياح ﴾: وتغييرها من جهة إلى أخرى ومن حال إلى حال. ﴿ نتلوها ﴾: نقرؤها. ﴿ بعد الله وآياته ﴾: بعد حديث الله: أي القرآن ودلائله. ﴿ ويلٌ ﴾: عذاب وهلاك، أو حَسْرَة. ﴿ أفَّاك أثيم ﴾: كذَّاب كثير الإثم والمعاصي. ﴿ يُصِرُّ ﴾: يقيم ويثبت. ﴿ اتخذها ﴾: اتخذ آيات الله. ﴿ هزوًا ﴾: سخرية واستهزاءً. ﴿ عذاب مهين ﴾: عذاب شديد مع الذل والإهانة. ﴿ من ورائهم جهنم ﴾: من بعد موتهم جهنَّم تنتظرهم، وإن كانوا لا يرونها الآن، ولا يتقونها؛ لأنهم في غفلة عنها. ﴿ لا يغني عنهم ﴾: لا يدفع عنهم ولا ينفعهم. ﴿ أولياء ﴾: نُصراء أو أعوانًا أو آلهة أو جُندًا أو أصحابًا.
تفسير السعدي سورة الجاثية - Youtube
↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 172. ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 25، ص 190. ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1250. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313. ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 473؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 728، ص 220. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169. ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 351-378. ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 16، ص 181؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 157. ↑ سورة الجاثية: 15. ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 16، ص 201. ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1484. ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 331. ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 19. المصادر والمراجع
القرآن الكريم. الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ. البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن ، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ. الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية ، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش. الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير ، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجاثية - الآية 37
(
ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله)
القرآن ( هزوا
وغرتكم الحياة الدنيا) حتى
قلتم لا بعث ولا حساب (
فاليوم لا يخرجون)
بالبناء للفاعل وللمفعول (
منها) النار ( ولا هم يستعتبون) لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لأنها لا
تنفع يومئذ
36. (
فلله الحمد) الوصف
بالجميل على وفاء وعده في المكذبين ( رب السماوات ورب الأرض رب العالمين) خلق ما ذكر والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه
ورب بدل
37. (
وله الكبرياء) العظمة ( في السماوات والأرض) حال أي كائنة فيهما ( وهو العزيز الحكيم) تقدم
وعدد ايها في عد المدينة ومكة والشام والبصرة ست وثلاثون. وفي عد الكوفة سبع وثلاثون لاختلافهم في عد لفظ {حم} آية مستقلة. أغراضها: الابتداء بالتحدي بإعجاز القرآن وأنه جاء بالحق توطئة لما سيذكر بأنه حق كما اقتضاه قوله: {تِلْكَ آيات اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} [الجاثية: 6]. وإثبات انفراد الله تعالى بالإلهية بدلائل ما في السماوات والأرض من اثار خلقه وقدرته في جواهر الموجودات وأعراضها وإدماج ما فيها مع ذلك من نعم يحق على الناس شكرها لا كفرها. ووعيد الذين كذبوا على الله والتزموا الاثام بالإصرار على الكفر والإعراض عن النظر في آيات القرآن والاستهزاء بها. والتنديد على المشركين إذ اتخذوا الهة على حسب أهوائهم وإذ جحدوا البعث. وتهديدهم بالخسران يوم البعث. ووصف أهوال ذلك. وما أعد فيه من العذاب للمشركين ومن رحمة للمؤمنين. ودعاء المسلمين للإعراض عن إساءة الكفار لهم والوعد بأن الله سيخزي المشركين. ووصف بعض أحوال يوم الجزاء. ونظر الذين أهملوا النظر في آيات الله مع تبيانها وخالفوا على رسولهم صلى الله عليه وسلم فيما فيه صلاحهم بحال بني إسرائيل في اختلافهم في كتابهم بعد أن جاءهم العلم وبعد أن اتبعوه فما ظنك بمن خالف آيات الله من أول وهلة تحذيرا لهم من أن يقعوا فيما وقع فيه بنو إسرائيل من تسليط الأمم عليهم وذلك تحذير بليغ.