كم كان تحقيقه سبباً في خيرات عظيمة، ومنح كثيرة؟! والعكس صحيح، وكم كان تحقيق هذا العدل سبباً في إسلام أناس ما حثهم على الإسلام إلا تحقيق هذا الأصل الكبير: العدل
ومن هدايات هذه القاعدة القرآنية المحكمة: أنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور ـ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ـ وعدمِ إحالة إنجازها إلى وقت الفراغ، فإن ذلك الأساليب التي يخدع بها بعض الناس نفسه، ويبرر بها عجزه، وإن من عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز!
وما أرسلنا من قبلك الا رجالا
6 ـ الأمرُ بالتعلم، والسؤالُ لأهل العلم، ولم يؤمر بسؤالهم إلا لأنه يجب عليهم التعليم والإجابة عما علموه. 7 ـ وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهي عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهي له أن يتصدى لذلك. | موقع المسلم. 8 ـ وفي هذه القاعدة دليل واضح على أن الاجتهاد لا يجب على جميع الناس؛ لأن الأمر بسؤال العلماء دليل على أن هناك أقواماً فرضهم السؤال لا الاجتهاد، وهذا كما هو دلالة الشرع، فهو منطق العقل ـ أيضاً ـ إذ لا يتصور أحدٌ أن يكون جميع الناس مجتهدين. أيها المحبون لكتاب ربهم:
مرّ بنا كثيراً في هذا البرنامج، أن المقرر في علم أصول التفسير: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها مثال لذلك، فهذه الآية وإن كان سببها خاصاً بأمر المعاندين أن يسألوا عن حالة الرسل المتقدمين لأهل الذكر ـ وهم أهل العلم ـ فإنها عامة في كل مسألة من مسائل الدين: أصوله وفروعه، إذا لم يكن عند الإنسان علمٌ منها وبها، فعليه أن يسأل من يعلمها. وهذا من الوضوح بمكان، بحث لا يحتاج إلى استطراد، إلا أن الذي يحتاج إلى تنبيه وتوضيح هو ما يقع من مخالفة هذه القاعدة في واقع الناس، وخرقٍ للآداب التي تتعلق بهذا الموضوع المهم، ومن صور ذلك:
1 ـ أنك ترى بعض الناس حينما تعرض له مشكلة أو نازلة، واحتاج إلى السؤال عنها سأل عنها أقرب شخص له، ولو لم يعلم حاله، هل هو من أهل العلم أم لا؟ وبعض الناس يعتمد على المظاهر، فإذا رأى من سيماه الخير ظنّ أنه من طلاب العلم أو العلماء الذين يستفتى مثلهم!
وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم
وهذا ما يجعل الإنسان يفهم ويدرك جيداً موقع المقالات المأثورة عن السلف ـ رحمهم الله ـ في شأن الفتوى وخطورتها، وهي نصوص ومواقف كثيرة، منها ما رواه ابن عبدالبر رحمه الله: أن رجلاً دخل على ربيعة بن عبدالرحمن ـ شيخ الإمام مالك ـ فوجده بيكي! فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له! وظهر في الإسلام أمر عظيم! قال ربيعة: ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق(2). علّق العلامة ابن حمدان الحراني على هذه القصة فقال:
"قلت: فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام من لا علم عنده على الفتيا مع قلة خبرته وسوء سيرته وشؤم سريرته؟ وإنما قصده السمعة والرياء ومماثلة الفضلاء والنبلاء والمشهورين المستورين، والعلماء الراسخين والمتبحرين السابقين، ومع هذا فهم يُنْهَون فلا ينتهون، ويُنَبّهون فلا ينتبهون، قد أملي لهم بانعكاف الجهال عليهم، وتركوا ما لهم في ذلك وما عليهم"(3) اهـ. وما ارسلنا من قبلك الا رجالا. والمقصود من هذا البيان الموجز: التنبيه على ضرورة تحري الإنسان في سؤاله، وأن لا يسأل إلا من تبرأ به الذمة، ومن هو أتقى وأعلم وأورع، فهؤلاء هم أهل الذكر حقاً الذين نصت هذه القاعدة على وصفهم بهذا: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
4 – مرحلة الخوض في الحقائق بغير علم وقد سماها رب العزة ظلما ، وهو ظلم متنوع فيه من المكابرة والجحود المتواصل ما يجعله نشازا في الوجود ، نتذكر معه معاني الختم على القلوب وطبعها على الكفر الدائم ، قال تعالى في الآية: 68: ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). وقال في الآية: 93: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ). ومرحلة الخوض في الحقائق الأزلية بغير علم لها معالجات أخرى ، وبصيغ جديدة ومتنوعة ، وسنقف على بعض أمثلتها السلوكية الواصلة إلى حد الكفر في الحلقة المقبلة بحول الله.
8- للكاتبة الرائعة أسماء محمد
- السعودية
06-07-2009 12:23 PM مقالة رائعة، وشكرا لك على كتاباتك الرائعة. 7- الصّدقة تدفع البلاء رجاء محمد الجاهوش
- الكويت
20-12-2008 12:58 AM
- كان "علي بن محمد بن الفرات " وزييرًا للخليفة المقتدر ، وكان يسئ الظن بأحد كتابه فاستدعاه يومًا وقال له: ويحك ، إن نيتي فيك سيئة ، وإني في كل وقت أريد أن أقبض عليك وأصادرك فأراك في المنام تمنعني برغيف! وقد رأيتك في المنام من ليال ، وأني أريد القبض عليك ، فجعلت تمتنع مني فأمرتُ جندي أن يقاتلوك فكلما ضربوك بشيء من سهام او غيرها تتّقي الضرب برغيف في يدك ، فلا يصل إليك شيء! فأعلمني ما قصة الرّغيب ؟! قال الكاتب: أيها الوزير ، إن أمي ـ منذ كنت صغيرا ـ كانت تضع تحت وسادتي رغيفا فإذا أصبحت تصدّقت به عني ، فلم يزل ذلك دأبها حتى ما تت فلما ماتت فعلتُ أنا ذلك مع نفسي ، فكل ليلة أضع تحت وسادتي رغيفًا ثم أصبح فأتصدّق به. فعجب الوزير من ذلك ، وقال: والله لا ينالك مني بعد اليوم سوء أبدًا ولقد حَسُنَت نيّتي فيك ، وقد أحببتك. قصص من عجائب الصدقة في رمضان وبعض. (المصدر: البداية والنهاية 11/163) -
6- بوركتم.. رجاء محمد الجاهوش
18-12-2008 03:31 AM
-
إضاءة الفجر
شكر الله لك هذا الحضور الكريم ، والمشاركة الطيّبة النافعة
والشكر موصول إلى الأستاذ الكريم "أنس" لحضوره الكريم.
قصص من عجائب الصدقة الجارية
### القصة الأولى ###:
إن راهباً عبد الله ستين سنة في صومعته.. جاءته امرأة ونزلت بجانبه وواقعها ست ليال بالزنا.. هرب وأتى مسجداً وآوى فيه ثلاث ليال وكان معه رغيف.
قصص من عجائب الصدقة والكوب
قصه في عجائب الصدقة
يذكر أن رجل يسمى ابن جدعان تصدق بأحب ماله إليه وكانت ناقة إلى جار فقير الحال له سبع بنات, فرح الجار الفقير فكان يشرب هو و بناته من لبنها و لما جاء الصيف بجفافه وقحطه, تشققت الأرض خرج ابن جدعان مع البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ, في الدحول, و هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية و دخل إلى أحدها ليُحضر الماء حتى يشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فضاع تحت الدحل ولم يعرف الخروج. وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يأسوا قالوا: لعل ثعبانًا لدغه ومات, لعله تاه تحت الأرض وهلك, فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره, إن جارنا هذا لا يستحقها, فأخذوا بعيرًا أجربًا ليعطوه للجار بدل الناقة فقال الجار: إن أباكم أهداها لي, أتعشى وأتغدى من لبنها فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي, فقالوا: أعد لنا الناقة خيرٌ لك, وخذ هذا الجمل. قصص من عجائب الصدقة والكوب. قال: أشكوكم إلى أبيكم, قالوا: اشكِ إليه فإنه قد مات, قال: مات, كيف مات؟ ولما لا أدري؟ قالوا: دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج, قال: اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم.. فذهبوا به إلى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ونزل يزحف حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه, وإذا به يسمع أنين الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع, حمله خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره, ودبت الحياة في الرجل من جديد, وأولاده لا يعلمون, قال: أخبرني بالله عليك أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت.
قصص من عجائب الصدقة قصيره
فرأيتُ الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول, فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها
وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خير عظيم. فلمّا انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه, تشققت الأرض, وبدأ البدو يرتحلون
يبحثون عن الماء في الدحول - والدحول حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية أو
أقبية مائية تحت الأرض, لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو - يقول: فدخلتُ في هذا
الدحل حتى أُحضر الماء لنشرب - وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون - فتاه تحت
الأرض ولم يعرف الخروج. وانتظر أبناؤه يوما ويومين وثلاثة حتى يئسوا, قالوا: لعلّ
ثعبانا لدغه ومات. أو لعله تاه تحت الأرض وهلك, وكانوا - عياذا بالله - ينتظرون هلاكه
طمعا في تقسيم المال والحلال, فذهبوا إلى البيت وقسّموا التّركة وتذكّروا أنّ أباهم
قد أعطى ناقة لجارهم الفقير, فذهبوا إليه وقالوا له: أعد الناقة خير لك, وخذ هذا
الجمل مكانها, وإلا سنسحبها عنوة الآن, ولن نعطيك شيئا. عجائب الصدقة. قال: أشتكيكم إلى أبيكم. قالوا: اشتكِ إليه, فإنّه قد مات!! قال: مات!! كيف مات ؟ وأين ؟ ولمَ لمْ أعلم بذلك ؟
قالوا: دخل دحلا في الصحراء ولم يخرج. قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل, ثم خذوا الناقة, وافعلوا ما شئتم, ولا
أريد جملكم.
قال: سأحدثك حديثًا عجبًا, بعد ثلاثة أيام فقدت الأمل و سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب كل يوم ثلاث مرات, ولكن منذ يومين انقطع لا أدري ما سبب انقطاعه؟ يقول: فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت! ظن أولادك أنك مت وسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها, والمسلم في ظل صدقته, وكما قال: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء)) ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج …