- وعن الشَّعبي: أنَّ رجلًا أتى عمر بن الخطَّاب، قال: (إنَّ ابنة لي أصابت حدًّا، فعَمَدت إلى الشَّفْرة، فذبَحَت نفسها، فأدركتُها، وقد قطعت بعض أوداجها، فداويتها فبرأت، ثم أنَّها نَسَكت، فأقبلت على القرآن، فهي تُخْطب إليَّ، فأخبر من شأنها بالذي كان، فقال له عمر: تعمد إلى سِتْر سَتَره الله فتكشفه؟ لئن بلغني أنَّك ذكرت شيئًا من أمرها، لأجعلنَّك نَكالًا لأهل الأمصار، بل أنكِحها نكاح العفيفة المسلمة) [1580] رواه عبدالرزاق في ((المصنَّف)) (6/246)، وهناد في ((الزهد)) (1409)، والحارث في ((بغية الباحث)) (507) واللَّفظ له. قال ابن كثير في ((مسند الفاروق)) (1/393): فيه انقطاع. أقوال السَّلف والعلماء في الحثِّ على السَّتْر - الملتقى المفتوح - أخوات طريق الإسلام. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (4/272): إسناده رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإنَّ رواية الشَّعبي عن عمر مرسلة. - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ثلاث أحلف عليهنَّ، والرَّابعة لو حلفت لبَررْت: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولَّى اللهَ عبدٌ في الدُّنيا فولَّاه غيره يوم القيامة، ولا يحبُّ رجل قومًا، إلا جاء معهم يوم القيامة، والرَّابعة التي لو حلفت عليها لبَررْت: لا يَسْتُر الله على عبد في الدُّنيا، إلَّا سَتَر عليه في الآخرة) [1581] رواه عبدالرزاق في ((المصنَّف)) (11/199)، وصحَّح إسناده الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (1387) وقال: رجاله ثقات رجال الشيخين.
لولا ستر الله عليه
هكذا ليس فيه "نحن قوم مساكين" وهذا إسناد صحيح وقد توبع المنذر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ج7/ص228) والدولابي في الكنى والأسماء (ج3/ص1180) من طريق سعيد بن عبد الله - هو بن الربيع بن خثيم -، عن نسير [زاد الدولابي: ابن ذعلوق]، عن بكر [زاد الدولابي: ماعز]، قال: كان الربيع إذا قيل له: كيف أصبحت يا أبا يزيد، يقول: أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا. وهذا إسناد صحيح أيضًا وأما قول يحيى بن معين فقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج9/ص181) ومن طريقه ابن الجوزي مناقب الإمام أحمد (ص366) حدثنا سليمان بن أحمد - هو الطبراني -، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت عباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل؛ صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير. إسناده صحيح وأما قصة الحطب ففيها زيادات لا وجود لها في الكتب فلعله توهم وخلط وأيضًا لا علاقة لها بقوله "نحن قوم مساكين" فهما أثران كل على حدى وعلى كل حال قصة الحطب أخرجها ابن الجوزي مناقب الإمام أحمد (ص366-367) أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا علي بن مردك قال: حدثنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح، قال: كان أبي ربما أخذ القدوم وخرج إلى دار السكان يعمل الشىء بيده، وربما خرج إلى البقال فيشترى الجرزة من الحطب، والشيء فيحمله بيده.
- قال أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه: (لو أخذت سارقًا لأحببت أن يَسْتُره الله عزَّ وجلَّ، ولو أخذت شاربًا، لأحببت أن يَسْتُره الله عزَّ وجلَّ) [1577] رواه ابن سعد في ((الطَّبقات الكبرى)) (5/13)، وابن أبي شيبة في ((المصنَّف)) (5/474)، وصحَّح إسناده ابن حجر في ((الإصابة)) (1/575). - وعن أبي الشَّعثاء قال: (كان شُرَحْبِيل بن السِّمْط على جيشٍ، فقال لجيشه: إنَّكم نزلتم أرضًا كثيرة النِّساء والشَّراب- يعني الخمر- فمن أصاب منكم حدًّا فليأتنا، فنطهِّره، فأتاه ناس، فبلغ ذلك عمر بن الخطَّاب، فكتب إليه: أنت- لا أمَّ لك - الذي يأمر النَّاس أن يهتكوا سِتْر الله الذي سَتَرَهم به) [1578] ((مصنَّف عبد الرزاق الصنعاني)) (5/197) (9371)، و((الزهد)) لهناد بن السري (2/646). - وعن المعْرُور بن سُوَيْد قال: (أُتي عمر بامرأة راعية زنت، فقال عمر: ويح المرِّيَّة، أفسدت حَسَبَها، اذهبا بالمرِّيَّة فاجلداها، ولا تخرقا عليها جلدها، إنَّما جعل الله أربعة شهداء سترًا ستركم به دون فواحشكم، ولو شاء لجعله رجلًا صادقًا أو كاذبًا، فلا يطَّلعنَّ سِتْر الله منكم أحد) [1579] ((مصنَّف عبد الرزاق الصنعاني)) (7/374) (13530)، و((التوبيخ والتنبيه)) لأبي الشيخ الأصبهاني (1/65).
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) يقول تعالى مسليا رسوله صلى الله عليه وسلم في حزنه على المشركين ، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه ، كما قال تعالى: ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) [ فاطر: 8] ، وقال) ولا تحزن عليهم) [ النحل: 127] ، وقال ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) [ الشعراء: 3] باخع: أي مهلك نفسك بحزنك عليهم ؛ ولهذا قال ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) يعني القرآن) أسفا) يقول: لا تهلك نفسك أسفا. فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين. قال قتادة: قاتل نفسك غضبا وحزنا عليهم. وقال مجاهد: جزعا. والمعنى متقارب ، أي: لا تأسف عليهم ، بل أبلغهم رسالة الله ، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
فلعلك باخع نفسك على آثارهم معنى
قال تعالى فلعلك باخع نفسك الخطاب موجه ل
يقدم لكم حلول كل ماتحتاجونه لجميع اسئلتكم وجميع أستفسارتكم وكل مايمكنكم البحث عنه
يسهل لك البحث عن كل
الحلول
نرحب بمشاركتكم وطرحكم للمواضيع التي تفيد والابتعاد عن كل ما يسيئ للآخرين إسالنا
عن أي شي تريدونها
عن طريق التعليقات والإجابات نعطيك الإجابة
النموذجية
سوف نقدم لكم إجابة السؤال التالي
قال تعالى فلعلك باخع نفسك الخطاب موجه ل
فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين
* قال ابن كثير – رحمه الله -:
يقول تعالى مسليًّا رسوله صلى الله عليه وسلم في حزنه على المشركين، لتركهم الإيمان وبُعدهم عنه، كما قال تعالى: ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) [فاطر / من الآية 8]، وقال: ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) [ النحل / الآية 127]، وقال: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [ الشعراء / الآية 3]. باخع: أي: مهلك نفسك بحزنك عليهم؛ ولهذا قال: ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ) يعني: القرآن، ( أَسَفًا) يقول: لا تهلك نفسك أسفًا. معاناة داعية في بيت أهلها في دعوة والدها وأشقائها - الموقع الرسمي للشيخ إحسان العتيبي. قال قتادة: قَاتِل نَفْسَكَ غضبًا، وحزنًا عليهم، وقال مجاهد: جزعًا، والمعنى متقارب، أي: لا تأسف عليهم، بل أبلغهم رسالة الله، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
" تفسير ابن كثير " (5 / 137). ثالثًا:
وإنا وإن قلنا بأن علاج رأس البيت ضرورة لإصلاح من بعده، إلا أن هذا لا يعني التوقف عن إصلاح الآخرين، ونصحهم، سواء استجاب الأب، أو امتنع عن الاستجابة، وعدم استجابة الأب لا يمنع أن يستجيب أحد أبنائه، أو بناته، وها هو الدليل أمامنا، وهو أنتِ!
وأخيرا.. هذه دعوة للتحرر والانطلاق؛ فقد اكتشفنا أنفسنا ووقفنا على أسباب الإعاقة، فالآن نخرج من ضيق المعاني المحتكرة إلى سعة المعاني الكبرى التي تسع الأمة كلها إن أرادت، وسوف تريد بإذن الله. المصدر: الجزيرة مباشر