وقوله إنما يتذكر أولو الألباب واقع موقع التعليل لنفي الاستواء بين العالم وغيره المقصود منه تفضيل العالم والعلم ، فإن كلمة " إنما " مركبة من حرفين " إن " و " ما " الكافة أو النافية فكانت إن فيه مفيدة لتعليل ما قبلها مغنية غناء فاء التعليل إذ لا فرق بين " إن " المفردة و " إن " المركبة مع " ما " ، بل أفادها التركيب زيادة تأكيد وهو نفي الحكم الذي أثبتته " إن " عن غير من أثبتته له. وقد أخذ في تعليل ذلك جانب إثبات التذكير للعالمين ، ونفيه من غير العالمين بطريق الحصر لأن جانب التذكير هو جانب العمل الديني وهو المقصد الأهم في الإسلام لأن به تزكية النفس والسعادة الأبدية ؛ قال النبيء - صلى الله عليه وسلم - من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون] أرشدت الآية إلى - بصمة ذكاء. والألباب: العقول ، وأولو الألباب: هم أهل العقول الصحيحة ، وهم: أهل العلم. فلما كان أهل العلم هم أهل التذكر دون غيرهم أفاد عدم استواء الذين يعلمون والذين لا يعلمون. فليس قوله إنما يتذكر أولو الألباب كلاما مستقلا.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الزمر - الآية 9
وجملة: (إنّي أخاف) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (أخاف) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (عصيت) لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.. إعراب الآيات (14- 16): {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16)}. الإعراب: (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم منصوب (مخلصا له ديني) مثل: (مخلصا له الدين). وجملة: (أعبد) في محلّ نصب مقول القول. (15) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والأمر في (اعبدوا) للتهديد (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، (من دونه) حال من العائد المقدّر (الذين) موصول خبر إنّ في محلّ رفع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خسروا) (ألا) أداة تنبيه (هو) ضمير فصل. تفسير: (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون). وجملة: (اعبدوا) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف أي: أمّا أنتم فاعبدوا... أي لا تعبدون اللّه. وجملة: (شئتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون] أرشدت الآية إلى - بصمة ذكاء
ويكون في النار عما للفريق الكافر عند الله من الجزاء في الآخرة - الكفاية عن بيان ما للفريق المؤمن ، إذ كان معلوما اختلاف أحوالهما في الدنيا ، ومعقولا أن أحدهما إذا كان من أصحاب النار لكفره بربه أن الآخر من أصحاب الجنة ، فحذف الخبر عما له ، اكتفاء بفهم السامع المراد منه من ذكره ، إذ كان قد دل على المحذوف بالمذكور. والثاني: أن تكون الألف التي في قوله: " أمن " ألف استفهام ، فيكون معنى الكلام: أهذا كالذي جعل لله أندادا ليضل عن سبيله ، ثم اكتفى بما قد سبق من خبر الله عن فريق الكفر به من أعدائه ، إذ كان مفهوما المراد بالكلام ، كما قال الشاعر: فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
فحذف لدفعناه وهو مراد في الكلام إذ كان مفهوما عند السامع مراده. وقرأ ذلك بعض قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: ( أمن) بتشديد الميم ، بمعنى: أم من هو ؟ ويقولون: إنما هي ( أمن) استفهام اعترض في الكلام بعد [ ص: 267] كلام قد مضى ، فجاء بأم ، فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر ، وما أعد له في الآخرة ، ثم أتبع الخبر عن فريق الإيمان ، فعلم بذلك المراد ، فاستغني بمعرفة السامع بمعناه من ذكره ، إذ كان معقولا أن معناه: هذا أفضل أم هذا ؟
والقول في ذلك عندنا أنهما قراءتان قرأ بكل واحدة علماء من القراء مع صحة كل واحدة منهما في التأويل والإعراب ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
تفسير: (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون)
هذا هو العالم الذي تمدحه الآية، وتقرر أنه لا يستوي مع غيره {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}. قال سيد قطب، رحمه الله، في تفسير الآية: " هذا هو الطريق إلى العلم الحقيقي والمعرفة المستنيرة. هذا هو: القنوت لله، وحساسية القلب، واستشعار الحذر من الآخرة، والتطلع إلى رحمة الله وفضله، ومراقبة الله، هذه المراقبة الواجفة الخاشعة. هذا هو الطريق. ومن ثم يدرك اللب ويعرف، وينتفع بما يرى ويسمع وما يجرب، وينتهي إلى الحقائق الكبرى الثابتة، من وراء المشاهدات الصغيرة. فأما الذين يقفون عند حدود التجارب المفردة، والمشاهدات الظاهرة، فهم جامعو معلومات وليسوا بالعلماء ". المراد بالعلماء في الآية إذن هم القانتون العاملون، وغيرهم ليسوا علماء ولا قانتين ولا عاملين، وإنما هم جهلاء لا يعلمون. وقال الإِمام الزمخشري: " وأراد بالذين يعلمون: العاملين من علماء الديانة، كأنه جعل من لا يعمل غير عالم. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وفيه ازدراءٌ عظيمٌ بالذين يقتنون العلوم ثم لا يقنتون، ويقتنون ثم يفتنون بالدنيا، فهم عند الله جهلة، حيث جعل القانتين هم العلماء ". الدعاء
هذا وتؤكد دراسات سابقة أن استمرار الإنسان في التعلم يقي من خرف الشيخوخة، ويجعله بصحة نفسية وجسدية أفضل. هذه الدراسة العلمية تؤكد على أهمية العلم والقراءة وفي كل يوم يكتشف العلماء فوائد جديدة للعلم، وسبحان الله! عندما نتأمل رسالة الإسلام نجد أنها بدأت بكلمة ( اقْرَأْ) حيث يقول تعالى في أول آية نزلت من القرآن: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]. في هذه الكلمة إشارة لنا أن الإسلام هو دين العلم. ولو تأملنا كلمات القرآن نجد أن كلمة (العلم) ومشتقاتها وردت في القرآن أكثر من خمس مئة مرة، وهذا يدل على اهتمام الإسلام بالعلم، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم اعتبر أن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. وإن ما ينادي به الباحثون اليوم من ضرورة توفير فرص التعلم قد نادى به الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، وهذه الحقيقة تشهد على عظمة هذا الدين وصدق رسالة الإسلام. يقول تبارك وتعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]. ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
4- ومن علامات محبة النبي – صلى الله عليه وسلم – التأدب معه – صلى الله عليه وسلم – وتعظيمه وتوقيره عند ذكره. فالآن أحمد ما كنا لعهدكم سلوتم وبقينا نحن عشاقا. الحمد لله من علينا بالإسلام وأرسل لنا خير الأنام محمدا عليه أفضل صلاة وأزكى سلام أرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم. قال رسول الله -صلى الله. – الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم من أحب شيئا أكثر من ذكره ودوام الذكر سبب لدوام المحبة وزيادتها ونمائها قال عليه الصلاة والسلام. اتباع النبي صلى الله عليه وسلم نشر سنته والدعوة إليها الإكثار من الصلاة على النبي تمني رؤيته. علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم – للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله.
بحث عن علامات محبة النبي
وهكذا فإذا فهم المرء أن في وُسعه أن يقدِّم محبة نفسه وطاعة هواه على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال أوامره، فإن إيمانه غيرُ كامل، ولا يتم له ذلك إلا بتقديم طاعة الله ورسوله على كل شيء في هذا الوجود؛ فيجب علينا أن نراجع أنفسنا ونحاول أن نسير على درب أسلافنا الصالحين حتى نكون صادقين في محبتنا له صلى الله عليه وسلم. الهوامش:
( [1]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض، (2/24). ( [2]) تفسير ابن كثير، (6/391). ( [3]) شرح المواهب، الزرقاني، (9/120). ( [4]) جلاء الأفهام، ابن القيم، ص(448). ( [5]) رواه مسلم، باب فضل النظر إليه r ، (2364). ( [6]) رواه مسلم، باب فضائل علي بن أبي طالب t ، (2408). ( [7]) والمعنى: أن المرء لو خُيِّرَ بين فقد غرض أو شيء هام من أغراض الدنيا، وفقد رؤيةِ النبي r لو كانت ممكنة؛ فإن ذلك يكون أشد عليه تمنيًا لرؤيةِ النبيِّ r شوقًا إليه. ( [8]) انظر: فتح الباري، ابن حجر، (1/58)، وعمدة القاري، أبو محمد بدر الدين العيني، (1/144). ( [9]) مختصر تفسير ابن كثير، (1/411).
علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛..
1- طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه:
الطاعة والاتباع دليل المحبة وشاهدٌ عليها، وهو شرط صحة المحبة، وبدونهما تصير المحبة دعوى، يقول القاضي عياض - رحمه الله -: (اعلم أن من أحبَ شيئًا آثرَه وآثرَ موافقته، وإلا لم يكنْ صادقًا في حبِّه وكان مدعيًا، فالصادقُ في حبِّ النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامةُ ذلك عليه) ( [1]).
علامات محبه النبي محمد
قال الشيخ أبواليزيد سلامة، باحث في مشيخة الأزهر الشريف، إنّ قيام الليل في شهر رمضان الكريم وصيام النهار، له أثر كبير على نقاء وسلامة القلب، فلذة الحياة دائمًا تنبع من القلب السليم. سلامة: في الجنة يُنزع الغل من قلوب المؤمنين
وأضاف سلامة، خلال استضافته في برنامج «صباح الخير يا مصر»، والمذاع على الفضائية المصرية الأولى، أنّه ومع دخول المسلمين الجنات بعد يوم القيامة، فمن علامات الشعور باللذة فيها هو نزع الغل من قلوب المؤمنين، للتمتع بالنعيم، والقدر الكافي من التسامح والمغفرة. وتابع الباحث في مشيخة الأزهر أنّ الإنسان الذي يقتدي بأوامر النبي الكريم، شخص يتمتع بسلامة الصدر، مستدلًا على ذلك بتصرف الرسول مع «عبدالله بن أُبي»، وكيف سامحه النبي، بعد طلب من ابنه، ومنحه رداءه ليكفنه. سلامة: الطهارة القلبية خلق وقيمة مارسها الرسول
وأكد أنّ الطهارة القلبية خلق وقيمة مارسها الرسول في جميع جوانب حياته، فطهارة القلب دائمًا تتحقق في عدد من الخطوات؛ أولاها ذكر الله مع استحضار القلب، وثانيها هو قراءة القرآن، لافتًا إلى أنّ النبي محمدًا، صلى الله عليه وسلم، كان ينادي على سيدنا بلال مع كل أذان، ويقول له: «قم فأرحنا بالصلاة»، مشددًا على أنّ الصلاة ليست مجرد فرض نلقيه من أكتافنا، فالصلاة محبة وراحة ووقت نشكو فيه همومنا وأوجاعنا ونبوح بأسرارنا التي لا يمكن أن نشكو بها لأحد.
شاهد أيضًا: ما معنى المخبتين في سورة الحج
ما معنى كلمة دمن
في اللغة العربية تعرف كلمة دمنة بمعنى الطلل أو ما تبقى من آثار وبقايا الديار والسكان بعد رحيلهم ويقال أيضًا أنها تعني المزيلة ويستخدم لفظ خضراء الدمن للإشارة إلى الفتاة الجميلة ولكن باطنها غير جيد فكلمة خضراء تشير إلى جمالها ونضارتها وحيويتها بينما كلمة الدمن تشير إلى باطنها وجوهرها ومنبتها السيئ الذي لابد سيترك أثرًا في نفسها وشخصيتها. لماذا حذر النبي من خضراء الدمن
يتساءل الكثيرون حول أصل الحديث المنسوب للنبي محمد عليه السلام في تحذيره للمسلمين من الاقتراب من خضراء الدمن وهي الفتاة أو السيدة الجميلة التي تمتلك مظهرًا حسنًا ولكن تربيتها ومنبتها وأصلها فاسد، والغاية من ذلك هو أن العرق دساس والمرأة إن لم تكن صالحة فالأسرة بأكملها ستفسد والبيت سيفشل والأولاد سيتأثرون بأمهم وسيكونون مثلها في المنبت والمربى. شاهد أيضًا: ما معنى مليم في القران
صفات الزوجة الصالحة في الإسلام
أكد الإسلام على دور المرأة في تكوين الأسرة وتربية أولادها تربية صالحة على حب الله ورسوله إطاعة أوامرهما وتعليم الدين الإسلامي، وفيما أهم الخصال التي يجب أن تتمتع بها الزوجة الصالحة كما أوصى بها الدين الإسلامي:
يجب أن تكون ذات سمعة طيبة وأخلاق حميدة.