بعد أن بدأ حياته في دمشق سافر ابن النفيس إلى مصر وعمل طبيبا في المستشفى الناصري وهي مستشفى قام السلطان قلاوون ببنائها، ومن الممكن أن نقول أن ابن النفيس هو عميد المستشفى الناصري، بالإضافة إلى أنه كان مقربا من البلاط الحاكم حيث كان هو الطبيب الخاص للسلطان المملوكي الظاهر بيبرس. جدير بالذكر أن ابن النفيس قد عاش في فترة زمنية مهمة للغاية في التاريخ الإسلامي حيث أنه عاصر احتلال التتار لبغداد وقد كان شاهدا على مدى الدمار الذي ألحقوه بالحضارة الإسلامية وخاصة بعد تدميرهم لكل المكتبات في العراق وخاصة في بغداد، وقد كان الغزو التتاري من أهم العوامل التي أدت إلى ضياع الكثير من مؤلفات ابن النفيس بعد حرق المكتبات. عاش ابن النفيس حتى وصل إلى عمر الثمانين وقد توفي في مصر ، وقد كان له أموال كثيرة جعل منها وقفا للمستشفى المنصوري وهو المستشفى الذي عمل فيه بعد المستشفى الناصري. بعض الفضائل المعروفة عن ابن النفيس ذكر التاريخ الكثير من فضائل ابن النفيس والكثير من مواقفه، وفيما يلي سوف نذكر بعض منها: من الممكن أن نقول أن ابن النفيس يعتبر من العلماء المجددين، حيث أنه دعا في كثير من الأوقات إلى وجوب أن يتم التحرر من كل الأفكار الخاطئة التي كان العلماء لا يحاولون الاقتراب منها أو انتقادها.
- ما أهم مؤلفات ابن النفيس - أجيب
ما أهم مؤلفات ابن النفيس - أجيب
إلى جانب ذلك فقد تمكن ابن النفيس من اكتشاف أن عضلات القلب تتغذّى بشكل رئيسي من الأوعية الموجودة داخلها، وليس من الدم الموجود في جوفها، حيث توصل إلى هذه القاعدة من خلال دراساته وأبحاثه التي جاب العالم حتى تمكن من الوصول إليها. كتاب الشامل في الصناعة الطبية: يُعدّ هذا الكتاب بمثابة موسوعةً طبيةً علميةً ضخمةً حققت نجاحاً واضحاً وكبيراً، حيث تناول هذا الكتاب الجهود والأعمال التي بذلها العديد من الأطباء والصيادلة المُسلمين في سبيل رقي وتقدّم علم الطب والدواء. كتاب شرح فصول أبقراط: لم يتم ذكر الكثير عن هذا الكتاب، إلا أنّه كان له دور واضح في ازدهار ابن النفيس وشهرته، تمت طباعة هذا الكتاب لأول مرة في بيروت وذلك في عام"1407″ للهجرة. كتاب المُهذب في الكُحل المُجرب: يُعتبر هذا الكتاب واحداً من أهم الكتب التي قدمها ابن النفيس، حيث تناول في بعض موضوعاته الحديث عن الأخلاق والعادات الجيدة التي تُرافق الإنسان منذ ولادته، تم نشر هذا الكتاب في عام"1407″ للهجرة في مدينة الرباط بشكلٍ خاص. كتاب المُختصر في أصول علم الحديث: تناول هذا الكتاب مواضيعاً مُختلفة تتعلق بعلم الحديث ومفاهيمه ومُصطلحاته، نُشر هذا الكتاب في عام"1412″ للهجرة لأول مرة في مدينة القاهرة.
ويعد علاء الدين واحدا من أعظم الأطباء الذين ظهروا على امتداد تاريخ الطب العربي الإسلامي، مثل أبي بكر الرازي، وابن سينا، والزهراوي. وهو صاحب كتاب "الشامل في الصناعة الطبية"، وهو أضخم موسوعة طبية يكتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني. حياة ابن النفيس
في قرية "قَرْش" بالقرب من دمشق ولد "علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي" سنة (607هـ = 1210م) وبدأ تعليمه مثل غيره من المتعلمين؛ فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة. وقرأ شيئًا من النحو واللغة والفقه والحديث، قبل أن ينصرف إلى دراسة الطب التي اتجه إليها سنة (629هـ = 1231م) وهو في الثانية والعشرين من عمره بعد أزمة صحية ألمّت به. ويقول هو عنها: "قد عرض لنا حميات مختلفة، وكانت سنّنا في ذلك الزمان قريبة من اثنتين وعشرين سنة. ومن حين عوفينا من تلك المرضة حَمَلنا سوء ظننا بأولئك الأطباء (الذين عالجوه) على الاشتغال ب صناعة الطب لننفع بها الناس". وتذكر المصادر التاريخية أنه تعلم قبل ذلك التاريخ على "المهذب الدّخوار" أحد كبار الأطباء في التاريخ الإسلامي، ودرس عليه الطب، وكان رئيسا للأطباء في عصره ويعمل في البيمارستان النوري بدمشق، وتوفي سنة (628هـ = 1230م).