والقراءة التي لا أختار غيرَها في ذلك التخفيف، لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب، وقد أنكر التشديد جماعةٌ من أهل المعرفة بكلام العرب؛ أن يكون معروفًا من كلام العرب، غير أن الفرّاء كان يقول: لا نعرف جهة التثقيل في ذلك، ونرى أنها لغةٌ في هذيلٍ، يجعلون " إلا " مع " إن المخففة ": لَمَّا، ولا يجاوزون ذلك، كأنه قال: ما كلّ نفس إلا عليها حافظ، فإن كان صحيحًا ما ذكر الفرّاء من أنها لغة هُذَيلٍ، فالقراءة بها جائزةٌ صحيحةٌ، وإن كان الاختيار أيضًا - إذا صحّ ذلك عندنا - القراءة الأخرى وهي التخفيف؛ لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، ولا ينبغي أن يُترك الأعرف إلى الأنكر. وقد حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا أبو عبيد، قال: ثنا معاذ، عن ابن عون، قال: قرأت عند ابن سيرين: ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) فأنكره، وقال: سبحان الله، سبحان الله. فتأويل الكلام إذن: إن كلّ نفس لعليها حافظ من ربها، يحفظ عملها، ويُحصي عليها ما تكسب من خير أو شرّ. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الطارق - الآية 4. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ) قال: كلّ نفس عليها حفظة من الملائكة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الطارق - الآية 4
(وَالسَّماءِ) جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم (ذاتِ) صفة السماء (الرَّجْعِ) مضاف إليه.. إعراب الآية (12): {وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12)}. الجملة معطوفة على ما قبلها والإعراب واحد.. إعراب الآية (13): {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)}. (إِنَّهُ) إن واسمها (لَقَوْلٌ) اللام المزحلقة (قول) خبرها (فَصْلٌ) صفة والجملة جواب القسم لا محل لها.. إعراب الآية (14): {وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14)}. (وَما) الواو حرف عطف (ما) نافية حجازية تعمل عمل ليس (هُوَ) اسمها (بِالْهَزْلِ) الباء حرف جر زائد (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما والجملة معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (15): {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15)}. (إِنَّهُمْ) إن واسمها (يَكِيدُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر إن (كَيْداً) مفعول مطلق والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.. إعراب الآية (16): {وَأَكِيدُ كَيْداً (16)}. إعراب سورة الطارق. (وَأَكِيدُ) مضارع فاعله مستتر (كَيْداً) مفعول مطلق والجملة معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (17): {فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)}. (فَمَهِّلِ) الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر (الْكافِرِينَ) مفعول به والجملة جواب شرط لا محل لها (أَمْهِلْهُمْ) أمر ومفعوله والفاعل مستتر (رُوَيْداً) صفة مفعول مطلق محذوف والجملة توكيد لما قبلها.. سورة الأعلى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
إعراب سورة الطارق
الإعراب: (على رجعه) متعلّق ب (قادر)، والضمير فيه يعود على الماء الدافق أو على الإنسان (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (رجعه)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قوّة)، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ناصر) معطوف على قوّة مجرور لفظا مثله. جملة: (إنّه لقادر) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تبلى السرائر) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (ما له من قوّة) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بعث يوم القيامة فما له... الصرف: (9) السرائر: جمع سريرة زنة فعيلة، أي ما يكتم في النفس، والجمع فعائل فيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة، أصله السرائر.. إعراب الآيات (11- 14):
{وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14)}. الإعراب: (والسماء) مثل السابق، (ذات) نعت للسماء مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور، اللام لام القسم عوض من المزحلقة الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ - سطور. جملة: أقسم (بالسماء) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (إنّه لقول) لا محلّ لها جواب القسم.
تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ - سطور
وجملة: (ما هو بالهزل) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (الصدع)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ صدع بمعنى شقّ، أو اسم للشقّ في الأرض حيث يخرج النبات.. وزنه فعل بفتح فسكون. (الهزل)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ هزل بمعنى لم يجدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.. إعراب الآيات (15- 17):
{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)}. الإعراب: (كيدا) مفعول مطلق منصوب في الموضعين الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (رويدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه. جملة: (إنهم يكيدون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يكيدون) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (أكيد) في محلّ نصب حال. وجملة: (مهّل) جواب شرط مقدّر أي إن كادوا لك فمهّلهم.. وجملة: (أمهلهم رويدا) لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للجملة السابقة. الصرف: (رويدا)، قيل هو تصغير ترخيم بحذف الزوائد، وتكبيره إرواد- بكسر الهمزة- وزنه فعيل بضمّ الفاء وفتح العين.. أو هو تصغير رود بضمّ الراء زنة عود أي مهل. وجاء في المختار: تقول: رويدك عمرا أي أمهله وهو تصغير ترخيم من إرواد مصدر أرود يرود- بكسر الواو-. ورويدا يستعمل مصدرا بدلا من اللفظ بفعله فيقال رويد زيد أو رويدا زيدا أي أمهله، ويقع حالا مثل ساروا رويدا أي متمهّلين، كما يقع مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه نعتا له أي ساروا سيرا رويدا.
تفسير سورة الطارق الآية 4 تفسير ابن كثير - القران للجميع
(إِنَّ بَطْشَ) إن واسمها (رَبِّكَ) مضاف إليه (لَشَدِيدٌ) اللام المزحلقة (شديد) خبر إن والجملة مستأنفة.. إعراب الآية (13): {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)}. (إِنَّهُ) إن واسمها (هُوَ) ضمير فصل (يُبْدِئُ) مضارع فاعله مستتر والجملة خبر إن وجملة إنه تعليل (وَيُعِيدُ) معطوف على يبدئ.. إعراب الآية (14): {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)}. (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) مبتدأ وخبران والجملة حال.. إعراب الآية (15): {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)}. (ذُو الْعَرْشِ) ذو خبر ثالث مضاف إلى العرش (الْمَجِيدُ) خبر أيضا.. إعراب الآية (16): {فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16)}. (فَعَّالٌ) خبر أيضا (لِما) متعلقان بما قبلهما (يُرِيدُ) مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.. إعراب الآية (17): {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)}. (هَلْ) حرف استفهام (أَتاكَ) ماض ومفعوله (حَدِيثُ الْجُنُودِ) فاعل مضاف إلى الجنود والجملة مستأنفة.. إعراب الآية (18): {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)}. (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) بدل من الجنود وما بعده معطوف عليه.. إعراب الآية (19): {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)}. (بَلِ) حرف إضراب وانتقال (الَّذِينَ) مبتدأ (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (فِي تَكْذِيبٍ) خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.. إعراب الآية (20): {وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (20)}.
ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين. وقراءة ابن عامر وعاصم وحمزة لما بتشديد الميم ، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وهي لغة هذيل: يقول قائلهم: نشدتك لما قمت. الباقون بالتخفيف ، على أنها زائدة مؤكدة ، كما ذكرنا. ونظير هذه الآية قوله تعالى: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ، على ما تقدم. وقيل: الحافظ هو الله سبحانه فلولا حفظه لها لم تبق. وقيل: الحافظ عليه عقله ، يرشده إلى مصالحه ، ويكفه عن مضاره. قلت: العقل وغيره وسائط ، والحافظ في الحقيقة هو الله جل وعز قال الله - عز وجل -: فالله خير حافظا ، وقال: قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن. وما كان مثله. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه من قرّاء المدينة أبو جعفر، ومن قرّاء الكوفة حمزة ( لَمَّا عَلَيْهَا) بتشديد الميم. وذُكِر عن الحسن أنه قرأ ذلك كذلك. حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا أبو عبيد، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن الحسن أنه كان يقرؤها( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) مشدّدة، ويقول: إلا ليها حافظ، وهكذا كلّ شيءٍ في القرآن بالتثقيل.