فالتبرك الممنوع كله إذاً من أصنام البدع المحدثة المذمومة، إلا أن بدعيته تتفاوت وتختلف باختلاف صوره وكيفيته، فإن منه ما يصل إلى حد الشرك … ومنه ما يكون أدنى من ذلك. والأمثلة على صور التبرك الممنوع المبتدعة كثيرة جداً منها:
شد الرحال إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والصالحين. التبرك بقبور الأنبياء والصالحين، كأداء العبادات عندهم، مثل الصلاة والدعاء والطواف، وكتقبيل القبور والتمسح بها، وحمل شيء من ترابها والعكوف عندها. اذكر امثلة اخرى لكل نوع من انواع العبادة - ملك الجواب. أسباب التبرك الممنوع
1- الجهل بالدين. 2- التشبه بالكفار. 3- تعظيم الآثار.
اذكر امثلة اخرى لكل نوع من انواع العبادة - ملك الجواب
ولقد تبارك به الكثيرين بعد إصابتهم بالعين والحسد فقد كان من يصاب بالعين يرسل لأم سلمة وهي أحد زوجات النبي. قدحًا به ماء فكانت تأخذ بعض شعرات النبي وتغسلهم في القدح ومن ثم يرض القدح إلى المحسود. ليشربه أو ليغتسل به فيصيبه الشفاء بإذن الله من كل شر. ولقد قال العلامة ابن سيرين من قبل، أن أمتلك شعره من شعر الرسول لخير عندي من الدنيا وما بها من كنوز. أحكام التبرك المشروع
لما كان هناك أربعة أنواع من التبرك الظاهرة والواضحة فيجب معرفة أن هناك أنواع التبرك المشروع التي لا حصر لها. فقد بارك الله في الأزمنة والأماكن وبارك في عباده الصالحين، فلما بارك الله عبده ورسوله محمد. بارك ماء زمزم الذي نزل على هاجر وابنها وإسماعيل، وقد بارك الحجر الأسود الذي بمكة. وجعل مكة المكرمة مكانًا مباركًا والحرم الأقصى بيتًا مباركًا، ورمضان شهرًا مباركًا. وليلٍ عشر من ذي الحجة هي أيضًا أيامًا مباركة، أما في أعمال المسلم فجعل الله في الصلاة بركة والصيام بركة والزكاة بركة. لذلك فإن من أحكام التبرك المشروع أن يتبارك العبد بهذه الأشياء من خلال بذل قصارى جهده في العبادة. طامعًا في ثواب مضاعف من المولى عز وجل والإدراك أن كل هذه الأشياء مباركة بأمر من الله ورغبة منه سبحانه.
والمأذون فيه شرعًا في هذا الباب هو: التبرك بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، وقد ثبتت بذلك الروايات الكثيرة أن الصحابة تبركوا بشعره وببصاقه، وسؤره ووَضوئه وعرقه، وما استعمله من آنية أو ملابس؛ لما جعل الله فيه من البركة مما يُستشفى به، ويرجى بسببه الفائدة في الدنيا والآخرة، وهذا النوع من التبرك قد انتهى، حيث مرت سنوات وقرون، فأصبح من المستحيل إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين. مع الاعتقاد في ذلك كله أن واهِب هذا الخير ومعطيه، هو رب السماوات والأرض، وأن هذا لا ينفع إلا المؤمنين بالله المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم. وثمة أمر مهم متعلق بما سبق، فقد يقال: هل يُقاس غيره من الصالحين عليه في التبرك بذاته أو آثاره؟
قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: "التبرك بآثار الصالحين غير جائز، وإنما يجوز ذلك بالنبي- صلى الله عليه وسلم- خاصة لما جعل الله في جسده وما مسه من البركة. وأما غيره فلا يقاس عليه لوجهين:
1- لأن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يفعلوا ذلك مع غير النبي -صلى الله عليه وسلم-. 2- لسد ذريعة الشرك؛ لأن جواز التبرك بآثار الصالحين يفضي إلى الغلو فيهم" ا. هـ. لكن يجوز التبرك بالصالحين بمجالستهم حيث تحصل فيه أنواع من البركة؛ كالانتفاع بعلمهم، والاستماع إلى وعظهم ونصحهم، والانتفاع بدعائهم، وتحصيل فضل مجالس الذكر لمن جالسهم، وإن لم يكن منهم.