وكل هذا يمنع من استجابة الدعاء. كما تقدم في " البقرة " بيانه
- تفسير قوله تعالى : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
- الأعراف الآية ٥٥Al-A'raf:55 | 7:55 - Quran O
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 55
- تفسير قول الله تعالى فادعوا ربكم تضرعا وخفية – المرسال
تفسير قوله تعالى : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا الجريري ، عن أبي نعامة: أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم ، إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: يا بني ، سل الله الجنة ، وعذ به من النار; فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور " وهكذا رواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عفان به. وأخرجه أبو داود ، عن موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نعامة - واسمه: قيس بن عباية الحنفي البصري - وهو إسناد حسن لا بأس به ، والله أعلم.
الأعراف الآية ٥٥Al-A'raf:55 | 7:55 - Quran O
(83) الأثر: 15627 - كان في المخطوطة والمطبوعة: ((... حدثنا يزيد قال ، حدثنا سويد قال ، حدثنا سعيد... )) ، زاد في الإسناد (( قال حدثنا سويد)) ، وهو خطأ محض ، وإنما كرر الكتابة كتب (( يزيد)) ، ثم كتب (( سويد) ، وزاد في الإسناد. وهذا إسناد دائر في التفسير ، آخره رقم: 15598.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 55
(82) 15627 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة) ، إلى قوله: (بالغدو والآصال) ، أمر الله بذكره, ونهى عن الغفلة. أما " بالغدو ": فصلاة الصبح = " والآصال ": بالعشي. (83) ------------------ الهوامش: (72) رد ابن كثير ما ذهب إليه الطبري في تفسير هذه الآية فقال: (( زعم ابن جرير ، وقبله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أن المراد بها أمر السامع للقرآن في حال استماعه للذكر على هذه الصفة. وهذا بعيد ، مناف للإنصات المأمور به. ثم إن المراد بذلك في الصلاة كما تقدم ، أو في الصلاة والخطبة. ومعلوم أن الإنصات إذ ذاك أفضل من الذكر باللسان ، سواء كان سراً أو جهراً. وهذا الذي قالاه ، لم يتابعا عليه. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 55. بل المراد الحض على كثرة الذكر من العباد بالغدو والآصال ، لئلا يكونوا من الغافلين)). تفسير ابن كثير 3: 626 ، 627. وهذا الذي قاله هو الصواب المحض إن شاء الله. (73) انظر تفسير (( التضرع)) فيما سلف 13: 572 تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (74) انظر تفسير (( الخوف)) فيما سلف 9: 123 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك. (75) انظر تفسير (( الجهر)) فيما سلف 2: 80 / 9: 344 ، 358 / 11: 368.
تفسير قول الله تعالى فادعوا ربكم تضرعا وخفية – المرسال
وروى ابن ماجه عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع يديه إليه فيردهما صفرا. أو قال خائبتين. احتج الأولون بما رواه مسلم عن عمارة بن رويبة ورأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين ، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا; وأشار بأصبعه المسبحة. وبما روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن أنس بن مالك حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا عند الاستسقاء فإنه كان يرفعهما حتى يرى بياض إبطيه. والأول أصح طرقا وأثبت من حديث سعيد بن أبي عروبة; فإن سعيدا كان قد تغير عقله في آخر عمره. وقد خالفه شعبة في روايته عن قتادة عن أنس بن مالك فقال فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه. وقد قيل: إنه إذا نزلت بالمسلمين نازلة أن الرفع عند ذلك جميل حسن كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ويوم بدر. تفسير قوله تعالى : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. قلت: والدعاء حسن كيفما تيسر ، وهو المطلوب من الإنسان لإظهار موضع الفقر والحاجة إلى الله عز وجل ، والتذلل له والخضوع. فإن شاء استقبل القبلة ورفع يديه فحسن ، وإن شاء فلا; فقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حسبما ورد في الأحاديث.
الحمد لله. يقول الله تعالى في كتابه المجيد: ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الأعراف/ 55.
فأمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يجتهدوا في دعائه مع إسرارهم وإخفائه وعدم رفع الصوت به ، وفي إخفاء الدعاء أدب وإخلاص بالغان، يقربان من إجابة دعاء الداعي. ومن أسباب إجابة الدعاء: حضور القلب: فحضور قلب الداعي، من الأسباب التي تقرب من إجابة دعائه، وعموم النصوص تدل على ذلك، كقوله تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ الاعراف 56. فإن الدعاء بتضرع وخفية وخوف وطمع يستلزم – ولا بد – حضور قلب الداعي، وهو ظاهر. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ادْعُوا الله وأنتم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أن الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً من قلب غَافِلٍ لاَهٍ» صححه الألباني. ومن أسباب إجابة الدعاء: استحباب تكرير الدعاء والإلحاح فيه: فالإلحاح في الدعاء عين العبودية لله سبحانه وتعالى، وإذا كان الداعي مكررًا وملحًا في دعائه مظهرًا ذله وفاقته وفقره لربه، فإنه يقرب من إجابة الله له، ومن أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له،
ألا فاجتهدوا في الدعاء، فإنه لا يشقى مع الدعاء أحد، وكونوا بالإجابة موقنين، ولا تعتدوا في دعائكم فإنه لا يحب المعتدين ،ونختم حديثنا بما بدأنا به ،قوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الأعراف (55)
الدعاء