وجوب الإخلاص في طلب العلم
عبد العزيز الداخل
ومما ينبغي التذكير به والتأكيد عليه: وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم، وبيان الوعيد الشديد لمن طلب العلم رياء وسمعة، أو لا يتعلّمه إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا، وقد ورد في ذلك أحاديث صحيحة منها:
- ما في صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّر بهم النار يوم القيامة، ومنهم: ((رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَ وعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟
قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ))
نعوذ بالله من غضبه وعقابه. - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ)) يَعْنِي: رِيحَهَا، رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
- حديث طلب العلم
- حديث فضل طلب العلم
- صحة حديث طلب العلم فريضة
- حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم
- كم عدد الأحاديث الصحيحة لرسول الله ؟
حديث طلب العلم
وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه). كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مالك وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل؛ فقال: إني أحب فلاناً فأحبه. قال: فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء. حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم. قال: ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً ، دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه. قال: فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض)). هذا لفظ مسلم. وفي صحيح ابن حبان من حديث محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله تعالى عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)) وقد رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والترمذي وهناد وغيرهم بلفظ مقارب.
حديث فضل طلب العلم
ومتى حصل هذا اليقين للعبد اضمحلت عنه دواعي الرياء والسمعة وتلاشت، وحل محلها عبودية الإحسان العظيمة فيعبد الله كأنه يراه. نسأل الله من فضله. ثم إن من عرف الناس استراح فهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، فضلاً عن أن يملكوا لغيرهم شيئاً من ذلك، بل إنهم لا يملكون الحب والبغض في قلوبهم التي في صدورهم حتى إن منهم من يحب ما يضره ويكره ما ينفعه، وربما أحب من لا يحبه، وأبغض من يحبه، وكم من محب أراد نفعاً فأضر، وكم من عدو أراد ضراً فنفع. معنى طلب العلم فريضة على كل مسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى. فمعرفة حقيقة الناس وما يملكون تقطع عن العبد دواعي التعلق بهم ومراءاتهم، بل يرى أنه من السخف والسفه الاشتغال بهم عن طلب رضى الله عز وجل وتحقيق عبودية الإخلاص له جل وعلا. ولذلك كان من جزاء المؤمن المتقرب إلى الله بما يحب أن يحبه الله تعالى ويضع له القبول والمحبة في قلوب عباده كما قال الله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}
قال ابن عباس: (محبة في الناس في الدنيا). وقال مجاهد: (يحبهم ويحببهم إلى خلقه). وقال قتادة: (ما أقبل عبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه، وزاده من عنده). وقال ابن كثير رحمه الله: (يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل، لمتابعتها الشريعة المحمدية -يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه.
صحة حديث طلب العلم فريضة
وهذا المسند وضعته الأباضية متأخراً، والربيع وشيخه مختلَقان لا وجود لهما؛ كما صرح بذلك جماعة من العلماء والباحثين، مثل الإمام الألباني وشيخنا المحدّث سعد الحميد. • ورُوي محل الشاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن عدي (1/177) من طريق محمد بن كرام، عن أحمد الجويباري، عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا. وقال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل، يرويه الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس. قلت: آفته الجويباري، قال عنه ابن عدي في الموضع السابق: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه، ويسميه أحمد بن عبد الله الشيباني! شرح حديث : من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء . - نبض اماراتي. فالخلاصة أن الحديث موضوع، وللعلامة مرتضى الزبيدي مؤلف بعنوان: العقد الثمين في حديث اطلبوا العلم ولو بالصين، ذكره الكتاني في فهرس الفهارس (1/539). وروى ابن الدبيثي في الذيل (1/232 دار الغرب) لطاهر بن محمود الفقيه:
تقرَّب إلى الرحمن بالفقه في الدين
وعاشرْ عبادَ الله بالرفق واللِّينِ
وكُنْ طالباً للعِلمِ بالجُهدِ دائباً
وإنْ كنتَ ترجو نيلَ ذلك بالصِّينِ
حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم
وما أخلص فيه فهو عمل صالح مقبول. والعبادة الواحدة إذا كانت متصلة وأخلص في بعضها وراءى في بعضها كانت كلها باطلة مردودة. وأصحاب هذه الدرجة أخف من أصحاب الدرجة السابقة؛ لأن أصحاب الدرجة السابقة إنما يعملون لأجل الدنيا، وأما أصحاب الدرجة الثانية فلديهم أصل الإيمان وأصل التقوى لكنهم يعصون الله في بعض أعمالهم بمراءاتهم وطلبهم الدنيا بعمل الآخرة. تنبيه:
ومما ينبغي أن يعلم أن من حيل الشيطان لصد الإنسان عن فعل الطاعة وسوسته إليه في أمر النية حتى يدع فعل الطاعة خوفاً من عدم تحقيق الإخلاص فيها، وهذا باب شر عظيم حُرم بعضُهم بسببه خيراً كثيراً، هذا إذا كان العمل مستحباً؛ أما إن كان واجباً فتركه لهذا التوهّم فهو آثم. وهو في الحالين مذموم إن ترك فعل الطاعة لهذا التوهم؛ فمن ترك صلاة الجماعة خشية الرياء فقد أساء وحُرم خيراً عظيماً، وكذلك من ترك طلب العلم خشية أن يُرى تردده على الدروس العلمية أو يشاهد انتسابه لبعض حلق العلم الإلكترونية وغيرها فقد أساء أيضاً. حديث فضل طلب العلم. والواجب في هذا وذاك أن يجتهد في إخلاص النية لله تعالى، ولا يضره بعد ذلك معرفة الناس بطلبه للعلم وسائر عباداته. وإن عرض له بعد ذلك من وساوس الشيطان ما يجعله يشك في أمر نيته ويتهمها؛ فليبادر بالالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة من نزغ الشيطان الرجيم، وليجاهد نفسه، فيحصل على أجر العبادة وأجر المجاهدة.
ورد في صحيح البخاري. حديث فرض طلب العلم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسم قال:" طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ ، حتى الحيتانِ في البحرِ". حديث صحيح حدثه الألباني، وأخرجه ابن ماجة، وورد في صحيح الجامع. حديث نفع الناس بالعلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من سُئل عن علمٍ فكتمه ألجمه اللهُ بلِجامٍ من نارٍ يومَ القيامةِ". حديث صحيح حدثه الألباني،وأخرجة أبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وأحمد. حديث عن فضل العلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له". حديث: اطلبوا العلم ولو في الصين. حديث صحيح ورد في صحيح مسلم. من أراد الله به خير فقهه في الدين
عن معاوية بن أبي سفيان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ. وَسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ، فمَن أعْطَيْتُهُ عن طِيبِ نَفْسٍ، فيُبارَكُ له فِيهِ، ومَن أعْطَيْتُهُ عن مَسْأَلَةٍ وشَرَهٍ، كانَ كالَّذِي يَأْكُلُ ولا يَشْبَعُ".
عدد الأحاديث الصحيحة
كم تبلغ عدد الأحاديث الصحيحة في السنة النبوية كما رأى العلماء؟
اختلف العلماء في تحديد عدد معين للأحاديث الصحيحة المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الإمام أحمد بن حنبل أن الأحاديث الصحيحة تبلغ ما يقارب السبعمائة ألف حديث ونيِّف ، [١] وذهب الإمام أبو داود السجستاني إلى أنّ الأحاديث النبوية الصحيحة قد بلغت أربعة آلاف وثمانمئة حديثُا ، وهي التي حواها وجمعها في كتابه السنن، [٢] ونُقل عن العالم نجم الدين القمولي، بأنّ الاحاديث النبوية الصحيحة قد بلغت أ ربعة عشر ألف حديثًا. [٣]
كم عدد أحاديث البخاري ومسلم الصحيحة؟
تبلغ عدد الأحاديث النبوية الصحيحة في كتاب صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري سبعة آلاف ومئتان وخمسة وسبعين حديثًا نبويًا ، وبغير المكرر أربعة آلاف حديثًا ، وهذا قول ابن الصلاح، وذهب الإمام ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث صحيح البخاري؛ ألفان وستمائة حديث وحديثان ، وتبلغ عدد الأحاديث الصحيحة في كتاب صحيح الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ، بدون المكرر منها نحو أربعة آلاف حديث نبويّ، وقال محمد فؤاد عبد الباقي أن عدد أحاديث النبوية في صحيح مسلم بلا تكرار تبلغ؛ ثلاثة آلاف وثلاثة وثلاثين حديثًا.
كم عدد الأحاديث الصحيحة لرسول الله ؟
[٣]
وذهب بعضُ المُحدّثين إلى القول بمحدوديّة عددها وبأنّها لا تتجاوز المئة، أو قد تزيد قليلاً، وأمّا ما ذكره المناوي بأنها مئتين واثنين وسبعين حديثاً؛ فذلك لأنّ أكثرها غيرُ صحيح. [٤] وقال علي القاريّ عند شرحه للأربعين النوويّة: إنّ عدد الأحاديث القُدسيّة أكثر من مئة، وذكر في كتابه الأحاديث القُدسيّة والكمالات الأنسيّة أربعين حديثاً قُدسياً، وجاء في كتاب الأحاديث القُدسيّة الذي أصدره المجلس الأعلى أنّها تبلُغ أربعمئة حديث مع المُكرّر، وأمّا مع حذف المُكرّر منها فإنّها تبلُغ مئةً وثمانية وستين حديثاً، وأمّا لجنة القُرآن والحديث فبيّنت أنّها لا تتجاوز في الواقع أربعةً وخمسين حديثاً. [٥]
تعريف الحديث القدسي
يُنسب الحديث القُدسيّ إلى القُدس، وهو: الطّهارة، وتقديس الله -تعالى-؛ أي تنزيهُهُ، ولذلك سُمّيَ الله -تعالى- بِالقُدّوس، ومنه بيت المقدس؛ أي: المكان الذي يُتطهر فيه من الذُّنوب، وسُمّيَ جبريل -عليه السلام- بروح القُدس؛ لأنّه مخلوقٌ من طهارة، وأمّا في اصطلاح المُحدّثين فهو لا يخرُج عن المعاني اللّغويّة، كما أنّ الأحاديث القُدسيّة تُسمّى بالأحاديث الإلهيّة أو الرّبانيّة؛ نسبةً إلى الذات الإلهيّة والرّب.
[٦]
وعرّفه ابن حجر الهيثميّ فقال: هو الحديث الذي يُنقل آحاداً عن النّبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- مع إسناده إلى الله -تعالى-، وعرّفه آخرون بأنّه الحديث الذي يُسنِده النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- إلى الله، وقيل: هو الحديث المُضاف إلى النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- مع إسناده إلى الله -تعالى-، [٦] وقيل: هو الحديث الذي يُضاف إلى الله -تعالى- بالقول والمعنى، ويرويه النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- عن ربه، [٧] فيكون الحديث في بدايته: قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه، أو قال الله -تعالى- فيما يرويه عنه رسول الله -محمد -صلى الله عليه وسلم-. [٨]
الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم
توجد العديد من الفُروقات بين الحديث القُدسيّ والقُرآن الكريم، وهي: [٩] [١٠]
الحديث القُدسيّ لم يتحدّى الله -تعالى- بتلاوته، بخلاف القُرآن الذي وقع به تحدّي الناس أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، وهذا التحدّي قائمٌ إلى قيام الساعة. الحديث القُدسيّ يُنسب إلى الله -تعالى- نسبة إنشاء، فيُقال: قال الله أو يقول الله -تعالى-، وقد يُروى مُضافاً إلى النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-؛ فتكون نسبةُ إخبار؛ لأنّ النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- هو المُخبر به عن ربه، بخلاف القُرآن الكريم الذي لا يُنسب إلّا إلى الله -تعالى-.