وقدم عليه للاهتمام ، وللرعي على الفاصلة. والتقدير: كان مسؤولاً عنه ، كما تقول: كان مسؤولاً زيد. ولا ضير في تقديم المجرور الذي هو في رتبة نائب الفاعل وإن كان تقديم نائب الفاعل ممنوعاً لتوسع العرب في الظروف والمجرورات ، ولأن تقديم نائب الفاعل الصريح يصيّره مبتدأ ولا يصلح أن يكون المجرور مبتدأ فاندفع مانع التقديم. والمعنى: كلّ السمع والبصر والفؤاد كان مسؤولاً عن نفسه ، ومحقوقاً بأن يبين مستند صاحبه من حسه. والسؤال: كناية عن المؤاخذة بالتقصير وتجاوز الحق ، كقول كعب:... وقيلَ إنك منسوب ومَسؤول أي مؤاخذ بما اقترفت من هجو النبي والمسلمين. وهو في الآية كناية بمرتبة أخرى عن مؤاخذة صاحب السمع والبصر والفؤاد بكذبه على حواسه. وليس هو بمجاز عقلي لمنافاة اعتباره هنا تأكيدَ الإسناد ب ( إن) وب ( كل) وملاحظة اسم الإشارة و ( كان). تفسير: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا). وهذ المعنى كقوله: { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} [ النّور: 24] أي يسأل السمع: هل سمعت؟ فيقول: لم أسمع ، فيؤاخذ صاحبه بأن أسند إليه ما لم يبلِّغه إياه وهكذا. والاسم الإشارة بقوله: أولئك} يعود إلى السمع والبصر والفؤاد وهو من استعمال اسم الإشارة الغالب استعماله للعامل في غير العاقل تنزيلاً لتلك الحواس منزلة العقلاء لأنها جديرة بذلك إذ هي طريق العقل والعقل نفسه.
- القران الكريم |وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
- تفسير: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
- ملخص كتاب المغني لابن قدامة
- تحميل كتاب المغني لأبن قدامه pdf
- كتاب المغني لابن قدامة pdf
- كتاب المغني لأبن قدامه pdf
القران الكريم |وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
أما الأذن: فاحفظها من أن تصغي بها إلى البدعة أو الغيبة أو الفحش أو الخوض في الباطل أو ذكر مساوئ الناس فإنما خلقت لك لتسمع بها كلام الله - تعالى - وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحكمة أوليائه وتتوصل باستفادة العلم بها إلى النعيم الدائم في جوار رب العالمين فإذا أصغيت بها إلى شيء من المكاره صار ما كان لك عليك وانقلب ما كان سبب فوزك سبب هلاكك فهذه غاية الخسران ولا تظنن أن الأثم يختص به القائل دون المستمع ففي الخبر أن المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين. أما اللسان: فإنما خلق لك لتكثر به ذكر الله - تعالى - وتلاوة كتابه وترشد به خلق الله - تعالى - إلى طريقه وتظهر به ما في ضميرك من حاجات ديناك ودنياك فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) وفي الخبر: (أن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها أصحابه فيهوي بها في قعر جهنم سبعين خريفاً) فاحفظ لسانك من ثمانية:
الكذب – الخلف في الموعد – حفظ اللسان من الغيبة – المراء والجدال ومناقشة الناس في الكلام – تزكية النفس – اللعن – الدعاء على الخلق – المزاح والسخرية والاستهزاء بالناس. وأما البطن: فاحفظه من تناول الحرام والشبهة واحرص على طلب الحلال فإذا وجدته فاحرص على أن تقتصر منه على ما دون الشبع فإن الشبع يقسي القلب ويفسد الذهن ويبطل الحفظ ويثقل الأعضاء عن العبادة والعلم ويقوي الشهوات وينصر جنود الشيطان والشبع من الحلال مبدأ كل شر فكيف من الحرام.
تفسير: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
على أن استعمال ( أولئك) لغير العقلاء استعمال مشهور قيل هو استعمال حقيقي أو لأن هذا المجاز غلب حتى ساوى الحقيقة ، قال تعالى: { ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض} [ الإسراء: 102] وقال:... ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام... وفيه تجريد الإسناد مسؤولا} إلى تلك الأشياء بأن المقصود سؤال أصحابها ، وهو من نكت بلاغة القرآن.
غير أنّ الآية تزيد عليها بعد الفؤاد من الشهداء على الإنسان ، وهو الذي به يشعر الإنسان ما يشعر ، ويدرك ما يدرك ، وهو من أعجب ما يستفاد من آيات الحشر ، أن يوقف الله النفس الإنسانية ، فيسألها عمّا أدركت ، فتشهد على الإنسان نفسه. وقد تبيّن: أنّ الآية تنهى عن الإقدام على أمر مع الجهل به ، سواء كان اعتقاداً مع الجهل ، أو عملاً مع الجهل بجوازه ووجه الصواب فيه ، أو ترتيب أثر لأمر مع الجهل به ، وذيلها يعلّل ذلك بسؤاله تعالى السمع والبصر والفؤاد ، ولا ضير في كون العلّة أعم ممّا علتها ، فإنّ الأعضاء مسؤولة حتّى عما إذا أقدم الإنسان مع العلم بعدم جواز الإقدام ، قال تعالى: {لْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65]. قال في المجمع في معنى قوله: ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ): معناه لا تقل: سمعت ولم تسمع ، ولا رأيت ولم تر ، ولا علمت ولم تعلم ، عن ابن عباس وقتادة ، وقيل: معناه لا تقل في قفا غيرك كلاماً ، أي إذا مرّ بك فلا تغتبه عن الحسن ، وقيل: هو شهادة الزور ، عن محمّد بن الحنفية. القران الكريم |وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا. والأصل أنّه عام في كُلّ قول أو فعل أو عزم يكون على غير علم ، فكأنّه سبحانه قال: لا تقل إلاّ ما تعلم أنّه يجوز أن يقال ، ولا تفعل إلاّ ما تعلم أنّه يجوز أن يفعل ، ولا تعتقد إلاّ ما تعلم أنّه ممّا يجوز أن يعتقد انتهى » (1).
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: ولدت سنة أربع وستين ومائة. وقال عبد الله: ومات في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وله سبع وسبعون سنة. حملت به أمه بمرو ، وولدته ببغداد ، ونشأ بها ، وسافر في طلب العلم أسفارا كثيرة ، ثم رجع إلى بغداد ، وتوفي بها ، بعد أن ساد أهل عصره ، ونصر الله به دينه. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ليس في شرق ولا غرب مثل أحمد بن حنبل ، ما رأيت رجلا أعلم بالسنة منه. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، رحمة الله ورضوانه عليه: أحمد بن حنبل إمام في ثمان خصال; إمام في الحديث ، إمام في الفقه ، إمام في القرآن ، إمام في اللغة ، إمام في الفقر ، إمام في الزهد ، إمام في الورع ، إمام في السنة. ملخص كتاب المغني لابن قدامة. وقال عبد الرحمن بن مهدي فيه ، وهو صغير: لقد كاد هذا الغلام أن يكون إماما في بطن أمه. وقال أبو عمير بن النحاس الرملي ، وذكر أحمد بن حنبل: رحمه الله ، ما كان أصبره ، وبالماضين ما كان أشبهه ، وبالصالحين ما كان ألحقه ، عرضت له الدنيا فأباها ، والبدع فنفاها ، واختصه الله سبحانه بنصر دينه ، والقيام بحفظ سنته ، ورضيه لإقامة حجته ، ونصر كلامه حين عجز عنه الناس. قيل لبشر بن الحارث ، حين ضرب أحمد: يا أبا نصر ، لو أنك خرجت فقلت: إني على قول أحمد بن حنبل ؟ فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء ؟ إن أحمد بن حنبل قد قام مقام الأنبياء.
ملخص كتاب المغني لابن قدامة
وكان إمامنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، رضي الله عنه ، من أوفاهم فضيلة ، وأقربهم إلى الله وسيلة ، وأتبعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم به ، وأزهدهم في الدنيا وأطوعهم لربه ، فلذلك وقع اختيارنا على مذهبه. وقد أحببت أن أشرح مذهبه واختياره ، ليعلم ذلك من اقتفى آثاره ، وأبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه ، وأذكر لكل إمام ما ذهب إليه ، تبركا بهم ، وتعريفا لمذاهبهم ، وأشير إلى دليل بعض أقوالهم على سبيل الاختصار ، والاقتصار من ذلك على المختار ، وأغزو ما أمكنني غزوه من الأخبار ، إلى كتب الأئمة من علماء الآثار ، لتحصل الثقة بمدلولها ، والتمييز بين صحيحها ومعلولها ، فيعتمد على معروفها ، ويعرض عن مجهولها. ثم رتبت ذلك على شرح مختصر أبي القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي ، رحمه الله ، لكونه كتابا مباركا نافعا ، ومختصرا موجزا جامعا ، ومؤلفه إمام كبير ، صالح ذو دين ، أخو ورع ، جمع العلم والعمل ، فنتبرك بكتابه ، ونجعل الشرح مرتبا على مسائله وأبوابه ، ونبدأ في كل مسألة بشرحها وتبيينها ، وما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها ، ثم نتبع ما يشابهها مما ليس بمذكور في الكتاب ، فتحصل المسائل كتراجم الأبواب.
تحميل كتاب المغني لأبن قدامه Pdf
وبالله أعتصم وأستعين فيما أقصده ، وأتوكل عليه فيما أعتمده ، وإياه أسأل أن يوفقنا ويجعل سعينا مقربا إليه ، ومزلفا لديه ، برحمته. فنقول ، وبالله التوفيق. ( قال أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي ، رحمة الله عليه): قال القاضي الإمام أبو يعلى ، رحمه الله: كان الخرقي علامة ، بارعا في مذهب أبي عبد الله ، وكان ذا دين ، وأخا ورع. وقال القاضي أبو الحسين: كانت له المصنفات الكثيرة في المذهب ، ولم ينشر منها إلا " المختصر " في الفقه; لأنه خرج من مدينة السلام لما ظهر سب الصحابة بها ، وأودع كتبه في درب سليمان ، فاحترقت الدار والكتب فيها. قرأ العلم على من قرأه على أبي بكر المروذي ، وحرب الكرماني ، وصالح وعبد الله ابني أحمد. وروى عن أبيه أبي علي الحسين بن عبد الله ، وكان أبو علي فقيها صحب أصحاب أحمد ، وأكثر صحبته لأبي بكر المروذي. إسلام ويب - المغني - المغني- الجزء رقم1. وقرأ على أبي القاسم الخرقي جماعة من شيوخ المذهب; منهم أبو عبد الله بن بطة ، وأبو الحسن التميمي ، وأبو الحسين بن سمعون. وقال أبو عبد الله بن بطة: توفي أبو القاسم الخرقي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، ودفن بدمشق ، وزرت قبره. وسمعت من يذكر أن سبب موته أنه أنكر منكرا بدمشق ، فضرب ، فكان موته بذلك قال ، رحمه الله: ( اختصرت هذا الكتاب).
كتاب المغني لابن قدامة Pdf
قال أبو شامة عن الإمام ابن قدامة: كان إماماً عَلَماً في كلٍّ من العلم والعمل. المصدر:
كتاب المغني لأبن قدامه Pdf
الشرح المغنى المعروف بالسديدى فى شرح المؤجز لابن النفيس (كتاب) يتناول هذا الكتاب الطب وصحة الانسان والبدن بشكل عام ونوع الاغذية كذلك أمراض كل عضو واسبابها وكرق العلاج
ومن باب المناسبة أذكر أن صحف التفسير من البحوث التي لم تطرح حتى الآن، فياحبذا لو تولاَّها أصحاب هذا الشأن. ٦ ـ أنه مما يتبع هذه المسألة أنه قد اشتهر بعض هؤلاء الأعلام في التفسير إما رواية وإما دراية، ويجب أن لا ينجرَّ الحكم عليه في مجال الرواية إلى مجال الدراية، بل التفريق بين الحالين هو الصواب، فتضعيف مفسر من جهة الرواية لا يعني تضعيفه من جهة الرأي والدراية، لذا يبقى لهم حكم المفسرين المعتبرين، ويحاكم قولهم من جهة المعنى، فإن كان فيه خطأ رُدَّ، وإن كان صوابًا قُبِلَ. (١) ينظر في رجال إسناد تفسير العوفي: تفسير الإمام الطبري، تحقيق: محمود شاكر (١: ٢٦٣).
وصلى الله على خاتم الأنبياء ، وسيد الأصفياء ، وإمام العلماء ، وأكرم من مشى تحت أديم السماء ، محمد نبي الرحمة ، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة ، والكاشف برسالته جلابيب الغمة ، وخير نبي بعث إلى خير أمة ، أرسله الله بشيرا ونذيرا ، { وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.