فهنالك ما يسمى بصيام التطوع ويكون في عديد المناسبات. كصيام ستة أيام من شوال إذ ورد عن أبى أيوب الأنصاري: أن النبي قال: " من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر". كما لا ننسى صيام يوم تسعة من ذي الحجة إذ قال أبى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية " (رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي). وتبقى الأمثلة عديدة ومن أهمها أيضا صيام يوم الاثنين والخميس إذ أشار أبي هريرة أن النبي كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فقيل له: لماذا؟ فقال: " إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم، أو لكل مؤمن، إلا المهاجرين فيقولون: أخرهما " (رواه أحمد). لماذا نصوم شهر رمضان. لكن يبقى السؤال: ما هو السبب الرئيسي للصوم؟ لماذا نصوم ؟ أول الأسباب وأهمها إذا إن للصوم أجر عظيم عند الله حيث أن كل أعمال الإنسان تضاعف فالحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف حيث يترك المسلم شهوته وطعامه وشرابه من أجل الله سبحانه وتعالى. ناهيك عن الراحة النفسية، العقلية والروحية التي نجنيها من الصوم إذ للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. والصيام أداة سلم أيضا فعند الصيام لا يرفث ولا يصخب المسلم فإن سابه أحدهم أو قاتله أو عاداه، فشرع له القول: الله إني صائم.
لماذا نصوم رمضان! - الأهرام اليومي
فوائد الصيام في الإسلام
الوقاية من المعاصي
إن الصيام يقي الإنسان من الوقوع في الآثام، والمعاصي، والشهوات، ووقاية له من عذاب النار في الآخرة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا" (صحيح البخاري). كفارة للذنوب والخطايا
إن الصوم يكفر الذنوب والخطايا، فعن حذيفة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْىُ عَنِ المُنْكَرِ" (البخاري) ، وما يقصد هنا أن الصيام يكفّر الذنوب الناتجة عن تقصير المسلم في حق أهله، أو أولاده، أو جيرانه، أو خطايا الإنسان الناتجة بسبب انشغاله بأهله، وأولاده، عن العمل الصالح، وطاعة الله.
وإنما سمي رمضان رمضان لأنه يرمض الذنوب، أي ـ يحرقها بالأعمال الصالحة ـ، والمراد بإنزال القرآن في شهر رمضان ابتداء إنزاله فيه، وكان ذلك في ليلة القدر بدليل قوله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر». المريض والمسافر * من المسموح له بالفطر في رمضان؟ ـ أباح الله سبحانه وتعالى الفطر في رمضان بسبب المرض أو السفر، لأن كلاً منهما فيه مظنة المشقة والحرج، والحكم الشرعي يوجد حيث توجد مظنته، وينتفي حيث تنتفي، وعلى المسلم أن يقدر حال نفسه، فإذا أيقن أو غلب على ظنه أن مرضه أو سفره ليس فيه مع الصوم مشقة أو عُسر، صام، عملاً بقوله تعالى: «وان تصوموا خير لكم»، وإذا أيقن، أو غلب على ظنه أن مرضه أو سفره يجعل الصوم شاقًا عليه أفطر، عملاً بقوله تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، فالمسألة ترجع إلى ضمير الفرد ودينه واستفتاء قلبه. والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام في السفر وأفطر، وخير أصحابه بين الصوم والفطر، فقد جاء في الصحيحين عن أبي الدرداء قال: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، في يوم حار، حتى ليضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم ومن عبدالله بن رواحة، ويقول سبحانه في الذين يحق لهم الإفطار أيضا في رمضان: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكن» معني «يطيقونه» يقدرون عليه ويتحملونه بمشقة واضحة وتعب شديد.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
معنى دعاء: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"
نص الدعاء
من الأدعية المأثورة الواردة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يطلب فيها العبد الاستعانة والاستغاثة بالله -تعالى-: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا كربه أمر قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ) ، [١] ومنه صيغة أخرى في دعاء المكروب: (اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو، فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلِحْ لي شأني كلَّه، لا إلهَ إلَّا أنتَ). [٢]
النص التحليلي
من الأدعية التي يستحب أن يدعو بها العبد صباحاً ومساءً، وبعد كل صلاة، وطلب المؤمن من الله -تعالى- ودعاؤه بأسمائه، التي لها الآثار العظيمة في الدنيا والآخرة، وقد علّمنا رسولنا الكريم، دعاء يلجأ إليه العبد عند وقوعه بالشدائد، فيشعر أنه بحاجة إلى ربه وافتقاره له، ويدفع الكرب عنه، وهو كما يأتي: [٣]
يا حيُّ يا قيُّوم
الله -عز وجل- وصف نفسه باسمين عظيمين الحيُّ والقيُّوم يلجأ إليهما المؤمن عند وقوعه في كرب وشدّة، والحيُّ، أن حياة الله كاملة لا يسبقها عدم ولا يلحقها زوال، والقيُّوم أنه -سبحانه- غنيٌّ كل الغنى عن كل الخلق، قائم بنفسه وقائم بغيره، وأن كل مخلوق يفتقر له.
يا حي يا قيوم برحمتك
الرئيسية المقالات كيف نرتقي في منازل السائرين إلى الله - خالد الحسينان يا حي يا قيوم " يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين " رواه الحاكم لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يستفتح يومه بهذا الدعاء ، لأن المسلم ليس له غنى عن الله ورعايته، وكفايته، وحفظه، و تسديده ،و معونته في كل شيء، طرفة عين ، ولاأقل من ذلك. و تأمل قوله " أصلح لي شأني كله.. " فكلمة كل من ألفاظ العموم فتستشعر وأنت تقول هذا الدعاء: 1- أن يُصلِح لك شأنك معه سبحانه وتعالى" بالاستقامة على الأوامر واجتناب النواهي... ". 2- أن يصلح لك شأنك مع نفسك الأمارة بالسوء " بتزكيتها و تهذيبها ". 3- أن يصلح لك شأنك مع الناس ووالديك وزوجتك وأولادك وخدمك وأرحامك وجيرانك وأصدقائك والناس أجمعين بأن تؤدي الحقوق وتجتنب العقوق. · وهكذا في شؤونك كلها و أحوالك وسرك وعلانيتك وفي أوقاتك و في الأزمات والشدائد وتقلب الأمور... وغير ذلك مما يطول ذكره. · فحريٌ بالمسلم أن يكرر هذا الدعاء في كل وقت وفي كل أمر وفي كل حال ، فهو حلٌ لكل المشكلات التي تواجه المسلم في حياته اليومية سواء كانت مشكلات اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية أو غير ذلك... - ولكن ينبغي أن يستشعر الصدق واليقين والتوكل على الله في دعائه كله ، لأن ربه لن يخذله إذا وضع كل ثقته فيه ، فهو سبحانه الذي لايعجزه شيءفي الأرض ولافي السماء وهو السميع العليم منزه عن خذلان من آوى إليه والتجأ صادقا له سبحانه.
[٤] وأيضاً فيها أن الحيُّ هو كمال الأوصاف، الحيُّ الذي لا يموت، منذ الأزل إلى الأبد، والقيُّوم كمال الأفعال، ومأخوذ من القيام، أنه -جل وعلا- قائم بأمرالخلق برزقه، ورعايته وتدبيره، قال -تعالى-: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) ، [٥] وقوله -سبحانه-: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الحي الْقَيُّومُ). [٦] [٧] وأنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ، فقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-: (لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ، وإذا سئلَ بِهِ أعطى). [٨]
برحمتك أستغيث
التوسّل إلى الله -عز وجل- حقّ التوسل لطلب الإعانة والاستغاثة برحمته، التي وسعت كل شيء، واللجوء إليه عند الكروب، وإزالة الشدة، وهو نوع من التوسل بصفات الله -تعالى- وليس من دعاء الصفة، وهو مشروع، وموافق لقوله -سبحانه-: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). [٩] [١٠]
أصلح لي شأني كله
طلب العبد من الله -عز وجل- أن يصلح شأنه وجميع أحواله، فلا يلحقه فساد، وإن حصل فيكون استصلاحه سريعاً، ويذهب الهم، والكرب ويهدأ باله، سواء كانت الأحوال الدينية، والدنيوية، أوالآخروية، وهذا فيه من الفوائد العظيمة للعبد، وصلاح سريرته وقلبه، وإصلاح جميع أموره.