فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا
تفريع على قوله ( يوفون بالنذر) إلى ( قمطريرا). وفي هذا التفريع تلوين للحديث عن جزاء الأبرار وأهل الشكور ، وهذا برزخ للتخلص إلى عود الكلام على حسن جزائهم أن الله وقاهم شر ذلك اليوم وهو [ ص: 388] الشر المستطير المذكور آنفا ، وقاهم إياه جزاء على خوفهم إياه وأنه لقاهم نضرة وسرورا جزاء على ما فعلوا من خير. وأدمج في ذلك قوله ( بما صبروا) الجامع لأحوال التقوى والعمل الصالح كله لأن جميعه لا يخلو عن تحمل النفس لترك محبوب أو فعل ما فيه كلفة ، ومن ذلك إطعام الطعام على حبه. ولقاهم معناه: جعلهم يلقون نضرة وسرورا ، أي جعل لهم نضرة وهي حسن البشرة ، وذلك يحصل من فرح النفس ورفاهية العيش قال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة) فمثل إلقاء النضرة على وجوههم بزج أحد إلى لقاء أحد على طريقة التمثيل. وضمير الغائبة و ( نضرة) مفعولا ( لقى) من باب كسا. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الإنسان - قوله تعالى فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا - الجزء رقم31. وبين ( وقاهم) و ( لقاهم) الجناس المحرف. وجملة ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) ، عطف على جملة " فوقاهم " وجملة " ولقاهم " لتماثل الجمل الثلاث في الفعلية والمضي وهما محسنان من محسنات الوصل.
- فوقاهم الله شر ذلك اليوم ......للشيخ احمد برج 01067033973 - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الانسان - الآية 11
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الإنسان - قوله تعالى فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا - الجزء رقم31
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ......للشيخ احمد برج 01067033973 - Youtube
[الإنسان: 11] فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا
الجلالين
الطبري
ابن كثير
القرطبي
البيضاوي
البغوي
فتح القدير
السيوطي
En1
En2
11 - (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم) أعطاهم (نضرة) حسنا وإضاءة في وجوههم (وسرورا)
وقوله: " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا " يقول جل ثناؤه: فدفع الهل عنهم ما كانوا في الدنيا يحذرون من شر اليوم العبوس القمطرير بما كانوا في الدنيا يعملون مما يرضى عنهم ربهم ، لقاهم نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب ، قال: ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله " ولقاهم نضرة وسرورا " قال: نضرة في الوجوه ، سروراً في القلوب. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله " ولقاهم نضرة وسرورا " نضرة في وجوهم وسروراً في قلوبهم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الانسان - الآية 11. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله " ولقاهم نضرة وسرورا " قال: نعمة وسروراً. قوله تعالى:" فوقاهم الله " أي دفع عنهم " شر ذلك اليوم" أي بأسه وشدته وعذابه " ولقاهم " أي اتاهم واعطاهم حين لقوه أي رأوه " نضرة " أي حسناً" وسرورا" أي حبوراً.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الانسان - الآية 11
الحديث. تفسير السعدي
{ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} فلا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة [هذا يومكم الذي كنتم توعدون]. { وَلَقَّاهُمْ} أي: أكرمهم وأعطاهم { نَضْرَةً} في وجوههم { وَسُرُورًا} في قلوبهم، فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن
تفسير القرطبي
قوله تعالى: فوقاهم الله أي دفع عنهم شر ذلك اليوم أي بأسه وشدته وعذابه ولقاهم أي أتاهم وأعطاهم حين لقوه أي رأوه نضرة أي حسنا وسرورا أي حبورا. قال الحسن ومجاهد: نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم. وفي النضرة ثلاثة أوجه: أحدها أنها البياض والنقاء; قاله الضحاك. فوقاهم الله شر ذلك اليوم ......للشيخ احمد برج 01067033973 - YouTube. الثاني الحسن والبهاء; قاله ابن جبير. الثالث أنها أثر النعمة; قاله ابن زيد. تفسير الطبري
وقوله: ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا) يقول جل ثناؤه: فدفع الله عنهم ما كانوا في الدنيا يحذرون من شر اليوم العبوس القمطرير بما كانوا في الدنيا يعملون مما يرضي عنهم ربهم، لقَّاهم نضرة في وجوههم، وسرورا في قلوبهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، * ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: ( وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا) قال: نَضْرة في الوجوه، وسرورا في القلوب.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الإنسان - قوله تعالى فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا - الجزء رقم31
( ودانية عليهم ظلالها) انتصب " دانية " عطفا على " متكئين " لأن هذا حال سببي من أحوال المتكئين ، أي ظلال شجر الجنة قريبة منهم. وظلالها فاعل دانية وضمير ظلالها عائد إلى جنة. ودنو الظلال: قربها منهم وإذ لم يعهد وصف الظل بالقرب يظهر أن دنو الظلال كناية عن تدلي الأدواح التي من شأنها أن تظلل الجنات في معتاد الدنيا ولكن الجنة لا شمس فيها فيستظل من حرها ، فتعين أن تركيب ( دانية عليهم ظلالها) مثل يطلق على تدلي أفنان الجنة لأن الظل المظلل للشخص لا يتفاوت بدنو ولا بعد ، وقد يكون ظلالها مجازا مرسلا عن الأفنان بعلاقة اللزوم. والمعنى: أن أدواح الجنة قريبة من مجالسهم وذلك مما يزيدها بهجة وحسنا وهو في معنى قوله تعالى ( قطوفها دانية). ولذلك عطف عليه جملة ( وذللت قطوفها تذليلا) ، أي سخرت لهم قطوف تلك الأدواح وسهلت لهم بحيث لا التواء فيها ولا صلابة تتعب قاطفها ولا يتمطون إليها بل يجتنونها بأسهل تناول. فاستعير التذليل للتيسير كما يقال: فرس ذلول: أي مطواع لراكبه ، وبقرة ذلول ، أي ممرنة على العمل ، وتقدم في سورة البقرة. والقطوف: جمع قطف بكسر القاف وسكون الطاء ، وهو العنقود من التمر أو العنب ، سمي قطفا بصيغة من صيغ المفعول مثل ذبح ، لأنه يقصد قطفه فإطلاق القطف عليه مجاز باعتبار المآل شاع في الكلام.
وقال مجاهد: "يفجرونها تفجيراً" يقودونها حيث شاؤوا وكذا قال عكرمة وقتادة, وقال الثوري يصرفونها حيث شاؤوا, وقوله تعالى: "يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً" أي يتعبدون لله فيما أوجبه عليهم من فعل الطاعات الواجبة بأصل الشرع وما أوجبوه على أنفسهم بطريق النذر. قال الإمام مالك عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن مالك عن عائشة رضي الله عنها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" رواه البخاري من حديث مالك. ويتركون المحرمات التي نهاهم عنها خيفة من سوء الحساب يوم المعاد وهو اليوم الذي شره مستطير أي منتشر عام على الناس إلا من رحم الله, قال ابن عباس: فاشياً, وقال قتادة: استطار والله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض, وقال ابن جرير: ومنه قولهم: استطار الصدع في الزجاجة واستطال, ومنه قول الأعشى:
فبانت وقد أسأت في الفؤا د صدعاً على نأيها مستطيراً
يعني ممتداً فاشياً. وقوله تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه" قيل على حب الله تعالى, وجعلوا الضمير عائداً إلى الله عز وجل لدلالة السياق عليه, والأظهر أن الضمير عائد على الطعام أي ويطعمون الطعام في حال محبتهم وشهوتهم له, قاله مجاهد ومقاتل واختاره ابن جرير كقوله تعالى: "وآتى المال على حبه" وكقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" وروى البيهقي من طريق الأعمش عن نافع قال: مرض ابن عمر فاشتهى عنباً أول ما جاء العنب فأرسلت صفية, يعني امرأته, فاشترت عنقوداً بدرهم فاتبع الرسول سائل فلما دخل به قال السائل: السائل.