حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النكاح
عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) قالها ثلاث مرات.
بحث عن عقد النكاح ناجز
[١٢]
شُروط عقد الزواج
يُشتَرط في العاقِدين الزوج والزوجة عدداً من الشروط حتى يكون عقدهما صحيحاً، ومن تلك الشروط وأهمها العَقْلُ؛ فلا يَنْعَقِدُ نِكاح الصبيّ الذي لا يُميّز بين الأشياء، أو المَجْنون؛ لأنّ العقل من شروط الأهليّة باتّفاق الفقهاء. كما يُشتَرط أن يصدر الإيجاب والقبول في نفس مجلس العقد، وألّا يفصل بينهما فاصلٌ في الكلام بتغيير الموضوع بعد صدور الإيجاب من العاقد، أو يفصل بينهما فاصلٌ في المكان بأن ينتقل العاقد الثاني من المجلس بعد صدور الإيجاب من العاقد الأول، فإذا اختَلَفَ المَجْلس لم يَنْعَقد النِّكاح. ويُشتَرط كذلك أن يكون العاقِد بالِغاً؛ فنِكاح الصَّبي العاقِل المُميِّز وإن كان صحيحاً منعقداً إلا أنّه لا ينفذ إلا بإجازَة وَليِّه، ولا يُنتظر لأجل ذلك إلى البلوغ ، حتى إن بلغ وأجاز ذلك لم يجز العقد إلا بإجازة وليه. بحث الشهادة في عقد الزواج. [١٣]
المراجع
↑ عثمان بن علي بن محجن البارعي المعروف بالزيلعي (1313 هـ)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشِّلْبِيِّ ، بولاق - القاهرة: المطبعة الكبرى الأميرية،، صفحة 94، جزء 2. بتصرّف. ↑ أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي (1983)، تحفة المحتاج في شرح المنهاج ، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 183، جزء 7.
بحث عن عقد النكاح سنتي
المراجع ↑ كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة ، صفحة 132-134. بتصرّف. ↑ كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة ، صفحة 135. بتصرّف. ↑ سيد سابق، فقه السنة ، صفحة 56. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي ، صفحة 6577-6579. بتصرّف. ↑ سيد سابق، فقه السنة ، صفحة 60. بتصرّف.
بحث عن عقد النكاح مع الصديق في
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تنكح الأيم – الثيب – حتى تستأمر ، و لا تنكح البكر حتى تستأذن) قالوا: يا رسول الله و كيف إذنها ؟ قال: ( أن تسكت). متفق عليه ، فتح الباري شرح صحيح البخاري 9/191 ، باب النكاح. الشرط الثالث: الولي للزوجة ، و هو من بيده عقد نكاحها ، و التلفظ بالإيجاب في مجلس العقد ، فلا يصح النكاح إلا بحضوره – على خلاف بين المذاهب في ذلك – أو وكيله في النكاح. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا نكاح إلا بولي) سنن الترمذي بشرحه تحفة الأحوذي 4/226 باب ما جاء لا نكاح إلا بولي. بحث عن عقد النكاح ناجز. و شروط الولي: التكليف ، و الذكورة ، و الحرية ، و اتفاق الدين ، و العدالة ، و الرشد في العقد: بأن يعرف الكفء في العقد و مصالح النكاح. و لا تملك المرأة تزويج نفسها ، و لا غيرها ، فإن فعلت لم يصح النكاح ، لما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل ، فإن أصابها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له) سنن الترمذي بشرحه تحفة الأحوذي 4/227 باب ما جاء لا نكاح إلا بولي.
[٩]
الشُّهود
جعل جمهور الفقهاء من أركان عقد الزَّواج وجود شاهدين مسلمين عَدلين ذَكرين بالغين عاقلين فاهمين للإيجاب والقبول، سامعَين لهما، حُرّين ليسا مملوكين، وأنّه لا يَنْعَقِدُ النِّكاح إلا بِحُضُورهما على ذلك الوصف، وقيل: إنّ عقد الزواج يصحّ بالشهود الأعميين، ونقل الإمام أبو الحسن العبادي -رحمه الله- أنَّ الزواج يَنْعَقِدُ بالشّهود الذين لا يعرفون لسان العاقدين إلا أنّهم فهموا المقصود منه؛ لكونهما يمكن أن ينقلاه إلى القاضي. [٩]
الوَلِيّ
لَا يَصح إتمام النِّكاح إِلَّا بحضور ولي الزّوجة؛ والدها أو شقيقها إذا غاب والدها أو كان مُتوفّى، وذلك لقَوْل الله تَعَالَى: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ) ، [١٠] فاشتراط الولي ظاهرٌ في هذه الآية بأمر الله للأولياء ألا يمنعوا بناتهم من الزواج بالأكفياء من الرجال، وقد نزلت هذه الآية فِي الصحابيّ الجليل معقل بن يسَار -رضي الله عنه- حِين حلف أَلَّا يُزَوّج شقيقته من مُطلِّقهَا. وَعَن عَائِشَة -رَضِي الله عَنْهَا- أَن النَّبِي -عليه الصّلاة والسّلام- قَالَ: (أَيّمَا امْرَأَة نَكَحَت بِغَيْر إِذن وَليهَا فنكاحها بَاطِل ثَلَاثاً). بحث عن عقد النكاح سنتي. [١١] ولا تَصِحُّ عبارَة الزوجة لعاقدها مُباشرةً فِي النِّكَاح سواء كان ذلك إيجاباً أو قبولاً، ولا يجوز لها أن تُزوّج نَفسهَا من العاقد حتى بِإِذن وليها وَلَا بِغَيْر إِذْنه، ولا يجوز لغير وليّها أن يُزوّجها لا بوكالةٍ ولا بغيرها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: [ ص: 342]
13206 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: " إنما يستجيب الذين يسمعون " المؤمنون للذكر " والموتى " الكفار ، حين يبعثهم الله مع الموتى. 13207 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله. 13208 - حدثني بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله: " إنما يستجيب الذين يسمعون " قال: هذا مثل المؤمن ، سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله. والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم ، وهذا مثل الكافر أصم أبكم ، لا يبصر هدى ولا ينتفع به. 13209 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان الثوري ، عن محمد بن جحادة ، عن الحسن: " إنما يستجيب الذين يسمعون " المؤمنون " والموتى " قال: الكفار. 13210 - حدثني ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان ، عن محمد بن جحادة قال: سمعت الحسن يقول في قوله: " إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله " قال: الكفار. وأما قوله: " ثم إليه يرجعون " فإنه يقول - تعالى ذكره -: ثم إلى الله يرجع المؤمنون الذين استجابوا لله والرسول ، والكفار الذين يحول الله بينهم وبين أن يفقهوا عنك شيئا ، فيثيب هذا المؤمن على ما سلف من صالح عمله في الدنيا بما وعد أهل الإيمان به من الثواب ، ويعاقب هذا الكافر بما أوعد أهل الكفر به من العقاب ، لا يظلم أحدا منهم مثقال ذرة.
تفسير: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)
(2) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 13206 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " إنما يستجيب الذين يسمعون " ، المؤمنون، للذكر = " والموتى " ، الكفار, حين يبعثهم الله مع الموتى. 13207- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله. 13208 - حدثني بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " إنما يستجيب الذين يسمعون " ، قال: هذا مَثَل المؤمن، سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله. والذين كذَّبوا بآياتنا صم وبكم, وهذا مثل الكافر أصم أبكم, لا يبصر هدًى ولا ينتفع به. 13209 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة, عن سفيان الثوري, عن محمد بن جحادة, عن الحسن: " إنما يستجيب الذين يسمعون " ، المؤمنون = " والموتى " ، قال: الكفار. 13210- حدثني ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن محمد بن جحادة قال: سمعت الحسن يقول في قوله: " إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله " ، قال: الكفار. * * * وأما قوله: " ثم إليه يرجعون " ، فإنه يقول تعالى ذكره: ثم إلى الله يرجع المؤمنون الذين استجابوا لله والرسول, (3) والكفارُ الذين يحول الله بينهم وبين أن يفقهوا عنك شيئًا, فيثيب هذا المؤمن على ما سلف من صالح عمله في الدنيا بما وعد أهل الإيمان به من الثواب, ويعاقب هذا الكافرَ بما أوعدَ أهل الكفر به من العقاب, لا يظلم أحدًا منهم مثقال ذرة.
إعراب الآية رقم (36): {إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}. الإعراب: (إنما) كافة ومكفوفة (يستجيب) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يسمعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل الواو عاطفة (الموتى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (يبعث) مثل يستجيب و(هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جر والهاء ضمير في محلّ جر متعلق ب (يرجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل. جملة (يستجيب الذين.... ) لا محلّ لها استئنافية. وجملة (يسمعون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة (الموتى يبعثهم الله) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة (يبعثهم الله) في محلّ رفع خبر. وجملة (يرجعون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبعثهم الله. الصرف: (الموتى)، جمع الميت.... انظر الآية (28) من سورة البقرة.. إعراب الآية رقم (37): {وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37)}.
فصل: إعراب الآية رقم (36):|نداء الإيمان
فرق كبير بين من يستجيب لدعوة الحق و ينقاد لأمر الله توقيراً و تطبيقاً و إذعاناً و دعوة و حباً لنشر الخير. و بين ميت القلب الذي اشترى هواه فأصم فمه و أذنيه عن سماع الحق و الاستجابة له و أغلق قلبه عن الإذعان و التسليم لأمر الله. أموات القلوب: لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون، وموعدهم القيامة. { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الأنعام 36 ، 37]. قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ} لدعوتك، ويلبي رسالتك، وينقاد لأمرك ونهيك { الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} بقلوبهم ما ينفعهم، وهم أولو الألباب والأسماع. والمراد بالسماع هنا: سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن،يشترك فيه البر والفاجر. فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى،باستماع آياته، فلم يبق لهم عذر، في عدم القبول. { وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يحتمل أن المعنى، مقابل للمعنى المذكور.
والكفارُ الذين يحول الله بينهم وبين أن يفقهوا عنك شيئًا، فيثيب هذا المؤمن على ما سلف من صالح عمله في الدنيا بما وعد أهل الإيمان به من الثواب، ويعاقب هذا الكافرَ بما أوعدَ أهل الكفر به من العقاب، لا يظلم أحدًا منهم مثقال ذرة.
إنما يستجيب الذين يسمعون - Youtube
♦ الآية: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (44). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ ﴾ سماعَ تفهيم، ﴿ أَوْ يَعْقِلُونَ ﴾ بقلوبهم ما تقول لهم، ﴿ إِنْ هُمْ ﴾ ما هم ﴿ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ﴾ في جهل الآيات وما جعل لهم من الدليل، {بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}؛ لأن النِّعم تنقاد لمن يتعهده، وهم لا يطيعون مولاهم الذي أنعم عليهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ ﴾ ما تقول سماع طالب الإفهام، ﴿ أَوْ يَعْقِلُونَ ﴾ ما يعاينون من الحُجَج والإعلام، ﴿ إِنْ هُمْ ﴾ ما هم ﴿ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾؛ لأن البهائم تهتدي لمراعيها ومشاربها، وتنقاد لأربابها الذين يتعهدونها، وهؤلاء الكفار لا يَعرِفون طريق الحق، ولا يُطيعون ربَّهم الذي خلَقَهم ورزَقَهم، ولأن الأنعام تسجد وتسبِّح لله، وهؤلاء الكفار لا يفعلون شيئًا من ذلك، بل يُؤثِرون السجود إلى ما ينحتونه من الأحجار، على السجود لله الواحد القهار.
تفسير القرآن الكريم