قُلْ خَيراً أو اصْمُتْ
د. قل خيرا أو اصمت (خطبة). محمود بن أحمد الدوسري
الحمد لله ربِّ العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الكريم, وعلى آله وصحبه أجمعين, أمَّا بعد: قولُ الخيرِ والصَّمْتُ عن الشَّر من خِصال أهل الإيمان, ومن واجبات الدِّين, يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا, أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه البخاري ومسلم. والمعنى: مَنْ كان يُؤمِنُ الإيمانَ الكامِلَ المُنْجِي من عذاب الله, المُوصِل إلى رضوانه؛ فليقل خيراً أو لِيَصْمُتْ, فهذه الوَصِيَّةُ الغاليةُ أصلٌ في حِفظِ اللسان. قال ابن حجر رحمه الله: (هَذَا مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ؛ لِأَنَّ الْقَوْلَ كُلَّهُ: إِمَّا خَيْرٌ, وَإِمَّا شَرٌّ, وَإِمَّا آيِلٌ إِلَى أَحَدِهِمَا؛ فَدَخَلَ فِي الْخَيْرِ كُلُّ مَطْلُوبٍ مِنَ الْأَقْوَالِ فَرْضُهَا وَنَدْبُهَا, فَأَذِنَ فِيهِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِ, وَدَخَلَ فِيهِ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ, وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِمَّا هُوَ شَرٌّ, أَوْ يَئُولُ إِلَى الشَّرِّ, فَأَمَرَ عِنْدَ إِرَادَةِ الْخَوْضِ فِيهِ بِالصَّمْتِ). وقال أيضاً: (وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ الْمَرْءَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ؛ فَلْيُفَكِّرْ قَبْلَ كَلَامِهِ, فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفْسَدَةٌ, وَلَا يَجُرُّ إِلَى مُحَرَّمٍ, وَلَا مَكْرُوهٍ؛ فَلْيَتَكَلَّمْ, وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا, فَالسَّلَامَةُ فِي السُّكُوتِ؛ لِئَلَّا يَجُرَّ الْمُبَاحُ إِلَى الْمُحَرَّمِ, وَالْمَكْرُوهِ).
- لا تعارض بين حديث فليقل خيرا أو ليصمت وبين قول الساكت عن الحق شيطان أخرس - إسلام ويب - مركز الفتوى
- "شرح حديث قل خيرا او اصمت" - YouTube
- قل خيرا أو اصمت (خطبة)
لا تعارض بين حديث فليقل خيرا أو ليصمت وبين قول الساكت عن الحق شيطان أخرس - إسلام ويب - مركز الفتوى
ومن هنا قال الناس من قديم:إذا كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب. وقال الشاعر:
إحفظ لسانك أيها الإنسان***لا يلدنك إنه ثعبان. كم في المقابر من قتيل لسانه***كانت تهاب لقاءه الشجعان. حتى في الدنيا وليس في الآخرة فقط،يجد الإنسان نتيجة أخطاء اللسان ،فيؤذي ويصاب بالأضرار الجسيمة بسبب لسانه. فلتات اللسات هذة يجب الحذر منها. وقالوا: أنت مالك الكلمة ،فإذا قلتها ملكتك. ولهذا لا ينبغي ان يكون الإنسان ثرثاراً...
وأكثر الناس الذين يكثرون الكلام يخطئون ،ويصبحون مضغة في الأفواه. ولهذا يجب على المؤمن الذي يراقب الله ويخشاه ، أن يعلم بأن كلامه من عمله محسوب له أو عليه ،فإن قلم التسجيل الإلهي لا يعدو كلمة يتفوه بها الإنسان إلا ويدونها في كتاب. قال تعال:"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب اليه من حبل الوريد إذا يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". (ق/16_18)
فمن علم أن كلامه مثل عمله تماماً مكتوب ومحسوب ومحصى عليه ،قل كلامه إلا فيما يعنيه ،وهذة هي السلامة. "شرح حديث قل خيرا او اصمت" - YouTube. فقل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم. المصدر كتاب (فتاوي معاصرة) للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي. اتمنى الفائدة للجميع.
&Quot;شرح حديث قل خيرا او اصمت&Quot; - Youtube
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي». سئل النبي - صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ فقال - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده»، وقال عقبة بن عامر: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال - صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك ولْيسعك بيتك، وابْكِ على خطيئتك»، ومن صفات المؤمنين أنهم يحفظون لسانهم من الخوض في أعراض الناس، ويبتعدون عن اللغو في الكلام، قال الله عز وجل: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)، «سورة الفرقان: الآية 72»، وقال - صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». والغيبة أخطر أمراض اللسان، وقد نهانا الله سبحانه عن الغيبة، وشبَّه من يغتاب أخاه، ويذكره بما يكره، ويتحدث عن عيوبه في غيابه، كمن يأكل لحم أخيه الميت، فقال تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)، «سورة الحجرات: الآية 12»، وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته من الغيبة، فقال - صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما الغِيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.
قل خيرا أو اصمت (خطبة)
ومنها: المشاورة في مصاهرة إنسان، أو مشاركته، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو مجاورته، ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة. ومنها: إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبس الشيطان عليه ذلك ويخيل إليه أنه نصيحة فليتفطن لذلك. ومنها: أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها إما بأن لا يكون صالحا لها، وإما بأن يكون فاسقا، أو مغفلا ونحو ذلك فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ولا يغتر به وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به. الخامس: أن يكون مجاهرا بفسقه، أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس، وأخذ المكس وجباية الأموال ظلما وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب، إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه. السادس: التعريف: فإذا كان الإنسان معروفا بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.
كم في المقابر من قتيل لسانه. كانت تهاب لقاءه الشجعان. حتى في الدنيا، وليس في الآخرة فقط، يجد الإنسان نتيجة أخطاء اللسان، فيؤذي ويصاب بالأضرار الجسيمة بسبب لسانه. فلتات اللسان هذه ينبغي الحذر منها. ولهذا قيل:. يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل. فعثرته من فيه ترمي برأسه وعثرته بالرجل تشفى على مهل. وقالوا: أنت مالك الكلمة. فإذا قلتها ملكتك. ولهذا لا ينبغي ألا يكون الإنسان ثرثارًا …. وأكثر الناس الذين يكثرون الكلام يخطئون، ويصبحون مضغة في الأفواه، ولهذا يجب على المؤمن الذي يراقب الله ويخشاه، أن يعلم بأن كلامه من عمله، محسوب له أو عليه … فإن قلم التسجيل الإلهي، لا يعدو كلمة يتفوه بها الإنسان إلا ويدونها في كتاب. (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ؛ إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). (سورة ق: 16 – 18). فمن علم أن كلامه مثل عمله تمامًا، مكتوب ومحسوب ومحصى عليه، قل كلامه إلا فيما يعنيه، وهذه هي السلامة. فقل خيرًا تغنم، واسكت عن شر تسلم.