السؤال: متى يكون الشك مؤثراً في الطهارة ؟
الإجابة: الشك في الطهارة نوعان:
أحدهما: شك في وجودها بعد تحقق الحدث. والثاني: شك في زوالها بعد تحقق الطهارة. أما الأول: وهو الشك في وجودها بعد تحقق الحدث كأن يشك الإنسان هل
توضأ بعد حدثه أم لم يتوضأ؟ ففي هذه الحال يبني على الأصل، وهو أنه لم
يتوضأ، ويجب عليه الوضوء ، مثال ذلك: رجلٌ شكَّ عند أذان الظهر هل
توضأ، بعد نقضه وضوئه في الضحى أم لم يتوضأ؟
فنقول له: ابن على الأصل، وهو أنك لم تتوضأ، ويجب عليك أن
تتوضأ. أما النوع الثاني: وهو الشك في زوال الطهارة بعد وجودها، فإننا نقول:
أيضاً ابنِ على الأصل ولا تعتبر نفسك محدثاً، مثاله: رجل توضأ في
الساعة العاشرة، فلما حان وقت الظهر شك هل انتفض وضوؤه أم لا؟ فنقول
له: إنك على وضوئك، ولا يلزمك الوضوء حينئذ؛ وذلك لأن الأصل بقاء ما
كان على ما كان عليه. حكم الشك في الوضوء. ويشهد لهذا الأصل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وجد في بطنه
شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ قال: " لا يخرجنَّ من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد
ريحاً ". وأما الشك في فعل أجزاء الطهارة، مثل أن يشك الإنسان هل غسل وجهه في
وضوئه أم لا؟ وهل غسل يديه أم لا؟ وما أشبه ذلك فهذا لا يخلو من
أحوال:
الحال الأولى: أن يكون مجرد وهم طارئ على قلبه، هل غسل يديه أم لم
يغسلهما وهما ليس له مرجح، ولا تساوى عنده الأمران بل هو مجرد شيء خطر
في قلبه، فهذا لا يهتم به ولا يلتفت إليه.
حكم الشك في الوضوء
كما أوضح فضيلته أيضًا أن هذه المرحلة تسمى بالوسوسة وهنا لا يعمل بالشك فيها فعلى المتوضئ إن كثرت شكوكه أن يتركها ولا ينساق خلفها فإن شك فى عدد مرات غسل اليدين فلا يعيد الغسل مرة أخرى ويبنى على الكمال وليس النقص. بالإضافة لذلك فقد أشار إلى أن الشك بالنسبة للشخص المعتدل، يفرق بين أمرين وهما الشك بعد الفراغ من العبادة وهنا لا اعتبار له ولا يلتفت إليه، أما الشك قبل الانتهاء من العبادة فهنا يكون البناء على الأقل ويعيد الفعل مرة أخرى. كما أكد أيضًا الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن من شك فى وضوئه أثناء الصلاة وجب عليه أن يطرح الشك جانبًا ويبني صلاته على الأقل المتيقن، ثم يسجد بعد ذلك للسهو. وقد نصح فضيلته من يعاني من هذه الوساوس أن يحاول الابتعاد عنها وطرها من ذهنه،
فإن ذلك من فعل الشيطان الذي يريد أن يفسد عليه عبادته ويبعده عن طريق الخير. كما أضاف أنه فى هذا الأمر يقول فيه الحق – تبارك وتعالى-: «الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»، [البقرة: 268]. الشك في نقص الوضوء. لذا يجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائمًا في كل الأحوال؛ فإن الحقَّ -سبحانه وتعالى- يقول: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ»، [الأعراف: 201].
الحمد لله. إذا تيقن الإنسان من
خروج الريح منه وجب عليه الوضوء ، أما إذا كان مجرّد تحرّك الريح في البطن
أو توهّم خروج الريح فلا يلتفت إليه ، والدليل على أن مجرد تحرك الريح في البطن
أو توهم الخروج لا ينقض الوضوء ما ثبت في المتفق عليه من حديث عبد الله بن زيد
قال:
( شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاةِ شَيْئًا أَيَقْطَعُ الصَّلاةَ
قَالَ لا حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) رواه البخاري
(1915) ومسلم (540). قال النووي: هذا الحديث أصل في بقاء حكم الأشياء على
أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك ، ولا يضر الشك الطارئ عليها ا. هـ..
وقال ابن حجر: وأخذ بهذا الحديث جمهور العلماء. أهـ
والالتفات إلى هذه الشكوك قد يؤدي إلى الوسواس
، فينبغي عدم الالتفات إلى ذلك إلا في حالة تحقق خروج الريح فحينئذ يجب الوضوء. حكم الشك في نزول المذي . - الإسلام سؤال وجواب. قال النووي في قوله عليه الصلاة والسلام: ( حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحا)
، قال: أن يعلم وجود أحدهما ، ولا يُشترط السماع والشَّمّ بإجماع المسلمين. أهـ والمراد بالعلم: أي ( يتيقن ذلك). والله أعلم.
وهذا الإجماع نقله غير واحد من أهل العلم مقرين له، وانظر في ذلك: "الفروع" لابن مفلح (6/ 165)، "الإنصاف" (10/ 327)، "كشاف القناع" (6/ 169)، "مطالب أولي النهى" (6/ 279). قال في "كشاف القناع" بعد ذكر هذا الإجماع في باب حكم المرتد: "لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) " انتهى. وقال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله: "ولو جاء إنسان إلى سرير الميت يدعوه من دون الله ويستغيث به، كان هذا شركاً محرماً بإجماع المسلمين" انتهى من "الصارم المنكي في الرد على السبكي"، ص 325.
حكم دعاء غير الله
القول الثاني
كما قرر بعض العلماء أن أمر الألوهية والتوحيد من الأمور الواضحة المسلم بها لدى كافة المسلمين الموحدين بالله، وأنه ليس هناك بد من توضيح الأمر وبيانه لهم، فقد تم التوجيه مرارًا وتكرارًا لمثل تلك الأمور من قبل، فلا يمكن أن يرهن كفره بتوضيح الأمر حيث أنه بهذا العمل يعد كافرًا متعمدًا. ولكن من الواجب أن يستتاب قبل القتل من قبل دولته التي تحاسب من لديها من كفار بالقتل، حيث من المحرم شرعًا أن يتم قتله دون توبة وذلك بقول ارجع إلى الله وتب إليه واترك الشرك به، فإن امتثل لهذا فحمدًا لله رب العالمين، وإن لم يتم ذلك وأصر على شركة بالله يعاقب بالقتل فورًا. ومن الجدير بالذكر أن إطلاق لقب كافر على من يقوم بالدعاء بغير الله أمر جلل وعظيم، لكن من الأفضل أن يتم ارشاده وتوجيهه لأمور الصواب لعله يرجع إلى الله ويتوب عما اقترفه من ذنب إن كان ذلك أمر يسير على من حوله، ولكن مادام حي على وجه الأرض ويحيا في الدنيا فهو في حكم الكافر بدين الله، و يعمل عمل الكفار، فمن مات وهو كافر لا يصلي ولا يغسل ولا يرث إرثه المسلمين.
فهنا قال الله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ ولم يقل: وابتغوا إلى الأولياءِ الوسيلة، أو: وابتغوا إلى الله الوسيلة بالأولياء، وقوله تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ إشارةٌ إلى التوسُّل بالأعمال الصَّالحات كالجهاد في سبيل الله؛ إذْ هو أدعى للإجابة لا التوسُّل بالأولياء كما تزعم الصُّوفية؛ ولِذَلك ختم الله الآية بقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ دليلاً على أنَّ مَن سلك غير هذه السبيل، فقد ضلَّ عن سواء السَّبيل، وخسر خسرانًا مبينًا. وإن كانت الصُّوفية قد تقول جدَلاً وبهتانًا: قوله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ عامٌّ، ولكننا نقول لهم: هو تمسُّك بظاهر اللَّفظ بدون مستَنَد، وتكَلُّف بلا مسوِّغ، ولو كان استدلالكم صحيحًا لمَا عارضه مجْمَلُ آيات القرآن البيِّنات، والقرآن يؤيِّد بعضه بعضًا. وقال تعالى في سورة الإسراء: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56 - 57].