وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (51) وما هو إلا ذكر للعالمين (52) القلم
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة القلم - تفسير قوله تعالى " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون "- الجزء رقم8
وقال القرطبي: (وأن مرادهم بالنظر إليه قتله، ولا يمنع كراهة الشيء من أن يصاب بالعين عداوة حتى يهلك، قال الهروي: أراد ليعتانونك بعيونهم، فيزيلونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوةً لك). 2- بيَّن الله تعالى السرَّ في قول المشركين لسيد العالمين صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾، إنما يقولون ذلك اعتلالًا لأنفسهم؛ إذ لم يجدوا في الذكر الذي يسمعونه مدخلًا للطعن فيه، فانصرفوا إلى الطعن في صاحبه صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون؛ لينتقلوا من ذلك إلى أن الكلام الجاري على لسانه لا يوثق به؛ ليصرفوا دَهماءَهم عن سماعه)؛ قاله ابن عاشور. 3- أبطل الله قولهم: ﴿ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ بقوله: ﴿ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾ [القلم: 52]؛ أي: ما القرآن إلا ذكر للناس كلهم، وليس بكلام المجانين، وينتقل من ذلك إلى أن الناطق به ليس من المجانين في شيء. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة القلم - تفسير قوله تعالى " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون "- الجزء رقم8. §§§§§§§§§§§§§§§§§
[6]
يضيف تعالى في آخر الآية: ﴿وَمَاهُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ ، [7] حيث أنّ معارف القرآن الكريم واضحة، فهو عامل وسبب ليقظة النائمين وتذكرة للغافلين ، ومع هذا فكيف يمكن أن ينسب الجنون إلى من جاء به؟ وإنّ (ذكر) على وزن (فكر) تكون بمعنى (المذكّر)، [8] وفسّرها البعض الآخر بمعنى (الشرف)، وقالوا: إنّ هذا القرآن شرف لجميع العالمين، [9] وهذا ما هو وارد في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾. [10]
حقيقة الإصابة العين
مقالة مفصلة: الحسد
يعتقد الكثير من الناس أنّ لبعض العيون آثاراً خاصّة عندما تنظر لشيء بإعجاب، إذ ربّما يترتّب على ذلك الكسر أو التلف، وإذا كان المنظور إليه إنساناً فقد يمرض أو يجنّ. [11]
قال العلامة الطباطبائي في الميزان: ما عليه عامة المفسرين، الإصابة بالأعين، و هو نوع من التأثير النفساني لا دليل على نفيه عقلا، وربما شوهد من الموارد ما يقبل الانطباق عليه، وقد وردت في الروايات فلا موجب لإنكاره. [12]
جاء في بعض الروايات الإسلامية ، ما يؤيّد وجود مثل هذا الأمر بصورة إجمالية:
«إنّ أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله إنّ بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟ [13] قال: «نعم، فلو كان شيء يسبق القدر لسبقه العين».