وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وقوله: ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) أي: اعتقدوا فيهم ذلك ، فأنكر عليهم تعالى قولهم ذلك ، فقال: ( أشهدوا خلقهم) أي: شاهدوه وقد خلقهم الله إناثا ، ( ستكتب شهادتهم) أي: بذلك ، ( ويسألون) عن ذلك يوم القيامة. وهذا تهديد شديد ، ووعيد أكيد.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الزخرف - الآية 19
أفكار خاطئة
وأضاف: إن أكثر ما يؤثر سلباً في التدين الحقيقي شيوع أفكار نمطية وذهنية خاطئة عنه في المجتمع لأسباب متعددة كارتباطه بهيئة معينة دون اعتبارات أخرى، أو أن التدين يعني الانغلاق والتشدد، بما ترتب عليه آثار سلبية كثيرة منها ما يأتي:
الأول- الخطأ المعرفي بقصر مفهوم التدين على الشكل والمظهر، مع أن التدين الصحيح في حقيقته يتجاوز المفاهيم الأولية -على أهميتها- إلى كونه منظومة من القيم العميقة التي تركز على الجوهر بوصفه الأساس الذي ينبني عليه ما عداه في الاعتقاد والشريعة والسلوك. والنصوص الشرعية المتضافرة تؤكد على أهمية المفاهيم المعنوية في تمثّل التدين وتطبيق حقيقته؛ ومن ذلك أن القلب هو معيار صلاح بقية أعضاء المرء وجوارحه، وأن قول القلب وعمله في الإيمان كعمل الجوارح، وأن المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن مَن أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم، والمهاجر مَن هجر ما نهى الله عنه، والمجاهد مَن جاهد نفسه في طاعة الله. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة كثيرة العبادة لكنها تؤذي جيرانها بلسانها أخبر أنها في النار، وحينما سئل عن المرأة قليلة العبادة وتحسن إلى جيرانها أخبر أنها في الجنة.
الواثق من نفسه لا يضع نفسه في موضع المقارنات، مستخدما أدواتا معروف أصحابها جيدًا، والمغرور يضع نفسه في موضع مقارنات مع الآخرين، ويرى أنه أعلى منهم والتي لا يراها البعض كذلك إلا أنه يعمل بها. وأقول، وللحق ونقلًا عن صاحب الحق ذاته: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾.
ينتشر في الدول الكافرة وبعض الدول الإسلامية في دورات المياه ما يسمى بـ (المبولة) (وهي أحواض متجاورة أو متباعدة معلقة بالجدار يقترب منها الإنسان ليتبول فيها واقفاً) فما حكم البول فيها بهذه الطريقة ؟
يمكن الحكم على هذه المسألة بعد الإجابة على عدد من الأسئلة وهي كالتالي:
ما حكم البول واقفاً؟
هل يجب الابتعاد عند قضاء الحاجة؟
هل تنكشف العورة في هذه الصورة؟
هل يأمن من ارتداد البول عليه؟
حكم البول واقفاً:
• يكره عند جمهور أهل العلم البول واقفاً بلا عذر أو حاجة ، أما إذا وجد العذر فيباح بدون كراهة. دليل الكراهة قول عائشة رضي الله عنها من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقه. ما حكم التبول واقفا .. ؟ - منتدى العرب | سؤال و جواب 2022. (رواه أحمد 41/495)
• وقال آخرون لا يُكْره ولو بلا حاجة بشرط عدم التنجس من رذاذ البول وستر العورة وهي رواية عند الحنابلة. (الإنصاف 1/99)
ويدل على ذلك ثبوت بول النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً كما روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين: أنه أتى سباطة قوم فبال قائماً. (البخاري 222، مسلم 273) في حين لم يثبت نهي صحيح في ذلك، ونفــي عائشـــة رضي الله عنها لبــول النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً مبني على عدم علمها بذلك والمثبت مقدم على النافي.
ما حكم التبول واقفا .. ؟
حكم البول واقفا الشيخ د. عثمان الخميس - YouTube
ما حكم التبول واقفا .. ؟ - منتدى العرب | سؤال و جواب 2022
لذلك كان الأجدر بالمؤمن أن يتقي الله ويتبع هدي نبيه، ليتقي عذاب القبر. من الممكن أن تصيب البائل بعض الرذاذات من بوله. فإن علم بها فيشق عليه غسل ملابسه وبدنه من أجل تطهير نفسه وملابسه. وإن لم يعلم بها فهو يعرض ذاته للصلاة بدون طهارة. ومعلوم أنه لا يمكن الاعتذار هنا بالجهل، حيث أن المرء حين تركه التعلم يتحمل الذنب. وعليه كذلك ذنب عدم اتباعه هدي نبيه صلى الله عليه وسلم إن علم ولم ينفذ. من نتائج التبول واقفًا أنه كان الصحابي إبراهيم بن سعد لا يقبل ممن بال حال القيام شهادة. لأنه لم يتبع ما أمر به النبي، وهذا من حرص الصحابة على دينهم. اقرأ من هنا عن: هل يجوز الاغتسال في المنزل للإحرام؟
التبول واقفًا مع الاستنجاء هل يبرئ الكراهة
التبول واقفًا كما ذكرنا ليس محرمًا، بل هو مكروه، والفرق أن التحريم يشمل الإثم، بينما الكراهة فهي أن يفضل على الفعل فعل أفضل منه، ولكن:
المسلم مأمور باتباع النبي، والنبي نهى عن التبول حال الوقوف، وحين فعله كان يفعله بعذر. الصحابة رضي الله عنهم الذين ذكر في الأثر أنهم بالوا قيامًا مثل عمر بن الخطاب. وسهل بن سعد وزيد بن ثابت حين نهاهم النبي عن ذلك انتهوا. ما حكم التبول واقفا .. ؟. هؤلاء الصحابة حين انتهوا لم يتساءلوا لماذا، ولا انتظروا تعليلًا، ويجب أن يكون هذا حالنا.
وَقَدْ رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْبَوْلِ قَائِمًا أَحَادِيثُ لَا تَثْبُتُ، وَلَكِنَّ حَدِيثَ عَائِشَةَ هَذَا ثَابِتٌ، فَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ: يُكْرَهُ الْبَوْلُ قَائِمًا إِلَّا لِعُذْرٍ، وَهِيَ كَرَاهَةُ تَنْزِيهٍ لَا تحريم.. انتهى. ويجاب عن هذا الحديث أيضا بأن المثبت مقدم على النافي، أو أن عائشة -رضي الله عنها- ربما تكون حكت ما رأته في داخل بيتها، فلا يلزم من ذلك نفي الوقوع مطلقا. وأما الاستنجاء فلا يجب لكل صلاة، وإنما يشرع عند وجود سببه، وهو خروج النجس من أحد السبيلين. وإذا تعدى الخارج المحل المعتاد، مثل أن ينتشر إلى الصفحتين أو امتد في الحشفة. فإنه لا يجزئ فيه حينئذ إلا الماء؛ لأنه صار من باب إزالة النجاسة، وليس من باب الاستنجاء. وأما إذا لم ينتشر ولم يتعدَّ المحل المعتاد، فإنه يجوز فيه الاستجمار بالحجارة، أو ما يقوم مقامها كالمناديل الورقية ونحو ذلك. ولا فرق في جواز الاستجمار بين الرجل والمرأة، سواء أكان الخارج بولاً أو غائطاً. قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: والمرأة البكر كالرجل؛ لأن عذرتها تمنع انتشار البول. فأما الثيب فإن خرج البول بحدة فلم ينتشر فكذلك، وإن تعدى إلى مخرج الحيض، فقال أصحابنا: يجب غسله؛ لأن مخرج الحيض والولد غير مخرج البول، ويحتمل ألا يجب، لأن هذا عادة في حقها فكفى فيه الاستجمار كالمعتاد في غيرها، ولأن الغسل لو لزمها مع اعتياده، لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه، لكونه مما يحتاج إلى معرفته، وإن شك في انتشار الخارج إلى ما يوجب الغسل لم يجب؛ لأن الأصل عدمه، والمستحب الغسل احتياطاً.