والكاتب الناشئ يغدو معروفاً في أقل من شهرين، تقام له الحفلات الرائعة، وتتحدث إليه الصحف، وتطبع مؤلفاته مراراً ثم... ثم يموت في أذهان الجمهور، وينحدر إلى الخمول والنسيان، كأنما هي شهرة خاطفة تمتع بها قليلاً وحلم فيها كثيراً ثم عاد إلى الواقع المجهول يتفيأ ظلال الذكرى وبقايا المجد! الوقت الان في نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية. ) (والشخصية الفردية لا أثر لها في أمريكا على الأطلاق، والسعادة الروحية لم يتمتع بها الأمريكي بعد لذاته؛ دائماً (خدمة الجمهور) هو المذهب السائد الذي يؤمن به الأمريكيون كافة، وهو مذهب، على قيمته، خطر كل الخطر، مفسد للشخصية والنبوغ، لأن المرء الذي لا يبالي بوجوده الفردي يعد آلة تعمل من غير شعور ولا تطور. والواقع أن المصانع قامت مقام اليد العاملة، والآلة طغت على الفن، (والكثرة) هي المقياس الذي توزن به قيم الأعمال ونتائج الأشياء)
(وهذه المساوئ التي نذكرها ويذكرها غيرنا ليست مساوئ النفس الأمريكية، وإنما هي مساوئ المدنية الغربية الحاضرة.
مجلة الرسالة/العدد 109/المدنية الأمريكية - ويكي مصدر
أما الصفحة الوحيدة التي أطالا فيها التحديق فهي تلك التي تضمنت إعلاناً عن معمل دراجات آلية. ولا يزال ذلك الاحتشام المحسوس الملموس في روسيا سراً مغلقاً عليّ، وربما كان من أول الأسباب الداعية إليه هو أن النساء في الاتحاد السوفياتي، باستثناء أقلية لا يؤبه لها، أصبحن على قدم المساواة مع الرجال، ففي كل مكان تقوم المرأة بأعمال كانت وقفاً على الرجال، كقيادة الحوافل، وبيع تذاكر السفر في محطات السكك الحديدية؛ حتى أن تنظيف المجاري تقوم به النساء. مجلة الرسالة/العدد 109/المدنية الأمريكية - ويكي مصدر. وكثيراً ما تبصر إحداهم خارجة من الأعماق وقد علت وجهها وثوبها الأقذار بعد أن غاصت فيها بحذائها الساقي الضخم. ومن الجهة الثانية نرى أن الروسيين قد أعياهم إدراك مفهوم الغربيين للأسلوب الأصلح في العلاقات بين الجنسين. ومن الأمثلة الطريفة على تقصيرهم في هذا المضمار هو ما شاهدته في (فيانا)، فقد دُعي عدد من الفتيات الفرنسيات المجندات إلى حفلة اجتماعية أقامها ضابط روسيون. ومما لا ريب فيه أن الفرنسيات لم يجاوزن في سلوكهن الحد الذي ألفنه مع أبناء جنسهن. وكان الروسيون الذين تجنبوا كل أنواع المنازلة أن رافقوا بكل أدب مدعواتهن إلى منازلهن، ولكنهم لم يتمالكوا أن أبدوا منتهى الاستغراب عندما رأوا الفتيات يودعنهن عند الباب ولم تدع واحدة منهن رفيقها للدخول وتناول فنجان من الشاي أو كأس من الشراب.
مجلة الرسالة/العدد 886/القصص - ويكي مصدر
وإلى الآن لم يعترف مجلس الأمن بأن الهدنة غير محترمة. فما معنى إصدار أوامر لا تحترم يوماً بعد يوم؟ والله لو كان صبيان يتولون الأمر لربأوا بأنفسهم أن يكرروا إصدار هذه الأوامر السخيفة. وختام نذكر الهدنة بالخير ولم نعرف الهدنة ساعة واحدة. كم الساعة الان في نيويورك. ما نحن إلا في حرب. فعلى جامعتنا العربية إن كانت تحسن عملا أن تنعى الهدنة لمجلس الأمن وتبلغه أننا في حرب ما دام اليهود يتهجمون ونحن مضطرون أن ندافع - حتام تمثل هذه المهزلة؟
والمهزلة الكبرى أن مجلس الأمن (الموقر) لا يريد أن يلتفت إلى مسألة اللاجئين الذين أشفوا على الهلاك كأن آمرهم لا يعنيه وكأن نكبتهم ليست من نتائج القضية التي ينظر فيها أو يتولى أمرها أو كأنها ليست من مخلات الأمن التي هي في دائرة اختصاصه. اليهود الملاعين طغوا وبغوا وقتلوا ونكلوا وأخرجوا الناس من بيوتهم إلى العراء ومجلس الأمن الموكل بالأمن يترك أمر المشردين لأهل البر والإحسان. فما هو الأمن الموكل به مجلس الأمن؟
إن أقذار اليهود واقعة على رأس مجلس الأمن وقد تورط كل بدنه فيها. ومع ذلك لا يزال يزعم أنه يحافظ على الأمن. أي أمن هذا يا هؤلاء؟ أليس لكم عيون تبصر وآذان تسمع وقلب تفقه؟ ألا تخجلون أن يركبكم الصهيونيون وينخسوكم بالمناخيس؟
أن كان في عروقكم دم يجري بالنخوة والمروءة فحصلوا من يهود العالم المتضامنين الأموال التي نهبها الصهيونيون من العرب وأنفقوها على اللاجئين والمشردين، وإلا فمجلس الأمن وهيئة الأمم لليهود شركاء، وهم جميعاً في العدوان والطغيان سواء.
إيميلي نوثومب - ويكي الاقتباس
وكان علماء الفلك قد أصدروا تحذيراتٍ بعدم التطلع لوجه الشمس مباشرة بالعين المجردة أو التلسكوبات العادية لرؤية هذه الظاهرة مباشرة، لأن الشمس بها أشعة تضرُّ بشبكية العين كالأشعة دون الحمراء التي تحرق الشبكية الرقيقة عندما تقع عليها، ولا نحس بألم، ويمكن أن نصاب بالعمى. والأشعة فوق البنفسجية التي تصيب العين تسبب الكالراكت (عتمة العين). لهذا لا يجب النظر إلى الشمس مباشرة بالنظارات أو التلسكوبات أو كاميرات التصوير التي تجمع أشعة كثيرة أو بالعين المجردة، ولكن من خلال تلسكوبات خاصة بها مرشحات لضوء الشمس. وقد شوهد هذا الحدث التاريخي من أفريقيا وأوروبا والعالم العربي ، حيث استغرق العبور بالكامل مدة 6 ساعات و12 دقيقة، بينما كان الجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة وكندا قد رأى نهاية الحدث. وفي الهند نصبت التلسكوبات الخاصة في مدينة بتاني لرؤية هذه الظاهرة على أيدي المواطنين، وفي جزر الكناري وُضِعَ تلسكوبان لقياس المسافة بين الشمس والأرض، لكن لم يتوقع حدوث تغير ملحوظٍ في البيانات الحالية عن هذه المسافة، وفي كوبنهاغن بالدنمارك أقيم 20 تلسكوباً لتسجيل هذا الحدث. الساعة الآن في امريكا نيويورك. في بريطانيا، اصطفَّت الجماهير في طوابيرٍ منذ السادسة صباحاً بتوقيت جرينتش لمشاهدة الحدث من خلال تلسكوبات المرصد الملكي بجنوب شرق لندن.
الوقت الان في نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية
وفي اليابان وتايلاند وهونج كونج حالت الأمطار والغيوم دون رؤية هذه الظاهرة هناك، وكذلك في ماليزيا وباكستان والهند وبعض بلدان العالم العربي. وفي الجزء الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية وزعت النظارات الخاصة لمشاهدة اللحظات الأخيرة من هذه الزيارة، ففي بوسطن اصطفَّ 500 شخص ليأخذوا دورهم في المشاهدة من خلال تلسكوب فوق مركز الفيزياء الفلكية بهارفارد. ويعتبر عبور الزهرة حدثاً نادراً، لأنه لم يره من قبل أحد الأحياء حالياً حتى عبوري عامي 2004 و2012، فآخر مرة عبر كوكب الزهرة كانت عام 1882. ومن أسباب ندرة هذا الحدث أن الأرض والزهرة لا يقعان على مستوى واحد، ولكن حدوث عبور الزهرة يتطلب أن تقع الشمس والزهرة والأرض جميعاً على خط واحد. والزهرة (venus) مكان غير مستحب للحياة، به رياح شديدة ومرتفع الحرارة. وكوكب الزهرة في مثل حجم الأرض تقريباً، لهذا يُطلَق عليه أخت الأرض، حيث أنهما متقاربان جداً بوزنهما، فلو كان وزنك 70 كيلوجراماً على الأرض سيكون هناك 63 كيلوجراماً. وتغطيه سحب كثيفة تخفي سطحه عن الرؤية، وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس داخله. مجلة الرسالة/العدد 775/لا أثر للمغازلة في روسيا - ويكي مصدر. ويعتبر كوكب الزهرة أسخن كواكب المجموعة الشمسية. وهذا الكوكب يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة والجبال والوديان، والاختلاف الأساسي بينهما أن جوه حارٌّ جداً بحيث لا يسمح بوجود الحياة فوقه، كما أنه لا يوجد له قمر تابع كما للأرض.
مجلة الرسالة/العدد 775/لا أثر للمغازلة في روسيا - ويكي مصدر
حدث غير مسبوق منذ 122 عاما شد انتباه علماء الفلك في كل العالم، وهو مرور كوكب الزهرة في مداره بين الشمس والأرض ، وتمكَّن الكثيرون في معظم أنحاء العالم من مشاهدته - ماعدا سكان غرب الولايات المتحدة - وهو يبدو يتهادى كبقعةٍ سوداء فوق وجه الشمس من اليسار لليمين. الساعة الان في نيويورك. وعبور كوكب الزهرة في هذا المجال يتم مرتين كل قرن تقريباً، بينهما 8 سنوات عندما تصبح الشمس والزهرة والأرض على خط واحد. وآخر مرتين (حتى وقتٍ حديث) كانتا عام 1874 و1882، وهذا الاقتران ساعد وقتها علماء الفلك في حساب المسافة بين الأرض والشمس، وحدث ذلك مجدداً في عامي 2004 و2012 ، لكنه لن يتكرَّر حتى قرنٍ ونصف من الآن. وتعتبر حادثة العام الماضي ثامن عبورٍ للزهرة في العصر التلسكوبي، حيث تمكن العلماء من رؤيته في أعوام 1631 و1639 و1761 و1769 و1874 و1882 و2004 و2012. وفي مدينة نيويورك قام متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي بوضع تلسكوبات عديدة في الحديقة المركزية، مكنت آلاف المواطنين من رؤية هذا الحدث التاريخي، حيث تقع الشمس بعد طلوعها على شاشة بيضاء فيمكن للمئات رؤية الزهرة وهو يمر كبقعة سوداء، كما وُزِّعت على البعض نظارات شمسية ترشح ضوء الشمس المتوهج حتى لا تضرَّ العين وتحجب رؤية الزهرة.
ومما استرعى انتباهي بنوع خاص أنني بينما أنا واقف في مطار كاليننغراد في انتظار طائرة تقلني إلى موسكو، تجلى أمامي مشهد وداع مدهش جرى بين جندي مبتور الذراع وخطيبته الحسناء المسافرة؛ فعند ما أزف الموعد أخرجت الفتاة من محفظتها تفاحة قدمتها للجندي قتناولها مبتسما، وبادلها بدوره إهداءها بضعة من أزهار كان قد اقتطفها من حقل مجاور. والظاهر أن تعرضهما للأنظار ربكهما إلى حد أنهما افترقا دون عناق. وصعدت الفتاة إلى الطائرة حيث لبثت مستغرقة في تفكيرها لاهية عن كل ما حولها باستثناء لحظات خاطفة كانت تلقي فيها نظرة أسى من النافذة، أو تصوبها إلى طاقة الزهر الصغيرة التي زوَّدها بها خطيبها الجندي، وعبثاً حاولت الترفيه عنها، فقد رفضت بأدب وحزم ك عرضته عليها من سكائر وحلوى. وفي غضون الأسبوعين اللذين قضيتهما في موسكو تكررت أمامي المشاهد الدالة على المحافظة إلى أقصى حدودها. ولم يتفق لي ألبتة أن رأيت مطارحة من المطارحات الغزلية الشائعة المألوفة في المدن الأوروبية والأمريكية. فان تلك النظرات الخاطفة التي يتبادلها المارة عادة في باريس أو نيويورك، والتي تعبر عن التناهي بالجمال أو الأناقة أو الإعجاب بهما مفقودة تماماً في موسكو.