رفضُه للإغراءات، جعله يجمع حسنيين هما:
الوفاء لوطنٍ علّمته جامعتُه الأم الطبّ، وابتعثه مركزه الطبّي الأب؛ فهو أحد خريجي أول دفعة من كلية الطب، بجامعة الملك سعود سنة 1976، وهو أول طبيب سعودي بعثه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لإكمال دراسته العالية، في كندا وأميركا، في مجال الجراحة العامة، وجراحة القلب والأوعية الدموية. والبقاء على مبادئ مهنته بوصفها رسالة، فلم يستنكف عن أن يكون إنساناً، يقدم خبراته الطبية إلى الإنسان في كلّ مكان؛ إلى الجيران الأقارب في الدول التي تحيط بنا، وإلى الأصدقاء الأباعد، في أميركا وكندا والبرازيل، ليكون سفيراً للقادرين الدالين على قدرات أبناء هذا المكان، بيد أنّه يبقى هنا، وينطلق من هنا، إلى هنا، على الرغم من أنه المسافر الدائم إلى القلوب العليلة في كلّ مكان، ليبدع عمليّاتِ القلبِ المفتوح في أكثر من أربع عشرة دولة، لكنّه من الوطنِ وإليه، ليقولَ للعالم: لن أتخلّى عما يعرض للقلوبِ المؤمنة في وطني مهما كانت المغريات، ولن أستطيع العيش في غير البيئة التي وهبتْني الثبات على رفض غيرها. الدكتور زهير الهليس، يبتعد عن الضّوء الحارق، ولا يدلّ العالمين على فعلِه، وأنما يدع الفعلَ يدلّ عليه، حتّى إن بعضنا لا يكاد يراه إلا حين يبحثُ عن قطرات الضوء المختلفة التي تنهمر من سماوات الإبداع على أديم الوطن.
جريدة الرياض | الدكتور الهليس سفيرنا الطبي
عُرِضت على الدكتور الهليس عروض مغرية من أمريكا وكندا ولكنه رفضها جميعا. لاشك أن وسام الملك عبد العزيز هو التقدير الذي يستحقه الدكتور زهير الهليس لبراعته ولفيلانثروبيته النادرة. جريدة الرياض | الدكتور الهليس سفيرنا الطبي. التكريم فخر له شخصيا وفخر للمؤسسة التي يعمل بها. كما أن للتكريم دلالة أخرى وهي أن القيادة تهتم بشؤون الأطباء والعلماء وتقدر إنجازاتهم. أبارك للدكتور زهير الهليس التكريم وأبارك لمستشفى الملك فيصل التخصصي ماحققه جراحها البارع وأبارك للوطن قيادته التي ترعى إنجازات أبناء الوطن المخلصين.
نجاح عملية معقدة لاستبدال الصمام &Quot;الأبهر&Quot; بـ &Quot;الرئوي&Quot; لـ 3 أطفال بـ &Quot;المدينة&Quot;
وهو ما يتطلب لياقة بدنية وصفاءً ذهنياً وتركيزاً عالياً. والدكتور زهير مجبول على حب الاطلاع في مجال مهنته، ولديه اهتمام كذلك بقراءة كتب التاريخ والأدب والشعر العربي الذي يحبه. وطبيب القلوب الجريحة، يمتلك طاقة من الحنان يغمر بها منزله وعائلته المكونة من زوجته وأولاده الأربعة: سارة، وزينة، وعبدالرحمن، ودانة. فعلاقته مع عائلته تتسم بالشراكة حيث يمنحهم حرية الخيار والقرار، فمنهم من يحاذي خطى والده ومنهم من اختار طريق نجاح مغاير. الدكتور/ زهير يوسف الهليس - جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية. يشير الدكتور زهير إلى أن أشد المراحل حرجاً لا تأتي وقت فتح القلب أو إجراء العملية، بل في مرحلة إعادة النبض إلى القلب مجدداً. يقول: «عند إجراء عملية القلب المفتوح نقوم بتوصيل الدورة الدموية بدورة دموية خارجية، أو ما تسمى بمضخة قلب ورئة صناعية، ونقوم بإيقاف قلب المريض بصفة مؤقتة عن العمل حتى نستطيع إجراء العملية وبعد انتهاء إجراء العملية نرجع الدورة الدموية لطبيعتها»، ويضيف: «إرجاع الوظيفة إلى طبيعتها تكون أصعب اللحظات، حيث ترى القلب الذي كان ساكناً ينبض الآن بالحياة ويقوم بعملية الدورة الدموية للمريض». لقد أحدث الهليس تطويراً لتقنيات جراحية لاستخدامها في مجال جراحة قلب الأطفال، كما أحدث نقلة نوعية في العناية المركزة بعد عملية جراحة القلب للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم يوماً أو يومين، ما جعل هذا العمل مرجعاً لأي مركز طبي في داخل المملكة، أو طبيب قلب جديد.
الدكتور/ زهير يوسف الهليس - جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية
كما أن الهليس هو مستشار للرئيس التنفيذي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وجدة بما يتعلق باختصاص القلب والأوعية الدموية. وبفضل خبرته الفائقة، فقد عمل كاستشاري زائر للكثير من المستشفيات في كافة أنحاء العالم، ليس هذا فحسب، بل تقلّد أيضًا منصب أستاذ زائر لدى برنامج جراحة قلب الأطفال والأوعية الدموية بجامعة ألبرتا بمدينة إدمنتون بكندا. الدكتور الهليس هو زميل الكلية الملكية للجراحين بكندا، في مجال الجراحة العامة ومجال جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية. كما أنه زميل الكلية الأمريكية لأطباء الصدر، والكلية الأمريكية للجراحين، وزميل الكلية الأمريكية لطب القلب، وجمعية القلب الأمريكية، وجمعية القلب الخليجية، والكثير غيرها من الجمعيات الطبية المرموقة حول العالم. وهو أيضًا عضو في هيئة تحرير عدة مجلات علمية عالية التأثير وخاضعة لمراجعة النظراء، مثل المجلة البريطانية لأمراض القلب)إصدار الشرق الأوسط(، ومجلة أمراض القلب والأوعية الدموية، والمجلة الدولية لجراحة قلب الأطفال وعيوب القلب الخلقية، ومجلة الجمعية المصرية لجراحة القلب والصدر. الجوائز وشهادات التقدير
لقد نال الدكتور الهليس خلال مسيرته المهنية الكثير من الجوائز.
حيث الرياض تمثِّل منطقة الوسط وهي أقرب بالنسبة لمدينة جدة من المنطقة الشرقية التي توجد فيها كلية البترول والمعادن. انكب الهليس على دراسة الطب، وكان على موعد دائم مع التفوق. حيث حقق تميزاً في مسيرته العلمية بدءاً من كونه طالباً من طلاب الدفعة الأولى لكلية الطب في جامعة الملك سعود حيث تخرج عام 1976م، وأول طبيب سعودي يلتحق بصفة دائمة كموظف في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وأول جرَّاح سعودي حصل على الزمالة في الجراحة العامة من كلية الأطباء والجراحين في كندا عام 1983م، وأول طبيب يُبعث للدراسات العليا في مجال جراحة القلب والأوعية الدموية من قبل مستشفى الملك فيصل التخصصي إلى أمريكا وكندا، وبذلك فتح باب الابتعاث بمستشفى التخصصي. ومنذ عام 1986م والجراح زهير الهليس، استشاري جراحة قلب الأطفال والدورة الدموية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، يواصل عمله ببراعة منقطعة النظير في إنقاذ قلوب الأطفال حديثي الولادة، عندما يكونون بين الحياة والموت لخلل في قلوبهم الصغيرة، كونه استشاري جراحة القلب المتخصص في جراحات قلوب الأطفال المعقدة، وحتى ما يطرأ على قلوب البالغين من خلل، مواصلاً بذلك عمله في إجراء عمليات القلب المفتوح لهم، مسجلاً قدوة رائعة لمن يتدرَّبون على يديه، وذلك لما يتمتع به زهير الهليس من مهارات خاصة في جراحة القلب المفتوح.
يهتم كثيراً بقلوب الأطفال الذين يولدون بتشوهات خلقية، يقول خلال مشاركته في المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب الذي أقيم في مدينة الدمام (السعودية) خلال الفترة ما بين (25 و27 فبراير/ شباط 2012)، إن عدد الأطفال السعوديين المصابين بعيوب خلقية في القلب، يصل إلى نحو 22 ألف طفل سعودي، جميعهم مسجلون في السجل الوطني للعيوب الخلقية في السعودية، ويتلقون العلاج والمتابعة المستمرة لحالاتهم الصحية. ويقول: «منذ الثمانينيات نعالج الأطفال من العيوب الخلقية وأمراض القلب، والآن أصبح لدينا عدد من الذين كانوا يعانون من هذه الأمراض بلغوا سن الرشد، ويشكون من بعض المشكلات الصحية». لكنه يلاحظ أنه «من التخصصات النادرة وغير الموجودة حالياً، هي العناية بمرضى العيوب الخلقية بعد بلوغهم». ولأهمية هذا الأمر، يطالب الهليس بتأسيس مركز خليجي لعلاج العيوب الخلقية في القلب للأطفال، وكذلك سجل خليجي يضم أعداد وبيانات مرضى القلب في دول الخليج، معتبراً أن «فكرة تأسيس مركز لعلاج أمراض القلب للأطفال حلم نتمنى تحقيقه، وخصوصاً أن غالبية المصابين بهذه الأمراض من عائلات دخلها محدود، وبالتالي قد لا يتمكنون من الحصول على العلاج المطلوب.