اسم الله اللطيف - YouTube
- اسم الله اللطيف النابلسي
- اسم الله اللطيف واسراره الروحانية
اسم الله اللطيف النابلسي
فاللطيف -سبحانه- هو الذي دقَّ علمه حتى أدرك السرائر والضمائر، وأحاط بالخفيات من الأمور، واحتجب عن أن يُحاط به أو تُدْرَك كيفيته، فهو الذي يدرك بواطن الأشياء، وخفاياها، وسرائرها معرفةً دقيقةً دون شعور الإنسان بثقل من وجود الله ومعيته. تأملات في اسم الله «اللطيف» - الراي. فمن دقة علمه وعظيم إحاطته بخفيّ ودقيق المعلومات أنه -سبحانه- يعلم ما يجول في خواطر الإنسان، وما يختلج في نفسه من مشاعر وأحاسيس وأفكار، كما أنه -سبحانه- يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، ومع ذلك لا يحيط العباد به علمًا، قال تعالى: ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 103] فسبحان اللطيف الخبير!. واللطيف -سبحانه- هو الذي يُجرِي رحمته تحت أستار الخفاء، يوصّل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه بالطرق الخفية، التي لا يشعرون بها، ويهيئ مصالحهم من حيث لا يحتسبون، قال تعالى: ( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ) [الشورى: 19]. وهو -سبحانه- لطيف بعباده رفيق بهم, يعامل المؤمنين بعطف ورأفة، ويدعو المخالفين إلى التوبة والغفران، مهما بلغ بهم العصيان. ومن لطفه -سبحانه- أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد، ولا يسعى إليها, ويوصله إلى السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي.
اسم الله اللطيف واسراره الروحانية
قال الخطابي: واللطيف هو البَرُّ بعباده، الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويسبِّب لهم من مصالحهم من حيث لا يحتسبون، كقوله – سبحانه -: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19]. وقال الشوكاني في قوله: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ ﴾: "إن الله لطيف لا تخفى عليه خافية؛ بل يصل علمه إلى كل خفي". وجمع الشيخ عبدالرحمن بن سعدي بين التعريفين، فقال: "اللطيف الذي لطف علمه وخبره، حتى أدرك السرائر والضمائر والخبايا (والخفايا والغيوب)، وهو الذي يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى".
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] "فتح القدير" (4/239). [2] "تيسير الكريم الرحمن" ص 838. [3] ص33، برقم 50، و"صحيح مسلم" ص 37، برقم 9. [4] ص 460، برقم 2441، و"صحيح مسلم" ص 1108، برقم 2768. [5] "تيسير الكريم الرحمن"؛ لابن سعدي، ص 723. [6] "النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى"؛ للنجدي (1/259 - 265).