وخلاصة الأمر أن الفساد والإفساد مناهجُ قديمة تتكرر، وخططٌ سابقةٌ يُعاد بعثها،
وهي مترافقة مع الإفقار والتفريق والتخريب، وقلَّما يأتي على أثرها منافع دائمة
خالية من المنغصات والآثام والعثرات، والقائمون عليها شجعان في المخازي، جبناء في
المصاعب، كرماء عند الرذائل، أشحة مع الفضائل.
- وقال فرعون ذروني اقتل موسى خالد الجليل
وقال فرعون ذروني اقتل موسى خالد الجليل
قصة مؤمن آل فرعون:
لقد حدث في قلب بيت فرعون قصة جديدة بخلاف قصة زوجته المؤمنة التي قتلها حينما علم بإسلامها، ولكن سنتعرف اليوم عن قصة شاب لم يكن من بني إسرائيل ولا من قوم موسى، ولكنه كان من قوم فرعون، لا بل إنه من آل فرعون وأقرب الناس إليه وكان أيضاً من عَليّة القوم، فقد كان هذا الرجل مؤمناً بموسى عليه السلام، وكان يساعد النبي موسى أيضاً في أمور دعوته، لكنه كان متخفياً ولا يظهر إسلامه؛ وذلك من باب مصلحة الدعوة الإسلامية ، ولكي يستفيد موسى عليه السلام من دعوته، فلم يُعرف اسم هذا الرجل ولكن ما يُهم هو ما الذي قدمه هذا الرجل حتى تصل الدعوة الإسلامية للناس. وفي يوم طلب فرعون من قومه أن يجتمعوا عنده في القصر، ومن بين الأشخاص الذين لبّوا دعوة فرعون للقصر الرجل المؤمن ، فقال فرعون: إني أريد أن أقتل موسى فدعوني وشأني، لأني عزمت على قتله، فقال تعالى: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ" غافر:26. وكان قد بيّن لهم سبب قتل موسى عليه السلام، وهو استبدال دينهم بدين موسى، فقالوا له: اقتله وما الذي يمنعك عن قتله فأنت قتلت أناس كثيرون وأطفال أبرياء، فلو أردت قتله لقتلته ولكن الله تعالى يحفظه.
لا تغمض عينيك كتبه/ سعيد السواح الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، لا تغمض عينيك، ماذا عملت لهذا الدين؟ أيها المسلم الحبيب.. لا تغمض عينيك ولا تخفض رأسك. فماذا عملت أنت لدين الله -تعالى-؟! فديننا يشكو منا إلى ربنا، فما أنت قائل؟ فنقول لك أيها الحبيب: هل فينا من يقوم ويقول: أنا لهذا الدين؟ هل فينا من يردد ويهتف ويقول: أنا.. أنا.. أنا لهذا الدين. إن الداء العضال الذي أصيب به أبناء الإسلام: الانهزامية.. الهزيمة النفسية!!. ولم يعلم أبناء هذا الدين أن علاج هذا الداء موصوف في كتاب الله -تعالى-، فما هو إلا أن نمد أيدينا لتناوله. فلقد قال الله -تعالى-: ﴿ وَلا تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ (آل عمران139). وقال - تعالى-: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وقال فرعون ذروني اقتل موسى كلمات. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ (آل عمران: 146-147).