قد يهمك: فضل سورة الملك مكتوبة
سبب نزول سورة البقرة
أما إذا تفرغنا للحديث عن سبب نزول سورة البقرة فإننا نجد أن هناك العديد من الأسباب التي نزلت من أجلها هذه السورة. وذلك تبعًا لاختلاف القصص والمواقف المذكورة فيها. فحتى النصائح التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى المسلمين في هذه السورة لها مواقف خاصة وأسباب معينة. وهناك العديد من الآيات التي ورد سبب نزولها في كتب التفسير. كما أن يوجد العديد من الآيات الأخرى التي لم يرد على الإطلاق سبب نزولها. فأول أربع آيات من سورة البقرة كان السبب في نزولها: عن مجاهد أنه قال:
أربع آيات من أول سورة نزلت في نعت المؤمنين، وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين. بحث كامل عن سورة البقرة - ملزمتي. أما الآيات الخامسة والسادسة فتحدثت تلك الآيات عن مصير الكافرين وما سيلقيانه في الآخرة من عذاب أليم. وبعدها عدد ثلاثة عشر من الآيات الكريمة كان سبب نزولها هو الحديث عن المنافقين. وعند التأمل في تلك الآيات نجد أن الله عز وجل تحدث عن الكافرين الآيتين فقط. أما الحديث عن المنافقين فاستغرق ثلاثة عشر آية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطورة المنافقين. عند الله حتى إنهم أسوأ في المنزلة من الكافرين.
- بحث كامل عن سورة البقرة - ملزمتي
بحث كامل عن سورة البقرة - ملزمتي
أصحاب الكهف كانت أول القصص التي وردت هي سورة أصحاب الكهف، والتي سميت السورة على اسمهم، وهم فتية خرجوا في غابر الزمان، وكانوا يدعون الناس إلى دين الله في عهد ملك ظالم، فهربوا إلى كهف فأماتهم الله تعالى فيه وبعثهم بعد ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا وهي مدة اتفق العلماء على طولها ولكنهم اختلفوا على المدة بالضبط، وعندما خرجوا ذهبوا إلى عهد ملك جديد، وقد تغير الحكم فعرفعهم الناس من العملة القديمة التي كانوا يحملونها، فعندما عادوا بهم إلى الكهف أماتهم الله تعالى مرة أخرى، وبنى عليهم الناس مسجدا وقد أصبح مكانهم منطقة سياحية حاليا في الأردن. صاحب الجنتين القصة الثانية التي وردت هي قصة صاحب الجنتين الذي كفر بنعم الله تعالى عليه، وكان له صاحب يتكبر عليه، وكان يقول إن هذا أوتيه بعلمه وأعرض عن نصح صاحبه له بأن هذه من نعم الله وأن عليه أن يشكر الله على ذلك، فعندما كفر بنعم ربه دمر الله جنته فأهلكه فلم يكن له من ينصره بعد ذلك. وبعدها يذكر الله تعالى قصة موسى والخضر، فعندما ظن موسى عليه السلام أنه أعلم أهل الأرض أراد الله أن يعلمه، فأرسله إلى الخضر وقال له إنه أعلم منه، وذكر الله قصته وهو يصاحبه في رحلته التي كان الله تعالى يوحيها إليه وطريقة تعلمه منه، وقد قال العلماء إنه واحد من الأنبياء لإيحاء الله تعالى إليه وهو ما يكون للأنبياء.
البعث، حيث تكرّر الحديث عن البعث فيما يأتي: قصة أصحاب الكهف، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا). [١١] تقرير حقيقة أن الحق من عند الله تعالى، وأن الله أعطى لكل إنسان القدرة على الاختيار بين الإيمان والكفر، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ). [١٢] قصة صاحب الجنتين وصاحبه الذي أنكر البعث وقدرة الله على ذلك، والذي شكّ في يوم الحساب وذلك قوله: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا). [١٣] المثل الذي ضربه الله بالحياة الدنيا، قال تعالى: (إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ)[١٤]. قصة ذي القرنين الذي آتاه الله من أسباب القوة والتمكين ما آتاه، وقد كان عبدًا مؤمنًا بالله، وكان مقصدًا لأقوامٍ مستضعفة ليحول بينها وبين المفسدين، فذكر لهم بعد أن أعانهم أن كل شيء في هذه الحياة سينتهي عندما يأتي وعد الآخرة، قال تعالى: (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).