فَفَسَادُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِيهٍِ كَلامٌ طَوِيلٌ وخِلافٌ كَبِيرٌ بَينَ العُلَمَاءِ في ذلكَ، وأَقرَبُ الأَقوَالِ: أَنَّهُم أَفسَدُوا أولاً بِقَتْلِ سَيِّدِنَا زَكَرِيَّا عَلَيهِ السَّلامُ، فَأَرسَلَ اللهُ إِلَيهِم غُزَاةً من فَارِسَ فَعَذَّبُوهُم وأَسَرُوا مِنهُم كَثِيرَاً، ولمَّا تَابُوا خَلَّصَهُمُ اللهُ من الأَسْرِ، وأَمَدَّهُم بِالنَّعِيمٍ والقُوَّةِ، مُحَذِّرَاً لَهُم من العَودَةِ إلى الإِفْسَادِ. فَأَفسَدُوا مَرَّةً ثَانِيَةً بِقَتْلِ نَبِيِّ اللهِ يَحيَى بنِ زَكَرِيَّا عَلَيهِمَا السَّلامُ، فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيهِم من انْتَقَمَ مِنهُم. وبناء على ذلك:
فالإِفْسَادُ مِنهُم حَصَلَ قَبلَ ظُهُورِ الإِسْلامِ، في المُدَّةِ الأُولَى قَبلَ رِسَالَةِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، والثَّانِيَةُ بَعدَ بِعْثَةِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ. وقَوْلُهُ تعالى: ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَينِ﴾. تفسير: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن...} - محمد الحسن الددو الشنقيطي - طريق الإسلام. لا يَقتَضِي الحَصْرَ، فالإِفْسَادُ سَيَحْصُلُ مِنهُم بَعدَ المَرَّتَينِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾. وهذا يُفِيدُ بِأَنَّهُ إذا أَفْسَدُوا فَسَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيهِم مَن يَنْتَقِمُ مِنهُ من عِبَادِ اللهِ تعالى أُولِي البَأْسِ الشَّدِيدِ، وأَسأَلُ اللهَ تعالى أن يُعَجِّلَ بالانْتِقَامِ مِنهُم عَاجِلاً غَيرَ آجِلٍ.
- لتفسدن في الأرض مرتين ايجي
- لتفسدن في الأرض مرتين مشاهدة
- كَذِب فِرية " آكلة الأكباد " على هند بنت عتبة رضي الله عنها !! - هوامير البورصة السعودية
لتفسدن في الأرض مرتين ايجي
ونختم هذا العرض الموجَز بسرد فهرس موضوعات الكتاب ليكونَ القارئ الكريم على معرفة بالموضوعات التي طرقها المؤلف في كتابه:
فهرس الموضوعات
توضيح لابدَّ منه: (بنو إسرائيل هم اليهود لاحقاً). الفصل الأول: اليهود وإفسادهم الدائم. الفصل الثاني: نبوءة التوراة في إفساد اليهود قديماً في أرض فلسطين. - نبوءة التوراة. - أضواء على هذه النبوءة. الفصل الثالث: الإفساد الأول. - بنو إسرائيل يرثون الأرض المقدَّسة. - بنو إسرائيل يفسدون في الأرض المقدَّسة ويُعاقبون على ذلك. الفصل الرابع: ثم ردَدْنا لكم الكرَّة عليهم. - رد الكرة لبني إسرائيل على أعدائهم. - إمدادهم بالأموال والبنين والنفير الكثير. الفصل الخامس: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم. الفصل السادس: الإفساد الثاني. * المرحلة الأولى من إفسادهم الثاني. - صور من إفسادهم وعلوهم في هذه المرحلة:
- ردتهم عن دينهم وعبادتهم للأصنام. لتفسدن في الأرض مرتين مشاهدة. - سقوط المجتمع الإسرائيلي في حمأة الفسوق والفجور. - اعتقادهم أنهم شعب الله المختار ولن يصيبهم لذلك شيء من المصائب. - موقفهم الشائن من الأنبياء. - نصوص مقدَّسة تصف إفساد بني إسرائيل بعد داود وسليمان عليهما السلام. - تدمير ملك بني إسرائيل وسبي الأسباط.
لتفسدن في الأرض مرتين مشاهدة
ثم توعدهم أنه إذا كرروا هذا فسيعيد لهم العقوبة إلى يوم القيامة
فقال تعالى: {وَإِنْ عُدتُّمْ
عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}
[سورة الإسراء: آية 8] هذا وعيد من الله أنه كما أنه عاقبهم على
المرتين الأوليين فهو كذلك سيعاقبهم كلما أفسدوا في الأرض إلى آخر
الدنيا وهذا واقع ومشاهد أن اليهود مازالوا يسلط عليهم الجبابرة ويسلط
عليهم عدوهم كلما حصل منهم علو في الأرض وإفساد في الأرض، وهذه عقوبة
من الله سبحانه وتعالى لهذا الشعب الذي لازال يفسد في الأرض وينشر
الفساد فيها ويتكبر على العباد.
وآخر عقوباتهم في الدنيا حين ينزل المسيح ابن مريم عليه السلام ويقتل
الدجال وينتصر المسلمون معه على اليهود ويقتلونهم في أرض فلسطين كما
دلت على ذلك الأدلة المتواترة من الكتاب والسنة. 74
24
148, 419
والمراد هنا -والله تعالى أعلم- أن الله فرغ إلى بني إسرائيل، بمعنى أنه قضى وحكم وأعلمهم وأوحى إليهم فيما أنزل عليهم في كتابهم وهو التوراة، لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ [الإسراء:4]، أعلمهم وأخبرهم بوقوع هذا الإفساد الذي قدره الله كوناً أنهم يفسدون في الأرض مرتين، لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ [الإسراء:4]، وفي قراءة أُبي وهي ليست متواترة: لتَفْسُدنّ في الأرض مرتين يعني: يحصل لكم الفساد والإعراض عن العمل بالتوراة. والقراءة المتواترة: لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ [الإسراء:4]، متضمنة لهذه القراءة -أعني قراءة أُبي، فإنهم إذا أفسدوا في الأرض مرتين فإن ذلك يتضمن أنهم قد فسدوا في أنفسهم، فإن المُفسد يكون فاسداً في حاله ونفسه -في خاصته، ثم يكون ذلك منه متعدياً فيحصل منه الإفساد للآخرين. لتفسدن في الأرض مرتين dailymotion. لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا [الإسراء:4]، أي: أنهم يحصل منهم العلو في الأرض بغير الحق، وهذا الإفساد "لتُفسِدن أو لتَفسُدن في الأرض مرتين"، متى وقع ذلك منهم؟
من المفسرين من يقول: الإفساد الأول هو قتل أشعيا. ومنهم من يقول: هو حبس أرميا. ومنهم من يقول: مخالفة أحكام التوراة.
وذكرها ابن كثير في البداية عن ابن إسحاق ثم قال: "قلت: هذه الآية مكيّة، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فكيف يلتئم هذا؟ فالله أعلم (4) ". قال الذهبي في المغازي: "وقال يحي الحمّاني: حدثنا قيس -هو ابن الربيع- عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قُتل حمزة ومُثّل به: " لئن ظفرت بقريش لأمثلنّ بسبعين منهم ". فنزلت: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل نصبر ياربّ ". إسناده ضعيف من قِبَل قيس. كَذِب فِرية " آكلة الأكباد " على هند بنت عتبة رضي الله عنها !! - هوامير البورصة السعودية. وقد روى نحوه حجاج بن منهال، وغيره، عن صالح المرِّي -وهو ضعيف- عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، وزاد: فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قطّ أوجع منه لقلبه (5) ". اهـ وذكر هذه الرواية الهيثمي في المجمع وفيه "... ونظر إليه وقد مُثّل به، فقال: " رحمة الله عليك إنْ كنتَ ما علمتُ لوصولًا للرحم فعولًا للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع -أو كلمة نحوها - أمَا والله على ذلك لأمثلنّ بسبعين كميتتك " فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة، وقرأ: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إلى آخر الآية فَكفَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمسك عن ذلك".
كَذِب فِرية &Quot; آكلة الأكباد &Quot; على هند بنت عتبة رضي الله عنها !! - هوامير البورصة السعودية
وفيه صلاته على حمزة سبعين صلاة. قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "تفرّد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف، من جهة عطاء بن السائب، فالله أعلم (11) ". قال الشيخ الألباني: "وهذا هو الصواب، خلافًا لقول الشيخ أحمد شاكر: إنه صحيح، فإنه ذُهل عما ذُكر من سماعه منه في الاختلاط (12) ". وفي المتن نكارة هي: " ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار " لأن هندًا رضي الله عنه أسلمتْ، والإِسلام يجبُّ ما قبله، ثم إنّ الراوي عن ابن مسعود هو عامر بن شراحيل الشعبي، ولا يصح له سماع من ابن مسعود، كما قال ذلك الأئمة: الحاكم، والدارقطني، وأبو حاتم (13) ، وابن باز (14). وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا}: "وقال محمَّد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة النحل كلّها بمكة، وهي مكية، إلاّ ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحد حين قُتل حمزة - رضي الله عنه - ومُثّل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لئن أظهرني الله عليهم لأمثلنّ بثلاثين رجلًا منهم " فلما سمع المسلمون ذلك قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنّ بهم مُثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قطّ، فأنزل الله: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إلى آخر السورة.
نصّ السّؤال:
السّلام عليكم ورحمة الله. وصلتني رسالة من إحدى الأخوات فيها ذكر قصّة وقعت بين عبد الله بن الزّبير ومعاوية، وأنّ عبد الله بن الزّبير كتب إليه: إلى معاوية ابن هندٍ آكلة الأكباد... الخ. فهل تصحّ هذه القصّة حفظكم الله ؟
نصّ الجواب: الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته. أوّلا: فإنّ الأحاديث الواهيات، والأخبار الموضوعات، كانت ولا تزال تحتلّ حيّزا كبيرا من المجالس والحلقات، والكتب والمصنّفات، ولا شكّ أنّها ازدادت ذيوعا، وتعاظمت شيوعا بانتشار وسائل الإعلام والاتّصال. فعلى المسلم الحذر كلّ الحذر وهو يتصفّح المواقع والمنتديات، فليس كلّ ما يلمع ذهبا. ثانيا: أمّا القصّة المذكورة في السّؤال، فلا أصل لها في شيء من الكتب المعتمدة. وإنّما جرى ذكرها قديما - وأُحْيِي ذكرُها حديثا - على ألسنة بعض المحاضرين ممّن ليس لهم عناية بالتّحقيق والتّدقيق في نقل الآثار. ثالثا: الصّحيح الثّابت في السنّة أنّ جبير بن مطعم رضي الله عنه هو الّذي حرّض وحشيّا رضي الله عنه قبل إسلامهما على قتل حمزة رضي الله عنه ، والحديث في صحيح البخاري، فلا ناقة لهندٍ رضي الله عنها في ذلك ولا جمل.