حيث كان من بين هؤلاء الملوك الملك هرقل ملك الروم، وأيضاً كسرى أبرويز وهو ملك فارس، وأيضاً المقوقس وهو ملك مصر وأيضاً النجاشي وهو ملك الحبشة، حيث تلقى جميع هؤلاء الملوك الرسائل من الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم وقد ردُّوا رداً جميلاً على تلك الرسائل والكتب من الرسول محمد، إلّا كسرى وهو ملك فارس، وهو الذي مزق الكتاب. عندما أرسل الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم كتاباً إلى المقوقس وهو حاكم الإسكندرية وأيضاً النائب العام للدولة البيزنطية في منطقة مصر، أرسله الرسول محمد مع الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، وقد كان معروفاً بحكمته ومعروفاً في بلاغته وفي فصاحته، عندها أخذ حاطب بن أبي بلعته كتاب الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم إلى مصر، وبعدها دخل على المقوقس والذي رحب به، وقد أخذ يستمع إلى كلمات الصحابي حاطب، فقال له: " يا هذا، إنّ لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".
- سیرة جناب "ماريا القبطية"
- صفات زوجات النبي - موضوع
سیرة جناب &Quot;ماريا القبطية&Quot;
ثم اشار على كاتبه ليكتب النص التالي: " اما بعد فقد قرأت رسالتك وما دعوتني اليه، فبلغتني دعوتك، لكني كنت اتصور أن آخر الانبياء سينبعث من ارض الشام. فها أنا اكرم رسولك واعيده مع وصيفتين من ارض الاقباط الكبرى، واجهزهم بكامل الجهاز والمركب، والسلام. " فسلم المقوقس الرسالة الى حاطب واعتذر منه، لعدم تمكن الاقباط قبول دعوته للدخول في دينهم، و اوصاه بأن يغض الطرف عما شاهده في ارض الاقباط وماسمعه منهم. فقفل حاطب راجعا الى الرسول الاكرم(ص) مع الوصيفتين "ماريا" و "سيرين (وبعبارة اخرى شيرين)" مع شيخ ارسله المقوقس معهم اضافة الى الف مثقال من الذهب وعشرين نوع من الملابس الفاخرة المنسوجة من القطن المصري الراقي، و دابة كأداء مع ارطال من العسل والمسك وأنواع العطور. وكانت ماريا وسيرين، تأثرتا لابتعادهما عن وطنهما حتى اغرورقت عيناهما بالدموع حزنا على فراق مسقط رأسهن، وهن يودعنها بعبرات تكاد تغرق عيناهن بالدموع. زوجة الرسول ماريا. وكانتا يتصورن أن الدنيا بلغت بهن الى النهاية، ولن يشعرن بالسعادة بعد اليوم. فأحس حاطب بمشاعرهن، فأخذ يسرد لهن من اساطير وقصص مكة والحجاز. ثم تحدث لهن عن الاسلام والنبي الاكرم(ص). فلما سمعن بصفات الرسول الاعظم ومحاسن خلقه وسيرته، شعرن بنوع من الارتياح وتشوقن للاستماع اكثر عن الاسلام ورسوله، حتى أعتنقتا الاسلام وراحتا يفكرن ببدء حياة جديدة، وأصبحن يسرحن ويمرحن بأحلامهن الجديدة، حتى وصلن عام سبعة للهجرة الى المدينة المنورة، حيث كان الرسول (ص) عائدا للتو من صلح الحديبية.
صفات زوجات النبي - موضوع
حيث عرفت بعد ذلك بـ /العقيقة/، ثم حلق شعر رأسه وتصدق بما يعادل وزنه من الفضة في سبيل الله. وكان النبي الاعظم (ص) كثير الانشداد لولده ابراهيم حتى قال الصحابي انس بن مالك: عندما ولد ابراهيم نزل الامين جبرائيل على الرسول الاكرم(ص) وحياه بهذه العبارة:
"السلام عليك يا أبا ابراهيم". وغداة ولادة ابراهيم قال رسول الله (ص) لأصحابه:
"لقد رزقت البارحة بمولود اطلقت عليه اسم جدي ابراهيم الخليل". فتسابقت نساء الانصار للفوز برضاعته ، لانهن اردن من خلال هذه الخطوة التقرب من السيدة ماريا، وكن يعرفن مدى علاقة الرسول (ص) بها. حتى فازت /ام بردة، خولة بنت منذر بن زيد/ لتكون مرضعة له. وقد ساد الفرح والسرور حياة الرسول وهو يشاهد نمو ابنه ابراهيم. سیرة جناب "ماريا القبطية". وذات يوم وبعد ان خرج النبي من منزله وصلته انباء تدهور صحة ابنه ابراهيم، فعاد الى المنزل وتناوله من امه،... فإرتسمت ملامح الالم والحزن على معالمه الشريفه، وهو يقول:
" يا ابراهيم لولا انه امر حق ووعد وصدق ، وان آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنا عليك حزنا هو اشد من هذا، تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي ربنا، والله يا ابراهيم، انا بك لمحزونون. " هذه التمتمات التي ارتسمت على شفاه سيد الانبياء والمرسلين، اعقبتها دموع الشوق والحنين من أب يشاهد الموت يحيط بإبنه من كل جانبه ويتسلل اليه، ولم يكن بإمكانه ان يمنعه منه، وفي مثل تلك اللحظات العصيبة اعترض احد الحضور الفضوليين على بكاء النبي(ص) على ولده قائلا:
" يارسول الله ألم تنهانا عن البكاء على الميت؟ فأجابه رسول الله(ص) لا، لم أنهاكم عن البكاء في فقدان أعزتكم، لأن البكاء رحمة ونعمة ربانية، ومن لم يتصدع قلبه لتألم الآخرين ولم تكن في قلبه رأفة تجاههم لا تناله رحمة الله الواسعة.
ولمارية شأن كبير عند النبي محمد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بأهل مصر خيرًا، فإن لهم نسبًا وصهرًا" والنسب منجهة هاجر أم إسماعيل، والصهر من جهة مارية القبطية. وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله بها، وقالت عائشة: "ماغرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية". عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في المحرم من السنة السادسة عشر، ودعا عمر بن الخطاب الناسوجمعهم للصلاة عليها فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مارية القبطية، ودفنت إلى جانب نساء أهلالبيت النبوي وإلى جانب ابنها إبراهيم. المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
شاهد ايضا:- الهيئة القبطية الإنجيلية تشارك في صكوك الأضاحي للعام الرابع بمائة ألف جنيه