قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
يقول تعالى ممتنا على عباده في إنجائه المضطرين منهم من ظلمات البر والبحر أي الحائرين الواقعين في المهامة البرية وفي اللجج البحرية إذا هاجت الرياح العاصفة فحينئذ يفردون الدعاء له وحده لا شريك له كقوله " وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه " الآية. وقوله" هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين " الآية. وقوله " أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون " وقال في هذه الآية الكريمة" قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية " أي جهرا وسرا " لئن أنجانا " أي من هذه الضائقة " لنكونن من الشاكرين " أي بعدها.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأنعام - قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية - الجزء رقم7
قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون. استئناف ابتدائي. ولما كان هذا الكلام تهديدا وافتتح بالاستفهام التقريري تعين أن المقصود بضمائر الخطاب المشركون دون المسلمين. وأصرح من ذلك قوله ثم أنتم تشركون. وإعادة الأمر بالقول للاهتمام ، كما تقدم بيانه عند قوله تعالى قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة الآية. والاستفهام مستعمل في التقرير والإلجاء ، لكون ذلك لا ينازعون فيه بحسب عقائد الشرك. إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأنعام - تفسير قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين - الجزء رقم4. والظلمات قيل على حقيقتها ، فيتعين تقدير مضاف ، أي من إضرار ظلمات البر والبحر ، فظلمات البر ظلمة الليل التي يلتبس فيها الطريق للسائر والتي يخشى فيها العدو [ ص: 281] للسائر وللقاطن ، أي ما يحصل في ظلمات البر من الآفات. وظلمات البحر يخشى فيها الغرق والضلال والعدو. وقيل: أطلقت الظلمات مجازا على المخاوف الحاصلة في البر والبحر ، كما يقال: يوم مظلم إذا حصلت فيه شدائد. ومن أمثال العرب ( رأى الكواكب مظهرا) ، أي أظلم عليه يومه إظلاما في عينيه لما لاقاه من الشدائد حتى صار كأنه ليل يرى فيه الكواكب. والجمع على الوجهين روعي فيه تعدد أنواع ما يعرض من الظلمات ، على أننا قدمنا في أول السورة أن الجمع في لفظ الظلمات جرى على قانون الفصاحة.
الله ينجيكم منها ومو كل كرب ثم أنتم تشركون | Jalbotblog
(قل من ينجِّيكم من ظلمات البر والبحر... ) ❤ عبدالله المحيسن - YouTube
إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأنعام - تفسير قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين - الجزء رقم4
islamiyyat
مزيد من المقالات بواسطة »
القول في تأويل قوله: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه ﷺ: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم، الداعين إلى عبادة أوثانهم: من الذين ينجيكم ="من ظلمات البر"، إذا ضللتم فيه فتحيَّرتم، فأظلم عليكم الهدى والمحجة = ومن ظلمات البحر إذا ركبتموه، فأخطأتم فيه المحجة، فأظلم عليكم فيه السبيل، فلا تهتدون له = غير الله الذي إليه مفزعكم حينئذ بالدعاء [[في المطبوعة: "الذي مفزعكم"، والصواب من المخطوطة. ]] ="تضرعًا"، منكم إليه واستكانة جهرًا [[انظر تفسير"التضرع" فيما سلف ص: ٣٥٥. ]] ="وخفية"، يقول: وإخفاء للدعاء أحيانًا، وإعلانًا وإظهارًا تقولون: لئن أنجيتنا من هذه يا رب [[في المطبوعة والمخطوطة، كان نص الآية ﴿لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ﴾ وهي قراءة باقي السبعة، وقراءتنا المثبتة في مصحفنا هي قراءة الكوفيين. الله ينجيكم منها ومو كل كرب ثم أنتم تشركون | jalbotblog. وقد جرى أبو جعفر في تفسيره على قراءة عامة الناس، ولم يشر إلى قراءتنا، وجرى على ذلك في تفسيره الآية. وقال القرطبي: قرأ الكوفيون"لئن أنجانا"، واتساق المعنى بالتاء، كما قرأ أهل المدينة والشام.
وفي هاتين الآيتيْن أيضًا من المباحث اللُّغويَّة، وفي اختلاف القراءات علمٌ جمٌّ، وفوائد جليلة، هِي مقْصودنا في هذه المقالة. فأمَّا القراءات ومباحث اللُّغة في هاتين الآيتين:
1- فقرأ يعقوب بن إسحاق ال حضرمي - من القراء العشَرة -: (﴿ قُل مَن يُنْجِيكم ﴾ - ﴿ لئِن أنْجَيْتَنا ﴾ - ﴿ قل الله يُنْجِيكم ﴾)، كلّ هذا من الفعل (أنجَى) الرُّباعي، الذي زيادته بالهمزة، همزة التعدِية؛ فالمضارع يُنْجي، بسكون النون وتخفيف الجيم. وفي هذه القراءة: ﴿ لئن أنْجَيْتنا ﴾ هي مِن كلام المشْركين الذي يدعون به، وهذا فيه حكاية القول كما هو. فقولهم: ﴿ لئن أنجيْتَنا ﴾ يُخاطبون به مَن يَدْعونه يلتمسون عنده النَّجاة، وهو المسؤول عنه في قوله تعالى: ﴿ قل مَن ينجيكم ﴾. 2- وقرأ الكوفيُّون [1]: (﴿ قُل مَن يُنَجِّيكم ﴾ - ﴿ لئِن أنْجَانَا ﴾ -﴿ قل الله يُنَجِّيكم ﴾). فقوله تعالى: ﴿ يُنَجِّيكم ﴾ في الموضعَين من الفِعْل ﴿ نجَّى ﴾ الرباعي، الَّذي زيادته بالتَّضعيف؛ فالمضارع يُنَجِّي، بفتح النّون وتشْديد الجيم. وقوله تعالى: ﴿ أنْجَانَا ﴾ يقرؤها حمزة والكسائي وخلَف [2] بالإمالة، وأمَّا عاصم فلا يُميلها. و: ﴿ لَئِنْ أنجَانا مِنْ هَذِه لَنَكونَنَّ ﴾ هي حكاية ما يدْعون به أيضًا، لكن ليس فيه خطاب مَن يتوسَّلون به ويجأرون إليْه، وإنَّما دعاؤُهم له على الغيب.