دين الإسلام تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم وتشريف للمسلمين ، وسوف يسألنا ربنا تبارك وتعالى على هذه النعمة يوم القيامة " وإنه لَذِكْرٌ لك ولقومك وسوف تُسئلون ". كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم « اللهم يا مُقَلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك » وكانت أغلى أمنية لسيدنا يوسف عليه السلام أن يموت على الإسلام " ربي قد ءاتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليِّ في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ". فاللهم ثبِّت قلوبنا يا رب على دينك وأحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين. لقد وفقك الله تبارك وتعالى أيها المسلم وهداك حتى تكون من أهل هذا الدين العظيم دين الإسلام ، وهذه نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله تعالى عليها غاية الشكر. كثير من المسلمين لا يشكرون الله على نعمة الإسلام ، والشكر هنا حقيقة ليس بالحمدلله فقط ، وإنما بخدمة الإسلام وحمل هَم المسلمين ، معظم الناس مشغولون بأمورهم الخاصة ، هذا مشغول بأولاده وهذا بمرضه وهذا بوظيفته وهذا بديونه ، فمن يحمل همَّ الإسلام والمسلمين ؟ ومن يفكر في من ينام على الرصيف بدون طعام أو غطاء ؟ والشكر هنا بمعنى البذل والعمل والتضحية " اعملوا آل داود شكرا " هيا نتعلم كيف نشكر الله تعالى على نعمة الإسلام من أُناس أحبوا هذا الدين وضحوا من أجله وتحمَّلوا الكثير في سبيله.
كيف الحال نشكر الله
هل هذا يعني أن الشكر نعمة من الله عز وجل؟
نعم هي منه وهبة من الله عز وجل لأن الله قسّم الأخلاق كما قسّم الأرزاق ومن رضي الله عنه أعطاه الخلق الحسن والشكر يعتبر من هذا الخلق الحسن. ولذا شعر موسى أنه عاجز عن الشكر حيث أن العجز عن الإدراك إدراك ولذلك فقد سأل ربه كيف يشكره وقال الله يا كليمي الآن شكرتني لأنه فقه َالمعنى أنّ الشكر منحة ومنة من الله لأن شكر النعم ليست لكل البشر..
إذا كان الشكر منحة فكيف نشكر ؟
وقد يقول البعض إنني لا أشكر لأن الله لم يعطني منحة الشكر؟
إن الله قد أعطانا النعم ورزق كل العباد نعمتين وهما نعمة الإيجاد ثم نعمة الإمداد ، ويشترك العالم بأسره في هاتين النعمتين ، بينما تفرد المسلم بنعمة الهدى والرشاد التي لم يرزقها الله إلا لمسلم أو مؤمن. فهي النعمة التي يختص بها الله عباده المؤمنين حيث أنه يعطى نعمة الهدى والرشاد لمن طرق باب الهدى والرشاد ومن ثمرات هذه النعمة الشكر. فالعبد يستوجب النعمة عندما يطرق بابها والنعم تأتي لأهلها ، والعبد عندما يشكر النعم تزيد ، حتى أن العرب عرفوا الشكر تعريفا طيبا وقالوا أنه " قيد النعم الموجودة وصيد النعم المفقودة ". وذلك لأن الشكر يقيد النعم الموجودة ويحفظها بشكرها ويكون بمثابة دعاء ليعطيه الله النعم المفقودة.
كيف نشكر نعم الله
ونأخذ مثال على ذلك جارحة العين فكيف أشكر الله عليها حيث أنها نعمة من الله. وقد قالوا أن أعظم شكر لله في جارحة العين هو أن أستر بها عورات المسلمين وألا أتجسس بها على الناس. ونجد تطبيق ذلك في الواقع العملي في بيوت كثير من المسلمين حيث كثرت الشكاوى في هذه الأيام من أن الزوجة مثلا قد تتجسس على هاتف زوجها ، وكذلك الزوج أيضا ، وهو ما يعتبر أمر غير طيب. ما هو رأيك في شكر الناس؟
نحن يجب أن نصنع الخير حتى نشكر الله على نعمته علينا حيث جعلنا مسلمين. فعندما ينظر المسلم لغير المسلم يحمد الله أن رزقه نعمة الإسلام. فلقد كان الشافعي يقول يارب رزقتني الإسلام ولم أسألك فأرزقنى الجنة وأنا أسألك. ولكنى أريد أن أستكمل النقطة السابقة والتي توقفت عندها وهى التجسس ، حيث نهى الله عن التجسس وقال " لا تجسسوا". ولكن بعض الأفراد يستثنوا أنفسهم من هذا الأمر كالزوجة أو الزوج كما قلنا من قبل فلقد قال الله لا تجسسوا للجميع ولم يستثني أحدا من هذا الأمر..
هل يعتبر ما يفعله الزوج أو الزوجة في البيوت أن يكون احدهم فضوليا بحيث يرى أمور الطرف الآخر من وراء ظهره يعتبر تجسس؟ وهل يعتبر هذا مباح؟
هذا نوع من التجسس ، حيث يجب ألا يتجسس الزوج على زوجته ولا الزوجة على زوجها لأن البيوت تقام على النظافة واليقين والصدق ومثل هذه الأمور الطيبة.
إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، فالحمد لله على نعمة الإسلام. يقول سيدنا موسى عليه السلام وهو يتلقى التوراة: يا رب إني رأيت مكتوبا في التوراة أن هناك أمة إذا استقرت اللقمة في بطونها غفرت لهم لأنهم يبدأون الطعام ببسم الله ويختمونه بالحمد لله ، اللهم اجعلهم أمتى يا رب ، قال الله: يا موسى انهم أمة محمد. قال موسى: يا رب إني أرى مكتوبا في الألواح أن هناك أمة إذا همَّ أحدهم بفعل سيئة فلم يفعلها وتركها من خشيتك كتبتها له حسنة ، اجعلهم أمتى يا رب ، قال الله: يا موسى إنهم أمة محمد. قال موسى: يا رب إني أرى مكتوبا في الألواح أن هناك أمة إذا همَّ أحدهم بفعل حسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة فإذا فعلها كتبت له عشر حسنات إلى سبعماىة ضعف ، اجعلهم أمتى يا رب ، قال الله: يا موسى إنهم أمة محمد ، فقال موسى: يا رب اجعلني من أمة محمد ، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة. سيدنا إبراهيم عليه السلام تمنى أن يكون أبوه مسلما ولم يشأ الله سبحانه وتعالى ، وتمنى نوح عليه السلام أن يكون ابنه مسلما ويأبي الله رغم دعاء نوح ، وتمنى محمد عليه الصلاة والسلام أن يسلم عمه ولم يكتب الله له الإسلام رغم أنه نصر رسول الله في دعوته.