حجم الخط
صفير
متوسط
كبير
كبير جداً
حين كتب العلامة أبو القاسم الزمخشري تفسيره الشهير "الكشاف"، ضمّنه فِكر المعتزلة المُخالف لفكر أهل السُنة. وبسبب براعة الزمخشري في التفسير البلاغي شاع تفسيره بين المذاهب الأخرى. لكن هاجس ما بثه الزمخشري في تفسيره ظل يؤرق أغلب أئمة السُنة، ما دفعهم لتعقب مواطن الاعتزال فيه وإزالتها في مصنّفات منقّحة. صاحب أبرز هذه الجهود كان الإمام البلقيني شيخ الحافظ ابن حجر، الذي قال:
" استخرجتُ من الكشاف اعتزالًا بالمناقيش. فمثلًا يقول الزمخشري في تفسير الله عز وجل: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}: أيّ فوز أعظم من دخول الجنة؟! وفي كلامه هذا إشارة إلى نفي الرؤيا، فإنه يوجد فوز أعظم من دخول الجنة، وهو أن يرى المؤمنون ربهم ". الأديب المكفر بـ "المناقيش"
أتذكر هذه المقولة كلّما طالعتُ تفسير سيد قطب "في ظلال القرآن". فالرجل كان أديبًا بارعًا من خريجي مدرسة أبولو الأدبية، وتلميذًا نجيبًا للعقاد، وحاضرًا مؤثرًا في صالوناته الأدبية، وفقًا لشهادة نجيب محفوظ. في شهادته، أشاد محفوظ ببراعة سيد قطب وقُدرته الكبيرة على الجدل والحوار مع كبار الأدباء، رغم عدم إجادته لأية لغة أجنبية.
- في ظلال القرآن سورة المزمل
- في ظلال القرآن وورد
- في ظلال القران المكتبة الشاملة
- القاعدة الثانية والأربعون: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم) | موقع المسلم
- تجاوزات الشعراء في أشعارهم | موقع المسلم
- شيخ الأزهر يفجر مفاجأة عن معنى اسم "المؤمن" من أسماء الله الحسنى
في ظلال القرآن سورة المزمل
وحول إن كان كتابه "قراءة سياسية في القرآن الكريم" يمثل تحديثا لكتاب "في ظلال القرآن" للكاتب المصري الراحل سيد قطب (1906 ـ 1966)، يقول الشيخ صلاح: "يشرفني أن أكون ممن اجتهد أن يقرأ الكثير من أجزاء في ظلال القرآن الكريم". ويتابع: "كنت أتمنى أن يقع (الكتاب) بين يدي بالسجن حتى أنهي قراءته بالكامل، ولكن لم تتوفر هذه الظروف، إن "في ظلال القرآن الكريم" هو مدرسة كاملة، وفيه الخير الكثير الذي يستفيد منه كل إنسان يصبو إلى الحق وإلى الكرامة والحرية والحياة بثوابته، وقد استفدت منه بشكل كبير جدا". ويستدرك: "لكن حقيقةً الذي كتبته قد يكون فيه بعض خطوط التشابه مع "في ظلال القرآن الكريم"، ولكن اجتهدت أن أكتب هذا العنوان، "قراءة سياسية في القرآن الكريم" إلى جانب "قراءة سياسية في العهد القديم"، وهو موجود في الأسواق، وأيضا "قراءة سياسية في إنجيل برنابا"، وإن شاء الله سيصدر في القريب، وأيضا "قراءة سياسية في العهد الجديد"، وإن شاء الله سيصدر في المستقبل". ** شوق للأقصى والقدس
والشيخ صلاح من أبرز المدافعين عن المسجد الأقصى والقدس المحتلة في مواجهة سياسات الاحتلال التي تستهدف طمس هوية المدينة الفلسطينية. وتعرض للاعتقال والسجن مرارا، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، حظرت تل أبيب "الحركة الإسلامية" التي يترأسها؛ بزعم "ممارستها نشاطات تحريضية ضد إسرائيل".
في ظلال القرآن وورد
في ظلال آية من كتاب الله
هناك آية أخطأ الناس في تفسيرها حتى بلغ هذا التفسير الخاطئ مداه؛ وهي في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92]. منذ طفولتنا ونحن نسمع أن هذه الآية فيها معجزة، وأن بقاء جثة فرعون حتى هذه الساعة ونجاتها من التحلل هو مدلول هذه الآية: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴾ [يونس: 92]. وهذا الاعتقاد خاطئ وخطير في نفس الوقت؛ لأن المعنى الذي أشارت إليه الآية ليس له علاقة ببقاء جثة فرعون حتى هذه اللحظة، بل إن الآية تتحدث عن نجاة جثته من الغرق، وإلقائها على الساحل، ليرى الناس من خلفه - وهم أهل مصر - أن هذا ليس بإلهٍ كما كان يدَّعي، بل إن الله أهلكه بالغرق والموت. أما الاحتفاظ بجثته حتى هذه اللحظة، فلا علاقة له بمعجزة، بل هي على ما كانت العادة جارية عليه في زمن المصريين القدامى، الذين كانوا أهل براعة وخبرة في التحنيط وفنونه وأسراره، ولا علاقة لمعجزة ربانية في ذلك؛ إذ إنه يوجد الآن في المتاحف المصرية عشرات الجثث المحنطة، مثل جثة فرعون، ولا غرابة في ذلك ولا معجزة.
في ظلال القران المكتبة الشاملة
يرفض سيد قطب فكرة النسخ، ويعبّر عنها بالمرحلية، حيث يقول "إن تلك الأحكام المرحلية ليست منسوخة بحيث لا يجوز العمل بها في أي ظرف من ظروف الأمة المسلمة بعد نزول الأحكام الأخيرة". هذه الجزئية هي أساس الفقه الحركي، الذي أسس له سيد قطب، والذي يعتمد على تحويل السيرة إلى منهج حركي وتاويل القرآن تاويلاً حركيًا. يقول سيد قطب: "نحن نستهدف دعوة إلى الإسلام ناشئة في مواجهة جاهلية شاملة.. ولكن مع اختلاف في الملابسات والظروف والحاجات والمقتضيات الواقعية للحركة.. وهذا الاختلاف هو الذي يقتضي «اجتهادا» جديدا في «فقه الحركة» يوائم بين السوابق التاريخية للحركة الإسلامية الأولى وبين طبيعة الفترة الحاضرة ومقتضياتها المتغيرة قليلا أو كثيرا.. هذا النوع من الفقه هو الذي تحتاج إليه الحركة الإسلامية الوليدة.. أما الفقه الخاص بأنظمة الدولة، وشرائع المجتمع المنظم المستقر، فهذا ليس أوانه". ويوضح الفرق بينه الفقه الحركي والفقه التقليدي الذي يعبر عنه بفقه الأوراق، فيقول: "إن هنالك مسافة شاسعة بين فقه الحركة، وفقه الأوراق! إن فقه الأوراق يغفل الحركة ومقتضياتها من حسابه، لأنه لا يزاولها ولا يتذوقها! أما فقه الحركة فيرى هذا الدين وهو يواجه الجاهلية، خطوة خطوة، ومرحلة مرحلة، وموقفا موقفا.
(ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز ناصر الجليل، ص496)
وقال السعدي: الرزاق: لجميع عباده فما من دابّة في الأرض إلا على الله رزقها ورزقه لعباده نوعان؛ رزق عام شامل البرّ والفاجر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان، ورزق خاص وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان، والرزق الحلال الذي يُعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته. (ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز ناصر الجليل، ص497)
المصدر:
د. علي محمد الصلابي، إبراهيم السّلام خليل الله، ط. 1، دار ابن كثير، ص 524-628.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ومناسبة ذكر هذه الآية لليمين الغموس: ورود الوعيد على من حلف كاذباً متعمداً"(3). وإنك لتعجب ـ مع وضوح هذا الأمر بحفظ اليمين، والتحذير من اليمين الكاذبة ـ أن يتجرأ بعض الناس على الأيمان الكاذبة، من أجل لعاعة من الدنيا، أو من أجل دفع مضرة عن نفسه بسبب كذبه أو تحايله! ألم يعلم هؤلاء أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة؟! تجاوزات الشعراء في أشعارهم | موقع المسلم. ألم يسمع هؤلاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرتجف له القلب: "من حلف على يمين صبْر يقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ ـ هو فيها فاجر ـ لقي الله وهو عليه غضبان"(4) ويمين الصبر ـ كما قال العلماء ـ: هي التي يحبس الحالف نفسه عليها، وتسمى هذه اليمين الغموس(5). أما الأمر الثاني ـ الذي يشمله اسم الحفظ ـ في هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم}:
فهو الإقلال من الحلف، وقد ذم الله تعالى من أكثر الحلف بقوله: {وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ} [القلم: 10] وقال في هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ}. والعرب كانوا يمدحون الإنسان بالإقلال من الحلف، كما قال كُثَيّر:
قليل الألايا حافظ ليمينه *** وإن سبقت منه الألية برت
والحكمة في الأمر بتقليل الأيمان:
1 ـ أن من حلف في كلِّ قليل وكثير بالله، انطلق لسانه بذلك ولا يبقى لليمين في قلبه وقع، فلا يؤمن إقدامه على اليمين الكاذبة، فيختل ما هو الغرض الأصلي في اليمين.
القاعدة الثانية والأربعون: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم) | موقع المسلم
محرر صحفي سكرتير تحرير ورئيس قسم التدقيق والمتابعة
جاء القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة. وفى القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التى حملت تصويرا بالغا، وتجسيد فنى بليغ، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: ﴿ووجدك ضالا فهدى﴾ (سورة الضحى الآية:7). ومن خصائص القرآن الكريم الإيقاع المثير والسرد الرائع، وفى الصورة السابقة، يصور كيف يهدى الناس إلى الإيمان، وهنا وكأنه سبحانه وتعالى يخطاب عبده، ووجده لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلَّمه ما لم يكن تعلم، ووفقه لأحسن الأعمال؟ ووجده فقيرًا، فساق له رزقه، وأغنى نفسه بالقناعة والصبر. شيخ الأزهر يفجر مفاجأة عن معنى اسم "المؤمن" من أسماء الله الحسنى. وبحسب تفسير القرطبى: أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك: أي أرشدك. والضلال هنا بمعنى الغفلة كقوله جل ثناؤه: لا يضل ربي ولا ينسى أي لا يغفل، وقال في حق نبيه: وإن كنت من قبله لمن الغافلين. وقال قوم: ضالا لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك الله إلى القرآن، وشرائع الإسلام عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما.
تجاوزات الشعراء في أشعارهم | موقع المسلم
القاعدة الثانية والأربعون: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم)
للاستماع لمحتوى المادة
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أيها القراء الكرام، وحياكم الله في هذا المرفأ الجديد من مرافئ هذا الشاطئ الإيماني الذي يستمد روحه من كتاب الله؛ لنتذاكر شيئاً من معاني قاعدة قرآنية محكمة، وثيقة الصلة بواقع الناس، إذ لا ينفك أحدٌ عنها، لكثرة تلبسهم بها، فكان التذكير بها وبما دلّت عليه أمراً مهماً، إنها القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم}[المائدة: 89]. وهذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت ضمن سياق الحديث عن كفارة اليمين في سورة المائدة، قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 89].
ومعنى هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم}: هو حفظها عن ثلاثة أمور:
الأمر الأول: حفظها عن الحلف بالله كاذباً. والأمر الثاني: حفظها عن كثرة الحلف والأيمان. والأمر الثالث: حفظها عن الحنث فيها إذا حلف الإنسان، اللهم إلا إذا كان الحنث خيراً، فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، ولا يكون يمينه سبباً في ترك ذلك الخير الذي حلف على تركه(1)، وبيان هذه الأمور فيما يلي:
أما حفظ الأيمان عن الحلف الكاذب:
فإن هذا من أكبر الكبائر، وتلك هي اليمين الغموس ـ التي تغمس صاحبها في الإثم ـ يقول النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في البخاري ـ من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟! قال: "الإشراك بالله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم عقوق الوالدين"، قال ثم ماذا؟ قال: ثم ماذا؟ قال: "اليمين الغموس"، قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: "الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب"(2). وقد بوّب البخاري: على هذا الحديث فقال: باب اليمين الغموس، {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل:94]؛ دَخَلاً: مكراً وخيانة.
شيخ الأزهر يفجر مفاجأة عن معنى اسم "المؤمن" من أسماء الله الحسنى
وواصل: "ولذلك كانت الأنبياء تأتي معها بمعجزات كانت بمثابة شهادة تصديق من الله عز وجل للأنبياء والرسل، وبهذه المعجزات أصبح الله مؤمنا ومصدقا لأنبيائه ورسله بمعجزاتهم.
وكلُّ ما مضى ـ أيها الإخوة ـ يجعلنا ندرك أن الشرع الحكيم أولى موضوع الأيمان أهمية بالغة، وبيّن أحكامها تمام البيان، من أجل أن يعرف المسلم حدود هذه العبادة، وأحكامها، وما يجب وما يحرم وما يستحب، وأن ذلك كلّه إنما شرع ووضح تعظيماً لله جل وعلا، وليحفظ العبد يمينه من العبث بها، أو التقليل من شأنها، رزقنا الله وإياكم معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله، وتعظيمها على الوجه الذي يحبه ويرضاه، وأن يمنحنا الفقه في دينه، والبصيرة فيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين. _______________
(1) ينظر: تفسير الطبري (10/562)، وتفسير القرطبي (6/285)، وتفسير السعدي: (242). (2) صحيح البخاري (6522). (3) فتح الباري: (11/556). (4) مسلم (220). (5) ينظر: شرح النووي على مسلم (2/160). (6) ينظر: تفسير الرازي (6/65). (7) ينظر: تفسير المنار (2 / 291). (8) مسلم (1650). (9) البخاري (6342)، ومسلم (1649).