الكلمات الأربع وفضلها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين. إن لفظة الكلمات الأربع أصبح عَلَمًا يُطلَق على أربع كلمات عظيمة، وردت في السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذه الكلمات هي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقد ورد في هذه الكلمات الأربع نصوصٌ نبويةٌ عظيمةٌ توضِّح ثوابها الجزيل وأجرها العظيم، ومما ورد في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((أحَبُّ الكلامِ إلى الله أربع،..... الموضوع الأصلي
خطبة مكتوبة بعنوان: ” الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر “. – موقع: &Quot;عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد&Quot; العلمي
إن الإيمان منهج حياة، يصل حياة الدنيا بحياة الآخرة.. بل هي حياة واحدة فما الحياة الدنيا إلا ساعة من نهار، وما الموت إلا زيارة للمقابر، وقوم نوح عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من خطيئتهم اغرقوا فادخلوا ناراً - وانظر إلى هذه الفاء-!! وهذا المنهج فيه سعادة الدارين وهو الضامن لحياة -واحدة- طيبة الزعيم بها: {من عمل صالحاً من]، فالمؤمن بإيمانه يربح الدنيا والآخرة، والكافر بكفره يخسرهما جميعاً.. خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. والإنسان في هذه الدنيا مستعمر مستخلف، وصالح عليه السلام يقول لقومه: { أعبدوا الله مالكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون)، فالدنيا ليست مذمومة في ذاتها وإنمِّا الذم في الاغترار بها وفي جعلها أكبر الهم ومبلغ العلم، أمَّا إذا عمرها صاحبها بصالح العمل فهو الصالح حقاً وهي الطيبة الحلوة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله). والناظر في القرآن الكريم يجد أن الإيمان والعمل الصالح موجبان لثواب في الدنيا قبل الآخرة.. مُحقِّقان لمكاسب دنيويَّة يطلبها الناس جميعاً مؤمنهم وكافرهم برّهم وفاجرهم، ومن ذلك التمكين في الأرض وبسط السلطان والنفوذ، فهذا مما يسعى إليه صاحب أي فكرة، فالفكرة -أياً كانت- لابد لها من قوة تدفع عنها وتحميها والله عزّ وجلّ يقول: {وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم]، وهذا الأمن الذي وجدناه في الآية آنفاً هو المطلب الأول لكل المجتمعات الإنسانية فإذا فُقِد سادت الفوضى واختلَّ النظام وفَسُد الحال، والأمن الحقيقي لا يكون].
وأنا لا أسوق هذا الفهم القبيح من باب الإفتراض أو التخيل بل هو فهم واقع متحقِّق عند بعض الناس، حتى جاء من المسلمين من ينصح ابنه بأبيات من الشعر يذمّ له فيها الدنيا ويُزهّده فيها إذْ يقول له: سُجِنتَ بها وأنت لها تحبُُّ ** وكيف تحبُّ ما فيه سُجنتا ؟ ولم تُخلقْ لتعمرَها ولكن ** لتعبرَها فجِدّ لما خُلِقتا وإنْ هُدِمَتْ فزدها أنت هدماً ** وأصلح أمرَ دينكَ ما استطعتا ولك أن تتصور أخي القارئ الشقاء المقيم الذي يمكن أن يحل بهذه البشرية جميعاً لو عمل ذلك الابن -وعمل معه الناس- بتلكم النصيحة فزاد الدنيا هدماً!! إن الأحاديث التي تُزِهدِّ في الدنيا كثيرة، تفيض بها كتب الحديث، والنبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يُشبهِّ حاله فيها بحال الغريب العابر والراكب المسافر، وقد يأمر أصحابه بتمثِّل هذه الحال: (كن في كأنك غريب أو عابر سبيل ، مالي وللدنيا ؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحتَ شجرة ثم راح وتركها). والغاية من مثل هذه الأحاديث هي حمل المؤمن على حال من الصلاح عجيبة؛ ليعيش في الدنيا ولا تعيش فيه، ويأكل منها ولا تأكل منه، يرتفع بإيمانه عن الإخلاد إلى الأرض، ويسمو بروحه وخلقه فلا يرتد إلى أسفل سافلين ويستغني بربه سبحانه عن العالمين.