تاريخ الإضافة: 12/6/2019 ميلادي - 9/10/1440 هجري
الزيارات: 10373
تفسير: (قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون)
♦ الآية: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (112). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ اقض بيني وبين أهل مكة بالحق، أُمر أن يقول كما قالت الرسل قبله من قولهم: ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 89] ﴿ وَرَبُّنَا ﴾ أي: وقل ربنا ﴿ الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 112] من كذبكم وباطلكم. قول الزوجة اللهم افتح بيني وبين زوجي بالحق وأنت خير الفاتحين - إسلام ويب - مركز الفتوى. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ قرأ حفص عن عاصم: "قال رب احكم"، وقرأ الآخرون: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ ﴾؛ يعني: افصل بيني وبين من كذبني بالحق، فإن قيل: كيف قال ﴿ احْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾، والله لا يحكم إلا بالحق؟ قيل: الحق ها هنا بمعنى العذاب كأنه استعجل العذاب لقومه، فعذبوا يوم بدر، نظيره قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 89]، قال أهل المعاني: معناه: رب احكم بحكمك الحق، فحذف الحكم، وأقيم الحق مقامه، والله تعالى يحكم بالحق طُلب منه أو لم يُطلب، ومعنى الطلب ظهور الرغبة من الطالب في حكمه الحق.
رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق أقول سمير رجب
(9) * * * ذكر الفرَّاء أنّ أهلَ عُمان يسمون القاضي " الفاتح " و " الفتّاح ". (10) وذكر غيره من أهل العلم بكلام العرب: أنه من لغة مراد، (11) وأنشد لبعضهم بيتًا وهو: (12) أَلا أَبْلِــغْ بَنــي عُصْــمٍ رَسُـولا بِـــأَنِّي عَــنْ فُتَــاحَتِكُمْ غَنِــيُّ (13) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق فضيلة. * ذكر من قال ذلك: 14854-حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن مسعر، عن قتادة، عن ابن عباس قال: ما كنت أدري ما قوله: ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول: " تعالَ أفاتحك " ، تعني: أقاضيك. 14855-حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، يقول: اقض بيننا وبين قومنا. 14856-حدثني المثنى قال، حدثنا ابن دكين قال، حدثنا مسعر قال، سمعت قتادة يقول: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما قوله: ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، حتى سمعت ابنةَ ذي يزن تقول: " تعالَ أفاتحك ". 14857-حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، أي: اقض بيننا وبين قومنا بالحق.
رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق تلاوة مبكية
(5) فإن يكن سبق لنا في علمه أنّا نعود في ملتكم ، ولا يخفى عليه شيء كان ولا شيء هو كائن، (6) فلا بد من أن يكون ما قد سبق في علمه، وإلا فإنا غير عائدين في ملّتكم. * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 89. * ذكر من قال ذلك: 14853-حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: ( قد افترينا على الله كذبًا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، يقول: ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجانا الله منها ، إلا أن يشاء الله ربنا، فالله لا يشاء الشرك، ولكن يقول: إلا أن يكون الله قد علم شيئًا، فإنه وسع كل شيء علمًا. * * * وقوله: ( على الله توكلنا) ، يقول: على الله نعتمد في أمورنا وإليه نستند فيما تعِدوننا به من شرِّكم ، أيها القوم، فإنه الكافي من توكَّل عليه. (7) * * * ثم فزع صلوات الله عليه إلى ربه بالدعاء على قومه= إذ أيس من فلاحهم، وانقطع رجاؤه من إذعانهم لله بالطاعة ، والإقرار له بالرسالة، وخاف على نفسه وعلى من اتبعه من مؤمني قومه من فَسَقتهم العطبَ والهلكة= (8) بتعجيل النقمة، فقال: ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، يقول: احكم بيننا وبينهم بحكمك الحقّ الذي لا جور فيه ولا حَيْف ولا ظلم، ولكنه عدل وحق= ( وأنت خير الفاتحين) ، يعني: خير الحاكمين.
رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق فضيلة
وقال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}(الفتح:1)، قالالسعدي: "هذا الفتح المذكور هو صلح الحديبية"، وصلح الحديبية هو الفتح الذي فتح الله عز وجل به على نبيه صلى الله عليه وسلم، وجاء من بعده الخير الكثير للمسلمين.
تاريخ النشر: الأربعاء 29 صفر 1427 هـ - 29-3-2006 م
التقييم:
رقم الفتوى: 72882
79337
0
425
السؤال
لدينا إمام مسجد دائما يدعو أثناء خطبة الجمعة بالدعاء ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) وقد سمعت الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر بأن من يدعو بهذا الدعاء فهو يدعو على قومة لأن بعض الأنبياء دعوا بهذا الدعاء على قومهم قبل نزول البلاء بهم، أفيدونا جزاكم الله بجواز أو عدم جواز الدعاء بمثل هذا الدعاء ؟ وشكرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى ( افتح) في الدعاء المذكور أي اقض ، والمعنى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي اقض بيننا وبينهم بالحق، فمن كان محقا فانصره وأيده، ومن كان بخلاف ذلك فجازه بما يستحق، فهو دعاء على المبطلين من القوم وليس على القوم جميعا. وعليه؛ فلا يدعى بهذا الدعاء إلا إذا كان هناك من يستحق أن يدعى عليه، كما حصل للأنبياء الذين دعوا على أقوامهم لما كذبوهم وحاربوهم ، وأما تكرير الخطيب له كل جمعة بدون مبرر للدعاء به فلا ينبغي بل هو اعتداء في الدعاء، وفي مسند الإمام أحمد أن سعدا رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وقرأ هذه الآية: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.