4006 - حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال: حدثنا حزم بن أبي حزم ، قال: سمعت الحسن قرأ: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد " ، أتدرون فيم أنزلت ؟ نزلت في أن المسلم لقي الكافر فقال له: "قل لا إله إلا الله" ، فإذا قلتها عصمت دمك [ ص: 250] ومالك إلا بحقهما! فأبى أن يقولها ، فقال المسلم: والله لأشرين نفسي لله! قصة آية – (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) | اسلاميات. فتقدم فقاتل حتى قتل. 4007 - حدثني أحمد بن حازم ، قال: حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زياد بن أبي مسلم ، عن أبي الخليل ، قال: سمع عمر إنسانا قرأ هذه الآية: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " ، قال: استرجع عمر فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل. قال أبو جعفر: والذي هو أولى بظاهر هذه الآية من التأويل ، ما روي عن عمر بن الخطاب وعن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم ، من أن يكون عني بها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر. وذلك أن الله جل ثناؤه وصف صفة فريقين: أحدهما منافق يقول بلسانه خلاف ما في نفسه ، وإذا اقتدر على معصية الله ركبها ، وإذا لم يقتدر رامها ، وإذا نهي أخذته العزة بالإثم بما هو به آثم ، والآخر منهما بائع نفسه ، طالب من الله رضا الله.
قصة آية – (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) | اسلاميات
نزلت في صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه لما خرج مهاجراً فلحق به بعض المشركين، فالتفت إليهم
الآية السابعة بعد المائتين: قول الله عز وجل: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة:207]. ومن الناس صنف يشري أي: يبيع نفسه طلباً لرضوان الله عز وجل. ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله. قال سعيد بن المسيب رحمه الله: نزلت في صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه لما خرج مهاجراً فلحق به بعض المشركين، فالتفت إليهم، وقال: قد علمتم معشر قريش أني أرمى القوم، يعني: أنه من أحسن الناس رماية، والله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي فأخذتموه، فدلهم على مكان ماله، وأنه تحت عتبة الباب، فرجع القوم وأخذوا مال صهيب كله، فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: « ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى » وأنزل الله عز وجل هذه الآية. 16
4
33, 026
تفسير: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد)
(ابتغاء)، فيه إبدال الياء همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصلها ابتغاي لأن الفعل ابتغى يبتغي. وزنه افتعال لأن الإبدال لا يغيّر من الوزن شيئا. (مرضاة)، فيه إعلال بالقلب، أصله مرضية بفتح الياء وقبلها ضاد مفتوحة لذلك قلبت الياء ألفا لتجانس حركة ما قبلها فأصبحت مرضاة، وزنه مفعلة وهو مصدر ميمي من رضي.
يقول صهيب ( لَمَّا أردتُ الْهِجْرَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لِي قُرَيْشٌ: يَا صهيبُ، قَدمتَ إِلَيْنَا وَلَا مَالَ لك،وَتَخْرُجُ أَنْتَ وَمَالُكَ! وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَدًا. فَقُلْتُ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ دَفَعْتُ إِلَيْكُمْ مَالِي تُخَلُّون عَنِّي؟ قَالُوا: نَعَمْ. فدفعتُ إِلَيْهِمْ مَالِي، فخلَّوا عَنِّي، فَخَرَجْتُ حَتَّى قدمتُ الْمَدِينَةَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "رَبح صهيبُ، رَبِحَ صُهَيْبٌ" مَرَّتَيْنِ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)
أيها الموحدون
وكما يقول العلماء: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فإذا كانت هذه الآية نزلت في شأن هذا الصحابي الذي تنازل عن كل ماله ابتغاء مرضاة الله. فهي في نفس الوقت تعني كل مؤمن باع نفسه لله في كل زمان ومكان. هي تشمل كل مؤمن يرضي ربه ويضحي في سبيل ذلك بكل ما يملك. ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. وبكل ما يستطيع.. فهذا المجاهد في سبيل الله والذي باع أغلى مايملك باع روحه لله لينال الشهادة فهو: (يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ).