بل تجد أنَّ النَّبتَة تكون في بِدايتها رقيقةً صغيرة، تُساعِدُها الأرضُ بنموِّها والماء في رَيِّ عطشها. ويأتي عليها الصيف والخريفُ والشتاء، وتمرُّ بها أيَّامُ المِحَنِ والعَواصِف والجَفاف، إلى أنْ تَكبر شيئًا فشيئًا وتَقوى.. وما الحب الا للحبيب الأولى. حتى إذا قَدِمَ الربيع جاءت الثمرة. وكذلك يُثمِرُ القلبُ بالحب، فالحبيب المُقبِل كالثمرة ، تأتي في الأخير وتَعيشُ مُدلَّلةً في الربيع، في ربيع القلبِ وفي وَسَطِه، ويكونُ حالُ الحبيبِ المُقبِل كما قالَ الشاعر:
مَنْ لِي بِمِثْلِ سَيْرِكَ الْمُدَلَّلِ
تَمْشِي رُوَيْدًا وَتَجِي فِي الْأَوَّلِ
يقول الشاعر " ديك الجن " ردًّا على أبيات " أبي تمام " التي ذكرتُها في بداية الموضوع:
كَذَبَ الَّذِينَ تَحَدَّثُوا فِي الْهَوَى
مَا لِي أَحِنُّ إِلَى خَرَابٍ مُقْفِرٍ
دَرَسَتْ مَعَالِمُهُ كَأَنْ لَمْ يُؤْهَلِ
دَرَسَتْ: انمحت واختفت. شبَّهَ الحبيب الأوَّل بالأرض الخربة التي انمحت آثارها، حتى كأنها لم تكُن مَأهولة من قبل، فكيف يحنُّ الإنسان ويَشتاق إلى الخَرابة؟!
وما الحب الا للحبيب الاول
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول شرح
يسعدنا زيارتكم على موقع ملك الجواب للحصول على كل اجابات اسالتكم وكل حلول المناهج الدراسيه الجديده وإليكم حل السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم. ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ.. وكذلك المُقبلِ
لا ننسى الحبيب الأوَّل ودائمًا نذكره، وإنْ تقدَّم بنا العمرُ ومرَّت بنا السنون والسنون؛ لأنَّ قلوبَنا لم تَذُقْ طعمَ الحب إلا عندما قابلت ذاك الحبيبَ الأوَّل. قبل الحبيب الأوَّل كنَّا نسمَع عن الحب ونُشاهِدُه نظريًّا لا عمليًّا، فلمَّا قابَلنا الحبيبَ الأوَّل تغَلغلَ ذلك الشعورُ الغريب العجيب بداخِلنا، فغمَر قلوبنا أجمل وأسمى الأحاسيس.. "الحب". فعرفنا كيف يكونُ الحب. عرفه القلب بنبضاته، والبالُ بأفكاره وخطراتِه، والجوارح برجفاتِها، والعينُ بنظراتِها وعَبراتِها.. وما الحب الا للحبيب الاول. فكيف ننسى الحبيب الأول؟! ولذلك قال الشاعر أبو تمام:
نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ فلن ترى
مَا الْحُبُّ إِلاَّ لِلْحَبِيبِ الْأَوَّلِ
كَمْ مَنْزِلٍ فِي الْأَرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى
وَحَنِينُهُ أَبْدًا لِأَوَّلِ مَنْزِلِ
لكن ماذا إذا جاءَتْ رِياحُ الفراق وعَصَفَتْ بنا وفرَّقتنا عن الحبيبِ الأولِ؟ أيعني هذا أنَّ ربيعَ الحبِّ قد انتَهَى، ولن يأتي على أرضِنا؟
كلاَّ؛ فقد يَأتي "الحبيب المُقبِل" في آخِر العمر أو مُنتصفه لا في بدايتِه؛ فالحبيب المُقبِل كالثمرة، والثمرة لا تأتي في بِداية الزرع.
منك أتعلم السلم والسلام وسماحة الإسلام ومنك ومن حبك أصوغ عشقا طاهرا نقيا.