| November 5, 2020 | حديث اليوم |
حديث اليوم رقم (1547) هل تعلم ما أكثر ما يدخل الناس النار وأكثر ما يدخلهم الجنّة ؟
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((أتدرونَ ما أكثرُ ما يُدخلُ الناسُ النارَ ؟)) قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: ((فإنّ أكثر ما يُدخلُ الناسُ النارَ الأجوفانِ: الفرجُ والفمُ، أتدرونَ ما أكثرُ ما يُدخلُ الناسُ الجنّةَ ؟)) قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: ((فإن أكثرَ ما يُدخلُ الناسُ الجنةَ تَقْوى اللهِ وحُسْنُ الخلقِ))، أخرجه الترمذي 2004، وأحمد 9694، والبخاري في "الأدب المفرد" 289.
شرح حديث أبي هريرة: "سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة"
(وأكثر ما يُدخِلُ الناسَ النار الفمُ والفرج) الفم يعني بذلك قول اللسان، فإن الإنسان قد يقول كلمةً لا يُلقي لها بالًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا، والعياذ بالله؛ أي سبعين سنة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ((أفلا أُخبِرُك بملاك ذلك كلِّه؟))، قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: ((كُفَّ عليك هذا))، قلت: يا رسول الله، وإنَّا لَمؤاخَذونَ بما نتكلَّم به؟ يعني هل نؤاخذ بالكلام؟ قال (ثكلتْك أمُّك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم)). ولما كان عمل اللسان سهلًا، صار إطلاقه سهلًا؛ لأن الكلام لا يتعب به الإنسانُ، ليس كعمل اليد، وعمل الرِّجْل، وعمل العين يتعب فيه الإنسان، فعمل اللسان لا يتعب فيه الإنسان، فتجده يتكلم كثيرًا بأشياء تضُرُّه؛ كالغِيبة، والنميمة، واللعن، والسب، والشتم، وهو لا يشعر بذلك، فيكتسب بهذا آثامًا كثيرة. شرح حديث أبي هريرة: "سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة". أما الفرج، فالمراد به الزنا، وأخبث منه اللواط، فإن ذلك أيضًا تدعو النفس إليه كثيرًا - ولا سيما من الشباب - فتهوي بالإنسان وتدرِّجه حتى يقع في الفاحشة وهو لا يعلم. ولهذا سدَّ النبي صلى الله عليه وسلم كلَّ باب يكون سببًا لهذه الفاحشة، فمنَع من خلو الرجل بالمرأة، ومنَع المرأةَ من كشف وجهها أمام الرجال الأجانب، ونهى المرأة أن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ، إلى غير ذلك من السياج المنيع الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم حائلًا دون فعل هذه الفاحشة؛ لأن هذه الفاحشة تدعو إليها النفس، فهذا أكثر ما يدخل الناسَ النارَ: أعمال اللسان وأعمال الفرج، نسأل الله الحماية.
ما أكثر ما يدخل الناس الجنه - إسألنا
[١٣] [١٤] وقد جعل الله -تعالى- الإيمان به وبرسوله وكذلك الجهاد بأنواعه ؛ بالمال والنفس في سبيله أسباباً لدخول جنته، والنجاة من النار، فقال -جلّ وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). [١٥] [١٦]
المراجع ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1615. ↑ ابن علان، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ، صفحة 81. بتصرّف. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، نور التقوى و ظلمات المعاصي في ضوء الكتاب و السنة ، صفحة 6. بتصرّف. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، نور التقوى و ظلمات المعاصي في ضوء الكتاب و السنة ، صفحة 21. بتصرّف. ↑ سورة آل عمران، آية:15
↑ سورة مريم، آية:63
↑ سورة النحل، آية:30
↑ سورة النحل، آية:31
↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ، صفحة 570. بتصرّف. ↑ رواه الالباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:273، حسن لغيره. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن ابن مسعود، الصفحة أو الرقم:2488.
تقوى الله وحسن الخلق..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ الْفَمُ وَالْفَرْجُ. [حكم الألباني: إسناده حسن]