[5] كل المصادر التي ذكرت وترجمت للسلطان أجود تكاد تجمع على ذكره ووصفه بصفات نبيلة وحميدة تدل على أصالته العربية، كما تدلُّ تلك الأوصاف والنعوت التي وُصِف بها على أخلاقه وقيمه الإسلامية النبيلة. فقد وُصِف بأنه من مشاهير الملوك شهرةً وذو صيت متّسع، [6] تميز بالكرم والإفضال والعطاء والنوال وعلو الهمة والمحاس الجمة، وعرف بتعففه وورعه، [3] فريد الوصف والنعت صلاحا وإفضالا، وكان حسن العقيدة أبو الجود أجود، ومن كثرة كرمه كان يطلق على قومه الأجواد، لأنهم يجودون بكل ما لديهم وما يملكون لكي يكرموا الضيف، ويوفوه حقّه وحقّ الضيافة، ثمّ أصبحوا مثالا يُحتذَى بهم في الكرم، فيقول الناس فلان (كريم)، لشدة كرمه وكثرة عطائه للضيف. كما عُرف عن السلطان أجود تميُّزه بالتسامح وخصوصا التسامح المذهبي، ولعل ما يؤكد ذلك أنه قد استعان في قضائه ببعض فقهاء أهل السنة بعد أن كانوا شيعة. كما كان السلطان أجود ذا فروسية مقداما في الحرب، لذا فقد تعددت في بدنه جراحات كثيرة بسبب بسالته وشجاعته. وقد شهد بالصفات الحميدة التي تميَّز بها السلطان أجود من ترجم له من المؤرخين. [7] قام أخوه سيف على آخر ولاة الجروانية بقايا القرامطة عندما أراد قتله في سنة 820 هـ [8] وكان الظفر لسيف بحيث قتله وانتزع البلاد المشار إليها وملكها وسار فيها بالعدل فدان له أهلها ولما مات خلفه أخوه أجود بن زامل واتسعت مملكته بحيث مَلَك البحرين وثم عمان من أميرها سليمان بن سليمان بن نبهان عام 893 هـ وقضى على الأسرة النبهانية [9] ثم قام حتى انتزع مملكة هرموزا من أخ لصرغل.
- أجود بن زامل حوثي
أجود بن زامل حوثي
أجود بن زامل بن سيف العقيلي الجبري الخالدي ( 1418 – 1496 م) هو حاكم شرق جزيرة العرب ، بما فيها الأحساء والقطيف والبحرين أو ما يعرف بالإمارة الجبرية هو أجود بن زامل العُقيلي الجبري، المعروف والمشهور بابن جبر نسبة لجده، نجدي الأصل مالكي المذهب، ويقال:"... إن اسمه محرز ويلقب بالأجود، ويقال: بل اسمه العَلَم"؛ أي أن اسمه أجود. [1] مولده ببادية الحسا [2] والقطيف من الشرق، في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة. [1] نشأ السلطان أجود بن زامل الجبري متدينا، وكان له توجه وميول إلى دراسة الفقه، فانتسب للمذهب المالكي، وصارت له معرفة ببعض فروع هذا المذهب، كما عرف عنه ولعَهُ بجمع وتحصيل ودراسة كتب المالكية. [3] وكان ملتزما بأداء وإقامة الشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة وحضور الجماعات، كما حجّ أكثر من مرة، فانعكست هذه النشأة على سلوكه فيما بعد، كما وصف بالكرم والعدل والإحسان. [4] اشتهر السلطان أجود بالفروسية والشجاعة، وعرف بالجود والكرم، فصار مضرب الأمثال في جزيرة العرب، فقيل: «ليس أجود من أجود». [5] كل المصادر التي ذكرت وترجمت للسلطان أجود تكاد تجمع على ذكره ووصفه بصفات نبيلة وحميدة تدل على أصالته العربية، كما تدلُّ تلك الأوصاف والنعوت التي وُصِف بها على أخلاقه وقيمه الإسلامية النبيلة.
4لم يجرؤ البرتغاليون على تنفيذ مخططهم باحتلال جزيرة العرب وذلك بسبب المقاومة الشرسة والشجاعة التي وجدوها في معركة البحرين فاكتفوا بالبحرين الذين طردوا منها لاحقا. لقد كان لفقد السلطان مقرن فجأة تداعيات خطيرة على بني جبر وحكمهم في شرق جزيرة العرب فقد خلف السلطان مقرن مجموعة من السلاطين الضعاف انتهت على أيديهم دولة بني جبر سنة 931ه 5بل ان الاضطراب السياسي طال بعض البلدان والقرى النجدية كاليمامة وما حولها فرحم الله السلطان مقرن رحمة الأبرار وبلغه منازل الشهداء. ونسوق هنا للقراء الكرام نسب السلطان مقرن من المصادر الأصيلة التي ذكرت نسبه ونسب جماعته بني جبر وذلك للرد على بعض الكتب المزورة والمكذوبة التي لفقت نسباً مكذوباً للسلطان مقرن وأوصلته إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه ومن هذه الكتب المزورة كتاب "امتاع السامر" - الجزء الثاني - المنسوب زوراً لشعيب الدوسري. اسمه ونسبه: هو السلطان مقرن بن زامل بن السلطان أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر من آل مضا من بني قيس من بني عقيل بن عامر بن صعصعة العدنانيين. فتسلسل أجداد السلطان مقرن إلى جبر قد ساقه المؤرخ المكي جار الله بن فهد الهاشمي "ت 954ه" في كتابه نيل المنى 6وتابعه في ذلك المؤرخ عبدالقادر الجزيري "ت بعد 977ه" في كتابه الدرر الفرائد المنظمة 7إلا انه أسقط اسم جده "أجود" سهواً فمن يتأمل النص الذي ساقه عن بني جبر يجده يذكر اسم خليفة السلطان مقرن في الحكم وهو علي بن أجود ويصفه انه عمه.