حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد " والأرض بعد ذلك دحاها " قال: مع ذلك دحاها. تفسير والارض بعد ذلك دحاها. حدثني ابن بشار ، قال: ثنا عبد الرحمن ، قال: ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مجاهد أنه قال ( والأرض عند ذلك دحاها). حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال: ثنا علي بن معبد ، قال: ثنا محمد بن سلمة ، عن خصيف ، عن مجاهد " والأرض بعد ذلك دحاها " قال: مع ذلك دحاها. حدثني محمد بن خلف العسقلاني قال: ثنا رواد بن الجراح ، عن أبي حمزة ، عن السدي ، في قوله " والأرض بعد ذلك دحاها " قال: مع ذلك دحاها.
- والارض بعد ذلك دحاها - ملتقى أهل التفسير
والارض بعد ذلك دحاها - ملتقى أهل التفسير
وأضاف الليل إلى السماء لأن الليل يكون بغروب الشمس، والشمس مضاف إلى السماء، ويقال: نجوم الليل، لأن ظهورها بالليل. قوله تعالى {وأخرج ضحاها} أي أبرز نهارها وضوءها وشمسها. وأضاف الضحا إلى السماء كما أضاف إليها الليل؛ لأن فيها سبب الظلام والضياء وهو غروب الشمس وطلوعها. {والأرض بعد ذلك دحاها} أي بسطها. والارض بعد ذلك دحاها - ملتقى أهل التفسير. وهذا يشير إلى كون الأرض بعد السماء. وقد مضى القول فيه في أول البقرة عند قوله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا، ثم استوى إلى السماء}[البقرة: 29] مستوفى. والعرب تقول: دحوت الشيء أدحوه دحوا: إذا بسطته. ويقال لعش النعامة أُدحِي؛ لأنه مبسوط على وجه الأرض. وقال أمية بن أبي الصلت: وبث الخلق فيها إذ دحاها ** فهم قطانها حتى التنادي وأنشد المبرد: دحاها فلما رآها استوت ** على الماء أرسى عليها الجبالا وقيل: دحاها سواها؛ ومنه قول زيد بن عمرو: وأسلمت وجهي لمن أسلمت ** له الأرض تحمل صخرا ثقالا دحاها فلما استوت شدها ** بأيد وأرسى عليها الجبالا وعن ابن عباس: خلق الله الكعبة ووضعها على الماء على أربعة أركان، قبل أن يخلق الدنيا بألف عام، ثم دحيت الأرض من تحت البيت. وذكر بعض أهل العلم أن {بعد} في موضع {مع} كأنه قال: والأرض مع ذلك دحاها؛ كما قال تعالى {عتل بعد ذلك زنيم}[القلم: 13].
وقال ابن زيد: هي الأشياء التي توزن وزنا. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وبعد أن بين- سبحانه- بعض الدلائل السماوية الدالة على قدرته ووحدانيته، أتبع ذلك ببيان بعض الدلائل الأرضية فقال- تعالى-: وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ، وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ. وقوله: رَواسِيَ من الرسو وهو ثبات الأجسام الثقيلة. يقال رسا الشيء يرسو أى ثبت. أى: ومن الأدلة- أيضا- على وحدانيتنا وقدرتنا، أننا مددنا الأرض وفرشناها وبسطناها، لتتيسر لكم الحياة عليها قال- تعالى- وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ. وأننا- أيضا وضعنا فيها جبالا ثوابت راسخات تمسكها عن الاضطراب وعن أن تميد بكم. والأرض بعد ذلك دحاها تفسير الجلالين. قال- تعالى-: خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها، وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ.... وأننا- أيضا- أنبتنا في الأرض من كل شيء مَوْزُونٍ أى: مقدر بمقدار معين وموزون بميزان الحكمة، بحيث تتوفر فيه كل معاني الجمال والتناسق. قال- تعالى-: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ثم ذكر تعالى خلقه الأرض ومده إياها وتوسيعها وبسطها وما جعل فيها من الجبال الرواسي والأودية والأراضي والرمال وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة وقال ابن عباس " من كل شيء موزون " أي معلوم وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك ومجاهد والحكم بن عيينة والحسن بن محمد وأبو صالح وقتادة ومنهم من قول مقدر بقدر وقال ابن زيد من كل شيء يوزن ويقدر بقدر وقال ابن زيد ما يزنه أهل الأسواق.