قال السِّائلُ: "ما الإحسانُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: أنْ تَعبُدَ اللهَ كأنَّك تراهُ، فإنَّك إنْ لا تكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراك"، أي: الإحسانُ أنْ تُوَحِّدَ اللهَ، وتُطيعَهُ في أوامرِهِ وزَواجِرِه، كأنَّكَ تَراهُ، وتُعامِلَهَ مُعامَلةَ مَن تَراهُ في الخُضوعِ والذُّلِّ والصِّدْقِ في العِبادةِ؛ "فإنْ لمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ"، أي: فإنْ غَفَلْتَ عنْ ذلك، فلا تَغفُلْ عن أنَّه يَراكَ ويُراقِبُكَ، قال السَّائلُ: "فإذا فعلْتُ ذلك فقدْ أحسَنْتُ؟ قال: نعمْ. قال السائلُ: "فمتى السَّاعةُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: هي في خمْسٍ لا يَعلَمُهنَّ إلَّا اللهُ"، أي: اسْتأثَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بعِلْمِها، "ثمَّ تلا"، أي: النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، "قولَه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: 34] الآيةَ، ألَا أُخبِرُك بعَلامةٍ- أو قال: مَعالِمَ-"، أي: بعَلاماتِ قِيامِ السَّاعةِ، "ذلك إذا رأيْتَ العُراةَ"، وهم الَّذين لا ثِيابَ على أجسادِهِم، "الجِياعَ العالَةَ"، وهم الفُقراءُ العالةُ عَلى النَّاسِ الَّذين لا يُحسنونَ شَيئًا. وفي رِوايةٍ "وأنْ ترَى الحُفاةَ العراةَ"، وهم أصحابُ الباديةِ أصحابُ الإبلِ والغَنمِ، "رُؤوسَ النَّاسِ"، أي: تَولَّوا أُمورَ العِبادِ وأخَذُوا المناصِبَ، "ورأيْتَ الأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَها"، أي: تَلِدُ الأَمَةُ- وهي المَمْلوكَةُ- رَبَّتَها، أي: مالِكَها ومَوْلاها؛ قيل: هذا إشارةٌ إلى كَثرةِ العُقوقِ، بحَيثُ يُعامِلُ الوَلدُ أُمَّهُ مُعامَلةَ السَّيِّدِ أَمَتَه.
- من علامات الساعة .. أن تلد الأمة ربّتها | مصراوى
- المثقف باربي مع الاقتصاد - جريدة الوطن السعودية
- الدرر السنية
من علامات الساعة .. أن تلد الأمة ربّتها | مصراوى
قال: فَعَجِبْنَا له يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قال: فَأَخبرنِي عن الإِيمَانِ. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قال: صَدَقْتَ. قال: فَأَخبرني عن الإِحْسَانِ: قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قال فَأَخبرنِي عن السّاعَةِ. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قال فَأَخبرنِي عن أَمَارَتِهَا. معنى ان تلد الامة ربتها. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ». قال: ثُمَّ انْطَلَقَ، فلبثتُ مَلِيًّا، ثُمّ قال لي: «يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَن السَّائِلُ؟» قلتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قال: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ». واوضحت الدار انه لا ريب أن الله سبحانه وتعالى بيّن الحدود في كتابه العزيز، وقال في سياق الإنذار عن التعدي لحدوده: ﴿وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق: 1].
- ونؤمِنُ بالقدَرِ كلِّهِ
الراوي:
عبدالله بن عمر
| المحدث:
الألباني
| المصدر:
تخريج كتاب السنة
| الصفحة أو الرقم:
127
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ في الناسِ ، إذ دخَل رجلٌ يتخطَّى الناسَ ، حتى وضَع يدَيه على رُكبتَيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال: ما الإسلامُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. قال: فإذا فعَلتُ ذلك فقد أسلَمتُ؟ قال: نعَم. من علامات الساعة .. أن تلد الأمة ربّتها | مصراوى. قال: فما الإيمانُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: أن تؤمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ ، والملائكةِ ، والكتابِ ، والنبيِّينَ ، والحسابِ ، والميزانِ ، والحياةِ بعدَ الموتِ ، والقدَرِ كلِّه خيرِه وشرِّه. قال: فإذا فعَلتَ ، فقد آمَنتَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: نعَم ، قال: ما الإحسانُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: أن تعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَراه ، فإنَّكَ إن لا تكُنْ تَراه ، فإنه يَراكُ ، قال: فإذا فعَلتُ ذلك فقد أحسَنتُ ؟ قال: نعَم ، قال: فمتى الساعةُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: هي في خمسٍ لا يعلمُهُنَّ إلا اللهُ ثم تَلا قولَه تعالى: إنَّ اللهَ عندَه عِلمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيثَ ويَعلَمُ ما في الأرحامِ... الآية.
المثقف باربي مع الاقتصاد - جريدة الوطن السعودية
وعلى الرغم من كون هذا القول هو قول الأكثرين إلا أن الإمام ابن حجر قد تعقّب هذا القول، معلّلاً ذلك بقوله: " لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الإماء كان موجودا حين المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة". الدرر السنية. القول الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من الأشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة بالأحكام الشرعية. القول الثالث: أن تلد الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أمّ ولد، ثم يكون ولدها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة صورٍ معروفةٍ في كتب الفقه، وهي: وطء الشبهة، ونكاح الرقيق، اولإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد ذلك كلّه: تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها الذي كان حرّاً من قبلها، فتتحقّق صورة أن الأمة قد ولدت سيّدها أو سيّدتها. القول الرابع: أن تلد الأمة ولداً يُعتق بعدها، ثم يصير هذا الولد ملكاً من الملوك، فتصير الأم من جملة الرعية، والملك سيّداً لرعيّته، وهذا هو قول إبراهيم الحربي ، وقد علّله بأن الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالباً من وطء الإماء، ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر بعد ذلك، وقد تعقّب الحافظ ابن حجر هذا القول بأن رواية: (ربّتها) بتاء التأنيث قد لا تساعد على هذا المعنى.
وكذلك ذكر من علاماتها أن يوسَّد الأمر إلى غير أهله [2] ، وكذلك أيضاً ذكر أموراً كثيرة منها أنه ﷺ قال: بعثت أنا والساعة كهاتين [3] وجمع بين المسبِّحة والوسطى كهاتين. قال: أن تلد الأمة ربتها الأمة بمعنى المسترقّة التي تباع وتشترى، فأن تلد ربتها هذا يحتمل أن يكون المراد به كثرة ما يحصل من الإماء، بسبب الفتوحات الإسلامية؛ لأن أصل الرق الكفر كما هو معروف. فتحصل فتوحات كثيرة حتى إن الإماء لكثرتهن لربما وطَأ الرجل المرأة بملك اليمين، ثم بعد ذلك تتداول في الأيدي لكثرة الإماء، فلا يتمسك بها صاحبها، يشتريها هذا، ويبيعها الآخر، حتى يشتريها ابنها الذي من ذلك السيد الذي قد وطأها وباعها أو وهبها، تكون في ملكه، يشتريها وهو لا يعلم، وهي أمه؛ لأن الرجل إذا تسرّى بالأمة، ثم جاءت بولد فإنه يكون حراً، وإذا تزوج الأمة بعقد نكاح فإن الولد يكون عبداً يملكه سيد هذه الأمة، فيمكن أن يكون هذا هو المراد. ويمكن أن يكون المراد بذلك: أن هذا يعني تغير الأحوال من جهة أن الأمة إذا أنجبت ولدا فإن عامة الصحابة يرون أنه لا يجوز بيعها، وإنما تعتق بوفاة سيدها، فإذا مات صارت حرة، وهي التي يسمونها أم الولد، وهذا الذي عليه عامة الصحابة فمن بعدهم، وخالف فيه علي بعد ذلك، وكان موافقاً لهم، ثم خالف فيه في أيام خلافته، ورد عليه الصحابة، وقالوا: إن رأيك في حال الاجتماع أحب إلينا من رأيك في حال الافتراق.
الدرر السنية
فالله المستعان. انتهـى. فصح أن التطاول في البنيان من أشراط الساعة، لكن ذلك لا يقتضي ذما لطول البنيان إن لم يترتب عليه طغيان، أو بطر، أو تفاخر، أو إسراف، أو إضاعة للحقوق ونحو ذلك. وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 114178. والله أعلم.
فيحتمل أن المراد أن هذه الأمة التي قرر عامة الصحابة فمن بعدهم أنه لا يجوز بيعها؛ لأنها أنجبت من سيدها ولداً، أن الأمور تتغير والناس يفرطون، ويتساهلون، ولا يلتفتون إلى أحكام الشرع، ثم تباع أمهات الأولاد، ثم بعد ذلك قد يشتريها هذا الابن أو البنت وهو لا يعلم. ويحتمل أن تكون أم الولد هذه لا تعتق بعد موت سيدها، لا يطبقون الأحكام الشرعية فتصير ملكاًً لوارثه -للولد أو البنت- فتكون الأم مسترقة لولدها، وهذا لا يجوز. ويحتمل أن يكون المراد بذلك العلو والتسلط، أن تلد الأمة ربتها، بحيث يكثر العقوق، وتكون الأم بمنزلة المسترقة عند البنت، وسواء كان هذا، أو هذا، أو هذا فإن الفعل يدل على تغير الأحوال. ومن فهم منه أن ذلك يكون بسبب كثرة الإماء فيحصل هذا الاختلاط، وأن ذلك لم يقع بعد قالوا: هذا يدل على أن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وأن الاسترقاق سيرجع من جديد. أما الجهاد فلا شك أنه ماضٍ إلى يوم القيامة، كما أخبر النبي ﷺ، فهذا ضمان من الشارع، وأما ما يتعلق بكون هذا الحديث يدل على أن الاسترقاق سيرجع فهذا علمه عند الله لأن هذا الحديث لا يدل بالضرورة على ذلك، وهذا الأمر قد يكون وقع في السابق، كانت الإماء بكثرة إلى وقت قريب.