لماذا خلق الله الإنسان؟ طبعًا من أكثر الأجوبة المتواردة لهذا السؤال هي "العبادة" من منطلق الآية:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
ثم تأتي المعرفة أي الله والطاعة والعلم وغيرها، جميعها أجوبة صحيحة لكن ليست هي الغاية "القدسية" من غاية الخلق أو على أقل تقدير بالرأي الذي أنا أميل له، لأن الله عز وجل لم يخلق شيء جزاف لا بد من وجود هدف مميز أو مقدس. والرأي الذي أميل له هو الآتي:
يقول الشيخ رجب علي الخياط: "بحثت كثيرًا عن جواب لهذا السؤال فلم أجد جواب يشفي غليلي حتى سألت ذات يوم أحد العلماء العارفين فقال: ليكون الإنسان خليفة الله في الأرض من منطلق الآية الأولى في خلق آدم:
{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}
الشرح والتفسير
هو أن يتصف الإنسان بصفات الله ليكون خليفته في أرضه التي خلقها من أجله، أي أن الله رحيم عليه أن يرحم، الله كريم عليه أن يكرم، الله لطيف عليه أن يلطف، على الإنسان أن يتصف بهذه الصفات القدسية لكي ينال المنزلة الرفيعة التي خلق من أجلها، الحب و الرحمة والكرم والرأفة وكل الصفات الحميدة هي من صفات الله. فإذا التزم الإنسان بهذه الصفات يكون خليفة الله في أرضه، كما هو حال سائر الأنبياء والصالحين الذين ذكرهم القرآن واجتمعت بهم هذه الصفات فكانوا هم خلفاء الله في أرضه.
لماذا خلق الله سان
عجيبة هي
أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقيناً. '' (مز 14:139)
نعم، إن جسم الإنسان شيءٌ مدهشٌ، لا يصدقه عقل. ولكن، هل جسم الإنسان هو الشيء الذي خلقه الله على صورته؟ بالطبع لا، هذا مستحيل. لماذا؟ لأن الله روح. فالله لم يخلق الصورة الجسدية للإنسان على صورته هو. فماذا إذاً الذي يقصده الكتاب عندما يخبرنا أن ''الله خلق الإنسان على صورته''؟ إن هذا يعني أن الله خلق نفس الإنسان على صورته، وليس جسده. فقد لاحظنا آنفاً أنه عندما خلق الله أولاً جسد الإنسان من تراب الأرض، كان هذا الجسد بلا حياة. لقد كان مجردَ جثةٍ هامدة. لكن لماذا خلق الله أولاً جسد الإنسان قبل أن يضع النفس فيه؟ لماذا لم يخلق الله الإنسان في خطوةٍ واحدة كما فعل مع باقي المخلوقات؟ لماذا لم يفعل ذلك، وهو الإله القوي القادر على كل شيء. ربما فعل الله ذلك؛ كي يعلِّم الإنسان درساً هاماً: وهو أن الإنسان في ذاته ليس له أي قوة على الحياة. فالإنسان لا يستطيع أن يهب نفسه الحياة، ولا يستطيع أن يخلق أي شيء له القدرة على الحياة. فالله هو رب الحياة، وفيه وحده تُوجَد الحياة. إن الحياة لا تأتي من الإنسان، بل هي هبة من الله. يقول الكتاب:
''ونفخ الرب الإله في أنفه نسمة حياة.
لماذا خلق الله الإنسان
هذا الأمر يشكل خلاصة مفيدة للهدف من وجودنا، وذلك في ما يتعلق بالله نفسه. أما فيما يتعلق بمصالحنا الخاصة فسنكتشف، ويالهنانا ،أننا مدعوون إلى الاستماع بالله والتلذذ بعلاقتنا المباركة معه. قال الرب يسوع: " وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 10: 10). وداود يخاطب الله بالقول:" أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد" (مز16: 11). إنه يتوق إلى السكن في بيت الرب إلى الأبد لكى ينظر "إلى جمال الرب" (مز27: 4). كذلك، يرفع آساف صوته قائلاً: من لي في السماء؟
ومعك لا أريد شيئاً في الأرض
قد فني لحمي وقلبي
صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر". (مز73: 25و26)
نحن سنختبر شبع السرور من خلال تعرفنا بالله، وتمتعنا بشخصيته الفريدة. فالوجود في حضرته للتلذذ بالشركة معه، يبقي أعظم بركة قد نتخيلها. وعلى قدر ما نمجد الله ونتمتع به، يخبرنا الكتاب المقدس أنه هو أيضًا بدوره يفرح بنا. فنقرأ مثلاً: " وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك" ( غش 62: 5). كذلك يتنبأ بأن الرب " يبتهج بك بترنم" (صف 3: 17و18). الإنسان في صورة الله.. مامعنى " صورة الله"؟
هناك مخلوق واد من جملة كل المخلوقات ، مذكور عنه أنه صُنع " على صورة الله".
لماذا خلق الله ان
2
154
لو كانت طاعة الله تابعة لسلطان العقل والقلب والهوى لكان المعبود حقاً هو العقل والقلب والهوى وليس الله سبحانه.. 3
92
لماذا قال الله تعالى ان العقل مصدره القلب ؟ 4
87
لماذا يتألى البشر على الله سبحانه و تعالى ؟ 2
45
إجابة محطة لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب © 2011/2021 إجابة. الخصوصية
سياسة الاستخدام
النقاط والشارات
عن إجابة
تم تطوير هذا الموقع بناءً على طلبات مستخدميه. ejaaba v2. 10. 0
فالشمس تنفذ إرادة الله كل يوم تنفيذاً آلياً لا يد لها فيه. فليس هذا هو الحال مع الإنسان. الإنسان هو خليقةٌ خاصةٌ. لقد خلقنا الله لنفسه. الله يريدنا أن نختار، أن نحبه ونعبده. لقد أسند الله مسئولية عظيمة للإنسان! فالإنسان لا بد أن يختار لنفسه: إما أن يتبع الله أو الشيطان.. أن يتمتع بكلمة الله أو يحتقرها. فالله لن يجبر أي إنسان أن يصدِّق كلمته. ولن يجبرنا على حبه وطاعته. فالحب ليس حباً، إن كان جبراً. إن الله يسمح لكل منَّا أن يختار لنفسه الطريق الذي يتبعه. ولكن، في النهاية، سيدين الله كل من يرفض ملكوته، لأن الله خلق الإنسان لنفسه. هذا هو ما يقوله الكتاب. فنحن هنا في الأرض من أجله. نحن هنا لا من أجل أنفسنا، ولا من أجل المال، ولا من أجل أي شيء، أو أي إنسان آخر. لقد خلقنا الله لنفسه، للذته ولمجده. لقد خلقنا الله وأعطانا القدرة أن نعرفه ونحبه ونطيعه للأبد! نعم.. للأبد! الإله الأبدي أعطانا نفساً أبدية. إنها إرادة الله أن يكون لنا علاقة عميقة وعجيبة معه اليوم، وغداً، وللأبد. إنه لهذا السبب، خلق الله الإنسان على صورته. أعزائي المستمعين..
دعونا نودِّعكم بهذه الآية الجميلة من الكتاب المقدس، والتي تذكِّرنا بغرض الله وقصده من نحو الإنسان.