الشيخ محمد الخياط
وفاة الباحث البلداني "الشايع"
محمد ناصر العزاوي
وزاد عدد هذه المعاهد المباركة على (60) معهداً في الدّاخل والخارج. وفي عام 1380 منّ الله على الملك سعود - رحمه الله - بإنشاء الجامعة الإسلاميّة بالمدينة برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم لتعليم المسلمين من خارج المملكة المباركة الاعتقاد الصّحيح والعبادات والمعاملات الصحيحة كما كانت على عهد النّبي - صلى الله على وسلّم - وأصحابه، وأهداها (28) بيتاً من بيوت قصره، كانت أول مأوى لها، واختار الشيخ محمد بن إبراهيم تلميذه محمد بن ناصر العبودي مديراً لها مع الشيخ ابن باز - رحمه الله - نائباً للرّئيس في أعلى مرتبتين بالجامعة. وبدأت رحلات العلاّمة الشيخ محمد العبودي إلى أدنى الأرض وأقصاها. ولما أُنشئت الهيئة العليا للدعوة برئاسة الأمير سلطان - رحمه الله - اختار الأمير سلطان العلاّمة العبودي ليكون يده اليمنى في الهيئة. محمد بن ناصر العبودي - جمهورية الأرجنتين - 1-2-3-4-5 - YouTube. ثمّ اختاره ولاة الأمر أميناً عامًّا مساعداً لرابطة العالم الإسلامي فواصل رَحَلاته العلميّة الدعويّة إلى بقيّة أقطار الأرض، حتى ناهز السّنة التّسعين من عمره المقصور على العلم والتّعلُّم والتّعليم. وتعلّم من مشايخه - زيادة على مسائل الاعتقاد والعبادات والمعاملات، وزيادة على لغة القرآن والسّنّة وعلوم القرآن وأصول الفقه ومصطلح الحديث والتّاريخ والسِّيَر - أخلاق العلماء بشرع الله في حركاته وسكناته وسَمْتِه وحديثه.
- محمد بن ناصر العبودي - جمهورية الأرجنتين - 1-2-3-4-5 - YouTube
- موقع الشيخ محمد العبودي عميد الرحالين – بإشراف الدكتور / محمد المشوح
- كتب إلمامة بجنوب الفلبين - مكتبة نور
محمد بن ناصر العبودي - جمهورية الأرجنتين - 1-2-3-4-5 - Youtube
[2]
مؤلفاته [ عدل]
على الرغم من أن تعليم الشيخ محمد بن ناصر العبودي كان تعليماً دينياٌ في مجال الشريعة الإسلامية. إلا أن معظم مؤلفاته كانت أدبية ، ويصب الجانب الأكبر منها في مجال أدب الرحلات حيث يعتبر من الرواد في هذا المجال في المملكة العربية السعودية ، والجزء الآخر من مؤلفاته في مجال اللغة العربية ، وقد بلغ عدد مؤلفاته المطبوعة 128 كتاباً تقريبا، ويوجد لديه حوالي 100 كتاب آخر لا يزال مخطوطاً ينتظر الطبع، وله 125 كتاباً في الرحلات و15 كتاباً في الدعوة، و 15 كتاباً في الأدب واللغة.
يقول في كتابه: «سبعون عاماً في الوظيفة الحكومية»، إن أول وظيفة شغلها هي (وكيل معلم درجة ثانية)، بالمدرسة الوحيدة في مدينته، وهي المدرسة الحكومية ببريدة، براتب قدره ثلاثون ريالاً ونصف ريال، وسنه آنذاك 18 عاماً. وكان أشهر علماء بريدة، حينها، الشيخ عمر بن سليم، قد أعاد بناء جامع بريدة الكبير على نفقة الملك عبد العزيز، وألحق به مكتبة، أصبح الشاب محمد بن ناصر العبودي قيماً لها، براتب أعلى، وجاءت الوظيفة ملبيةً لرغبته، فتفرغ لطلب العلم ومذاكرة المشايخ خلال عمله في المكتبة. كتب إلمامة بجنوب الفلبين - مكتبة نور. ومنذ شبابه المبكر، كان العبودي لا يفوّت كتابة يومياته، ولا يغادر نشاطاً من أنشطته المهمة إلا دوّن مجرياته وكتب تفاصيله، تلك العادة التي جعلته لاحقاً أحد المكثرين تأليفاً والمبرزين تصنيفاً. عمل العبودي مديراً للمدرسة المنصورية في بريدة، ثم مديراً لمعهد بريدة العلمي مدة سبع سنوات، وكان عضواً في بعثة قضائية خاصة إلى مكة المكرمة، برفقة الشيخ العلامة عبد الله بن حميد، رئيس القضاة. ورحل الملك المؤسس عبد العزيز، طيَّب الله ثراه، وخلفه ابنه الملك سعود، فكان من قراراته الفارقة تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي كان العبودي أول موظف فيها بمنصب «الأمين العام للجامعة» في عام 1961، حيث بدأ فصل جديد من حياة العبودي كاتباً، فقد كان عمله يقتضي منه السفر إلى مختلف دول العالم للتعرف على الجمعيات والمؤسسات والجهات الإسلامية.
موقع الشيخ محمد العبودي عميد الرحالين – بإشراف الدكتور / محمد المشوح
معجم أسر عنيزة. معجم أسر شمال القصيم. معجم أسر جنوب القصيم. معجم أسر شرق القصيم. معجم أسر غرب القصيم. في اللغة العربية
كتاب كلمات قضت. كتاب الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة. معجم الأصول الفصيحة للكلمات الدارجة (وهو في 13 مجلد). معجم الديانة والتدين في لغة العامة. معجم الصيد والقنص عن العامة. وله كتب أخرى غير ذلك. [4]
ويضاف لذلك اهتمام العبودي بالألفاظ الدارجة والأمثال الشعبية، ومحاولة ربطها باللغة العربية الفصحى من خلال إعادة الألفاظ إلى أصولها عن طريق المقارنة، ومن مؤلفاته في هذا الجانب:
الأمثال العامية في نجد (5 مجلدات من إصدرات دار اليمامة ودارة الملك عبدالعزيز)
كلمات قضت (مجلدين، دارة الملك عبد العزيز)
معجم الكلمات الدخيلة (مجلدين، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة)
معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة (13 مجلد، مكتبة الملك عبد العزيز العامة). معجم النخلة في المأثور الشعبي. [5]
تكريم وجوائز
تم تكريم العبودي من جهات عدة تقديرًا لجهوده العلمية والأدبية، فمنح عدد من الشهادات، ومن الجهات التي كرمته:
وزارة المعارف عام 1394هـ كرمته بميدالية الاستحقاق في الأدب. اثنينية عبد المقصود خوجة عام 1406هـ.
... ولكم، سادتي، أن تضيفوا المزيد من الأوصاف إلى هذه الشخصية الفريدة، دون أن تُتَّهموا بمبالغة أو مغالاة في المديح، فنحن في حضرة أديب بارع القلم ومؤلف ثري النتاج غزير التصنيف إلى درجة مذهلة، ورجل دولة عمل في خدمتها أكثر من سبعين عاماً، وداعية معروف على مستوى العالم، وربما كان أكثر دعاة الأرض معرفة بالمسلمين في كل مكان، وإداري محنّك عمل في مختلف الدرجات الإدارية، بانضباط وحزم، ودأبٍ لا يكل ولا يمل، ورحالة من طراز فريد في تاريخ الناس. إنه الشيخ السعودي محمد بن ناصر العبودي، ابن بريدة، الذي وُلد فيها قبل قرن من الزمان، إلا ثلاثة أعوام. فقد وُلد عام (1345ه - 1927م) لأسرة لم تكن بعيدة عن أجواء العلم. ومنذ الخامسة من عمره التحق الصبي بكُتّاب قريب من منزلهم، يقصده راجلاً، وكان يديره الشيخ سليمان العمري، الذي كان قريباً ومصاهراً للعائلة. وتنقّل الصبي بين عدة كتاتيب، حتى افتتحت المدرسة السعودية، التي أدارها الشيخ عبد الله بن سليم، فأقبل عليها الناس بأطفالهم، بعد أن فتروا عنها، خوفاً على أبنائهم، من هذا الوافد الجديد المسمى «مدرسة»! وظل العبودي يكبر، ويكبر معه حبه للعلم وملازمته للعلماء الذين لم تخلُ منهم بريدة، عاصمة منطقة القصيم، شمال الرياض.
كتب إلمامة بجنوب الفلبين - مكتبة نور
وقال د. حسن الهويمل في تقديمه للكتاب إنّه يقف بين تلميذ متألّق وأستاذ متفوق، وأنّ الكتاب مليء فلا يحتمل الإضافة، وحثّ جيل الشّباب على الاقتداء بالشّخصيّة المترجمة، والحقيقة أنّ الاحتذاء ينصرف لمعالي الشّيخ، وللمؤلّف الذي ذكر في مقدّمته أنّ التّأليف عن العالم الموسوعي العبودي كان أمنية وفرضًا كفائيًا قام هو بشيء منه، وفتح الباب لكلّ من جاء بعده. اختصّ الفصل الأول بالحديث عن الحياة العلميّة والأدبيّة في القصيم وتحديدًا في بريدة، وانتقل الكاتب بنا في بحار لغويّة وبلدانيّة وتاريخيّة وعلميّة، ومن الطّبيعي أن يعين فهم البيئة على قراءة فكر أبنائها، وتحليل شخصيّاتهم، وهو جانب قد يهمله بعض الدّارسين أحيانًا. ومن هذا الوسط المتدين ظهرت قامة جمعت العلم من أطرافه، وشاركت باستحقاق في أكثر فنونه، وجابت أصقاع المعمورة، في مثال حيّ مشاهد على انفتاح ابن القصيم مع محافظته على أسسه وثوابته، والاعتدال أجمل خطّة للحياة، وشخصيّة العبودي مع أمثاله أكبر داحض لمزاعم حصر القصيم في إطار صورة واحدة فيها تشويه وتنفير وظلم. تحدّث المؤلف في الفصل الثّاني عن الحياة الشّخصية للعبودي، فذكر نسبه وميلاده، وبداية انتظامه في الكتاتيب، وسرد شيوخه وزملاءه ثمّ وقف عند صفاته، وأكثر ما يهمّنا أنّ أسرته الكريمة استوطنت بريدة منذ أربعمئة سنة، وأنّه ولد في الثّلاثين من شهر ربيع الآخر عام 1345، وكان والده إخباريًا أديبًا نسّابة مع أنّه لا يقرأ ولا يكتب، بينما كانت والدته نورة بنت عبدالله العضيب قارئة كاتبة!
محمد بن ناصر العبودي: الرّائد العميد! لا يخلو أيّ مجتمع من أهل علم وفضل وإنجاز، وتختلف تقاليد الإشادة بهم بين بيئة وأخرى، ومن أسف أن يلحق الإهمال من يستحق التّقدير فلا يناله- إن ناله- إلّا عقب رحيله من عالم الأحياء، وقد نفهم تأجيل الاحتفاء لكنّنا نستغرب من إغفاله تمامًا، فما أسعد العالم والمؤرّخ والأديب حين يرى نصبه لم يذهب هباء؛ وإن كان الأجر المرجو من عند الله الكريم المنّان. وبين يديّ سفر يتلألأ، عنوانه: عميد الرّحالين محمّد بن ناصر العبودي: حياته-إسهاماته-جهوده ، تأليف محمّد بن عبدالله بن إبراهيم المشوح ، صدرت الطّبعة الثّانية منه عن دار الثّلوثيّة للنّشر والتّوزيع عام 1435=2014م، ويقع في (566) صفحة، ويتكوّن من إهداء فمقدّمة الطّبعة الثّانية، ثمّ تقديم فمقدّمة، وبعدها سبعة فصول فملحق بالصّور وملحق بالوثائق، وقائمة المصادر والمراجع، وأخيرًا الفهرس. أهدى د. المشوح كتابه لوالديه، وأشار في مقدّمة الطّبعة الثّانية إلى أنّ دراسته عن معالي الشّيخ العبودي تعدّ سابقة حتى صارت إمامًا لغيرها، وحظيت الطّبعة الأولى عام 1425 بإقبال ونفاد سريع، وإنّما تأنّى المؤرّخ الأديب المشوح في دفع نسخته الثّانية للظّهور كي يجمع المزيد من أخبار العبودي، ويحكم سبكها، ويستبين فيها مدى الجهد وصدق المحبّة.