فينتصب حالا عنهم بمعنى لابثين فيها حقبين مجدبين، وقوله: ( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) تفسير له.
تأملات في قوله تعالى {إن جهنم كانت مرصادا}
{ للطاغين} " وهم المردة العصاة المخالفون للرسل " { مآبا} " أي مرجعا ومتقلبا ومصيرا ونزلا. وقوله: ( { لابثين فيها أحقابا}) أي: ماكثين فيها أحقابا ، وهي جمع " حقب " ، وهو: المدة من الزمان. { لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا}: أي لا يجدون في جهنم بردا لقلوبهم ولا شرابا طيبا يتغذون به. ( { إلا حميما وغساقا}) قال أبو العالية: استثنى من البرد الحميم ومن الشراب الغساق. وكذا قال الربيع بن أنس. تأملات في قوله تعالى {إن جهنم كانت مرصادا}. فأما الحميم: فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموه. والغساق: هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم ، فهو بارد لا يستطاع من برده ، ولا يواجه من نتنه. { جَزَاءً وِفَاقًا (26)}:أي هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة وفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا قاله مجاهد وقتادة وغير واحد. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
1
3, 943
تفسير قوله تعالى: (إنهم كانوا لا يرجون حساباً * وكذبوا بآياتنا كذاباً)
قال تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا [النبأ:27] إن سألت: لم يا رب هذا جزاؤهم؟ أخبرك بعلة ذلك وهي: أنهم كانوا في الدنيا لا يرجون حساباً، ولا يخافون ولا يأملون ولا يؤمنون. وأنتم أيها المؤمنون ألا تخافون الحساب؟ بلى. فأنت لا تستطيع أن تأخذ فلساً ظلماً أو عدواناً، تخاف الحساب، وهم لا يخافون الحساب أبداً، ولا يؤمنون به، ما كانوا يرجون أن يحاسبهم الله وأن يجزيهم أبداً؛ لأنهم كافرون بالدار الآخرة، بيوم القيامة، وكفرهم بيوم القيامة هو الذي غمسهم في هذه الأوضار والأوساخ والذنوب والآثام، أما من آمن بأنه سيبعث حياً وسيسأل عن عمله -والله- يستقيم حتى يموت، لكن من كفر -والعياذ بالله- بالدار الآخرة تمزق وهلك. ثم قال تعالى: وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا [النبأ:28] أكبر كذب التكذيب بآيات الله القرآنية، وآيات الله في الكون كلها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن البعث والدار الآخرة حق، فهذه الآيات لا ينظرون إليها، ولا يفكرون فيها، ثم قالوا عن آيات القرآن: سحر وشعر وقول مجنون!! تفسير قوله تعالى: (وكل شيء أحصيناه كتاباً)
تفسير قوله تعالى: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً)
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
هداية الآيات
قال: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: التنديد بالطغيان وبيان جزاء الظالمين].