وقال البيهقي في معرفة السنن والآثار قال الشافعي: في القديم لو علم الرجل أن الصوم بعرفة لا يضعفه فصامه كان حسنا. حديث فضل يوم عرفة. واختار الخطابي هذا ([3]) واستحبه إسحاق، واختاره الآجري وحكى الخطابي عن أحمد مثله ([4])
أدلتهم:
أما أدلة القول الثاني فقد احتجوا بالأحاديث المطلقة أن صوم يوم عرفة كفارة سنتين. وقد حمل الجمهور ذلك على أن هذا لمن ليس بعرفة ([5]). كما استدلوا بالآثار الواردة عن السلف فقد ورد أن ابن الزبير وعائشة يصومانه وروى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن أبي العاص فعن الحسن قال: لقد رأيت عثمان بن أبي العاصي يرش عليه ماء في يوم عرفة وهو صائم، وكان إسحاق بن راهويه يميل إليه وكان عطاء يصومه في الشتاء دون الصيف، وورد عنه أنه قال: صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم، قال قتادة: لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء ([6])
والإجابة عن ذلك ما قاله ابن عبد البر:جاء عن عمر أنه لم يصم يوم عرفة وهذا عندي على أنه بعرفة لئلا تتضاد عنه الرواية في ذلك، وما ورد عن عطاء، وعثمان ابن أبي العاصي فيحتمل أن يكون بغير عرفة أيضا ([7]). الدليل الثالث: لأن كراهة صومه إنما هي معلة بالضعف عن الدعاء، فإذا قوي عليه أو كان في الشتاء لم يضعف فتزول الكراهة ([8])
الدليل الرابع: لما فيه من الجمع بين القربتين ([9]) وأجيب بأن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم هو السنة.
حديث صيام يوم عرفة
ابو معاذ المسلم
06-02-2020 02:56 AM
رد: أحاديث منكرة في فضل عرفة
أحاديث منكرة في فضل عرفة (2)
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحديث الثالث:
عن ابن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي عن أبيه عن جده عباس بن مرداس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة والرحمة، وأكثر الدعاء، فأوحى الله إليه: إني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضاً، فأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها، فقال: "يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم. فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله: إني قد غفرت لهم، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه: تبسمت يا رسول الله في ساعة لم تكن تتبسم فيها ؟ فقال: "تبسمت من عدو الله إبليس، إنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي؛ أهوى يدعو بالويل والثبور، ويحثي على رأسه ويفر" منكر؛ أخرجه ابن ماجة ([1]) وابن حبان ([2]) في المجروحين، وابن الجوزي في الموضوعات ([3]) من حديث ابن كنانة عن أبيه عن جده، قال البوصيري في الزوائد: في إسناده عبد الله بن كنانة قال البخاري لم يصح حديثه. قال ابن حبان: كنانة منكر الحديث جداً، فلا أدري التخليط منه أو من ابنه، وأياً كان فهو ساقط.
ضعف حديث صيام يوم عرفة
في هذا اليوم تسأل غير الله. وخطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعرفة، فقال: إنكم قد جئتم من القريب والبعيد، وأنضيتم الظهر - أي: أتعبتم رواحلكم -، وأخلقتم الثياب - أي: أبليتم ثيابكم -، وليس السابق اليوم من سبقت دابته وراحلته، وإنما السابق اليوم من غُفر له.
حديث فضل يوم عرفة
* ولأن له فضيلة على غيره من الأيام ([7]). ( [1]) ينظر مغني المحتاج (1-446)، الشرح الممتع (6-471). ( [2]) ينظر حاشية ابن عابدين(3-301)، شرح فتح القدير(2-350)، بدائع الصنائع (2-79)، مواهب الجليل(2-401)، الفقه المالكي(2-133)، حاشية الدسوقي(1-515)، المجموع(6-401)، إعانة الطالبين (2-265)، مغني المحتاج(1-446)، المبدع(3-53)، الفروع(3-80)، الإنصاف(3-345).
روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء). وعند أحمد في "مسنده" و ابن حبان في "صحيحه"، و الحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً). حديث فضل يوم عرفة - موقع مقالات إسلام ويب. وروى ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و أبو يعلى و البيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعاً أيضاً: ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة). وفي مصنف عبد الرزاق من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في حديث الرجلين اللَّذين جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألانه عن أمر دينهم، وكان من جوابه لهما: ( وأما وقوفك بعرفة، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبًا، غسلها الله عنك).