- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)) [6616] رواه مسلم (2589). إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب البر والصلة والآداب - باب استحباب العفو والتواضع- الجزء رقم4. قال الغزالي: (اعلم أن الذكر باللسان إنما حرم؛ لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه فالتعريض به كالتصريح والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام) [6617] ((إحياء علوم الدين)) (3/144). - وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال: ((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنَّهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، ثُمَّ قال: بلى، أمَّا أحدهما: فكان يسعى بالنَّمِيمَة، وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله، قال: ثُمَّ أخذ عودًا رطبًا، فكسره باثنتين، ثُمَّ غرز كل واحد منهما على قبر، ثُمَّ قال: لعله يُخفف عنهما مالم ييبسا.. )) [6618] رواه البخاري (6052)، ومسلم (292). قال العيني: (الترجمة مشتملة على شيئين: الغِيبة والنَّمِيمَة، ومطابقة الحديث للبول ظاهرة، وأما الغِيبة فليس لها ذكر في الحديث، ولكن يوجه بوجهين، أحدهما: أنَّ الغِيبة من لوازم النَّمِيمَة؛ لأنَّ الذي ينمُّ ينقل كلام الرَّجل الذي اغتابه، ويقال: الغِيبة والنَّمِيمَة أختان، ومن نمَّ عن أحد فقد اغتابه.
: ذكرك اخاك بما يكره دون علمة هو
الغِيبَة هي ذكر الشخص بما يكره من العيوب التي فيه في غَيْبَته [1] بلفظٍ، أو إشارةٍ، أو محاكاةٍ [2] ،وهي خُلق نهي عنه الإسلام. لغويًّا [ عدل]
الغِيبة: الوَقيعة في النَّاس؛ لأنَّها لا تقال إلا في غَيْبَة، يقال: اغتابه اغتيابًا إذا وقع فيه وذكره بما يكره من العيوب وهو حق، والاسم الغيبة، وهي ذكر العيب بظهر الغيب، وغابَه: عابه، وذكره بما فيه من السُّوء، كاغتابه. [3]
الفرق بين الغيبة والبهتان والنميمة [ عدل]
الغِيبة: هي ذكر المسلم في غَيْبَته بما فيه مما يكره نشره وذِكر. [4]
البهتان: ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه. : ذكرك اخاك بما يكره دون علمة هو. [4]
النميمة: هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما. [4]
الغيبة في الإسلام [ عدل]
في القرآن الكريم [ عدل]
نهي القرآن عن الغيبة
في السنة النبوية [ عدل]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ ٱللَّٰهِ ﷺ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: «اَللَّٰهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. » قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. » قِيلَ: «أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟» قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.
إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب البر والصلة والآداب - باب استحباب العفو والتواضع- الجزء رقم4
[٢]
فالغيبة تكون بذكر الإنسان بما يكره؛ سواءً في دينه أو دُنياه، أو نفسه، أو ماله وغير ذلك، كوصفه بالفسق، أو العمى، أو كثير الكلام، وغير ذلك من الصِّفات السَّيئة، [٣] والغيبة تكون بذكر الآخرين بأيِّ شيءٍ يكرهونه، فقد تكون في إعابة البدن، كالطول والقِصر، أو في النَّسب، كقول: أبوه فاسق، أو في أخلاقه، أو دينه، أو حتى في ثوبه وداره ودابته، وقد تكون في غير الكلام، أي عن طريق الكتابة، أو الإشارة، أو المُحاكاة، كأن يمشي مثله. [٤]
حكم الغيبة
تُعدُّ الغيبة من الأُمور المُحرَّمة، ومن يستمعُ لها فهو أيضاً شريكٌ في الإثم إلَّا أن يُنكر بلسانه، أو بقلبه، وإن استطاع القيام أو قطع الغيبة بكلامٍٍ آخر وجب عليه ذلك ، [٥] ومن الأدلَّة التي جاءت بإثبات حُرمتها، قوله -تعالى-: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)، [١] وقول النبيّ -عليه الصَّلاةُ والَّسلام- عندما سُئل عن أفضل المُسلمين: (الْمُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ).
- يا رسولَ اللهِ، ما الغِيبةُ ؟ قال: ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَهُ. قيل: أفرأيْتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ فقد اغْتَبْتَه ، وإن لم يكنْ فيه ما تقولُ فقد بهَتَّه. الراوي:
أبو هريرة
| المحدث:
الألباني
| المصدر:
صحيح أبي داود
| الصفحة أو الرقم:
4874
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
| التخريج:
أخرجه مسلم (2589) باختلاف يسير، وأبو داود (4874) واللفظ له
أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ. أبو هريرة | المحدث:
مسلم
|
المصدر:
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2589 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
نَهانا الإسلامُ عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ، وحَرَّم الغِيبةَ تَحريمًا مُغَلَّظًا، فجعَلَها مِن كَبائرِ الذُّنوبِ، وهي مِن أكثَرِها انتشارًا بيْن النَّاسِ، حتَّى إنَّه لا يَكادُ يَسْلَمُ منها إلَّا القليلُ مِن النَّاسِ.